الافتتاح الذي قدمته الهيئة المنظمة لالعاب غرب آسيا في ملعب مدينة كربلاء أثار ردود أفعال حادة . فبسبب الموسيقى والرقص الذي صاحب الاحتفالية احتج البعض على ان ماحدث لا يتفق مع قدسية المدينة .
بينما يحاجج الفريق الذي لايرى باسا في الاحتفال بقولهم :
إن كان حقا يدعي البعض حرصهم على قدسية المدينة ، كان الاولى بهم وهم في أعلى هرم السلطة أن يحافظوا على سمعة المدينة ولا يتركوها نهبا للفقر والفاقة والمرض والخرافات ، فالشعب يعلم حجم الفساد الذي يضرب أطنابه في مفاصل العديد من مراكز المسؤولية ، سواء في المدينة أم في البلاد أجمع .
لا شك ان قدسية أيـة مدينة لا علاقة له بالاحتفال أو بالموسيقى والرقص والرياضة والفنون عامة ومنها السينمائية والاذاعية فان كربلاء والنجف والكاظمية التي توصف بالمقدسة لاتخلو بيوتها ومقاهيها ونواديها من أجهزة التلفزيون والسينما الخاصة والعامة التي تعرض مختلف الافلام الغنائية والراقصة وحتى افلام الخلاعة والتهتك ، ومع ذلك لا أحد يذهب الى ان ذلك ينتهك قدسية هذه المدن .
أذكر في اوائل الستينات وصل البث التلفزيوني الى مدينة النجف والكوفة وكربلاء ، اذ قامت حكومة الجمهورية العراقية بعد ثورة تموز 1958 بتقوية البث التلفزيوني لمحطة تلفزيون بغداد ونصب المرسلات لكي يغطي البث جميع المحافظات العراقية وكان أول من عارض البث التلفزيوني بعض رجال الدين الذين رأوا فيه انتهاكا لقدسية المدن التي تضم أضرحة الائمة .
امتنعت البيوت في النجف بداية عن شراء أجهزة التلفاز ولكن بعض المقاهي الكبيرة استخدمت التلفزيون لسماع الاخبار فقط في مواعيد نشرات الاخبار المعروفة وما لبث أن انتشر شــيئا فشيـئا في البيوت رغم أنف رجال الدين الذين لم يستطيعوا الوقوف أمام المد الشعبي المتمرد على إرادتهم الغارقة في التخلف و محاولتهم منع الناس من استخدام جديد العلوم والابتكارات . وفي ذلك عبرة لمن يعتبر .
لقد اثبت الجدل الذي دار حول افتتاح الملعب اتساع حركة الاحتجاج على المراهنين على خنق الحريات واجبار الناس على ارتداء ثوب الحزن المصطنع ومحاولة ابتزاز الجمهور الذي صفق للاحتفال وغنى النشيد الوطني وفرح لعزف فتاة على آلة الكمان والتعبير بحركات مقتبسة من فن البالية مما لايتعارض مع العادات والتقاليد المألوفة في مجتمعات العالم سواء على الصعيد البدائي كما لدى بعض القبائل أو على صعيد المجتمعات المتحضرة كما في ساحات ومسارح بلدان العالم ولن يكون العراق أوالمدن المقدسة استثناء ولن يخضع الجمهور لرغبات وإرادة اللصوص والمحتالين والدجالين الذين يحاولون التستر بالاولياء الصالحين ولبـس المسوح والظهور بمظاهر التقى والورع في الوقت الذي تمتد أياديهم للمال العام وينهبون المواطنين جهارا نهارا ولن يستطيعوا تغطية عوراتهم بالف ورقة تـيـن .