2018-08-22 12:52:00


من البديهي أن كل ما سيحدث في وقت بعد الوقت الحالي يسمى المستقبل ,  ولابد من الوصول اليه  بسبب وجود عامل الوقت الذي لا ينتظر الوقاتين , بل الجميع ينتظره بفارغ الصبر, لكنه يمر مر الكرام وقد يشير أحياناً الى القلق والخوف لأنه مجهول ولم يحدث بعد وهو ضد الماضي الذي أصبحت أحداثه  من التأريخ , لكن هناك من يستقرىء المستقبل ويتنبىء  بنتائجه سلفاً  بسبب تفعيل ما يسمى بالحاسة السادسة وما يتحلى  به من ذكاء ودراية .
وفي تصريح رسمي مسؤول ملؤه التفاءل والذي أثلج الصدور وأبهج القلواب حول تقدم كوردستان بخطى ثابتة نحو مستقبل مشرق للسيد نيجيرفان البارزاني رئيس حكومة إقليم كوردستان بمناسبة عيد الأضحى المبارك وما يحمل في ثنايا طيّاته من ثقة مطلقة بإدارته الناجعة وبما يؤول اليه المستقبل من نتائج ملموسة نتيجة لرسم السياسة الإستراتيجية المحكمة وفق آلية علمية رصينة من قبل أصحاب الكفاءة و التكنوقراط  ومن ذوي الإختصاص , لأن أي عمل إداري لا يرى النور ولا يكتب له النجاح ما لم يمر بمراحل مقومات إنجاحه بدأً من التخطيط والتنظيم والتنفيذ والمتابعة والتقييم بأيادي نزيهة وكفوءة وخاصة بعد رفع الحظر الإقتصادي وعودة العلاقات الطبيعية مع بغداد والعالم الخارجي الى سابق عهدها . 
ولايخفى على الجميع معاناة الكورد على مر الزمان منذ وجودهم على وجه الخليقة من الظلم والتهميش والممارسات اللاأخلاقية للأنظمة الدكتاتورية المتعاقبة حتى منًّ الله على شعب كوردستان بقيادة سياسية حكيمة تمتاز بالحنكة والفطنة والتفاني من أجل خدمته وتعريف العالم بمظلوميتهم في المحافل الدولية وكسب ثقتهم ليقفوا مع الشعب الكوردي في محنته التي أفقدتهم الآلاف من الضحايا وتحملوا ما لم يتحمله شعب آخر نتيجة لإتخاذهم ساحة إختبار لتجربة أسلحتهم المحرمة دولياً , ولقد إستفاد الكورد من تجارب الماضي وإتخذوها دروساً لا يمكن العودة اليها مهما كلف الأمر ومنها الوعود اليائسة التي ذاقوا منها الأمرين عند تشكيل الكابينات الوزارية بعد تحرير العراق من براثن الدكتاتورية المقيتة ومساهمتهم الفاعلة فيها وتجاهل الحكومات المتعاقبة مع سبق الإصرار والترصد للحقوق المشروعة للشعب الكوردي من خلال عدم تطبيق بنود الدستور العراقي الذي صوت عليه غالبية الشعب العراقي , فكان لزاماً على الكتل الكوردستانية الفائزة في الإنتخابات النيابية مؤخراً أخذ الضمانات اللازمة وبحضور أممي وتحت سقف زمني محدد بتنفيذ الشروط التي أطلقها السيد الرئيس مسعود البارزاني لتشكيل الحكومة الجديدة بضرورة الإلتزام بالشراكة السياسية دون الإشراك في الحكومة والتوازن في المؤسسات الرسمية والتوافق في إدارة الدولة وإتخاذ القرارات المفصلية دون التفرد بفئة أو طائفة أو حزب لضمان إستقرار وأمن العراق . 
نعم سنخطو بخطى واثقة ملئها الأمل لمستقبل مشرق وزاهر بهمة الغيارى من أبناء كوردستان الحبيبة وبسواعد الرجال الأشداء الذين دافعوا عن حدود كوردستان بالدم وسطروا أروع ملاحم البطولة والفداء وكسروا شوكة الإرهاب الأعمى وبطموح الشباب المتحمس والحريص على بناء الإقليم بما يضاهي الدول المتقدمة وتقديم أفضل الخدمات للشعب الكوردي لتعويض ما فاتهم من الظلم والفقر والتنعم بمنجزاتهم التي تجعل من الإنسان غاية ووسيلة في نفس الوقت بعيداً عن كل الأساليب الوحشية المنافية لحقوق الإنسان .