«اختيار جنس المولود وإنجاب الذكور.. اتصل على الخط الساخن»، إعلان لأحد مراكز علاج العقم، وجد فى عدة مناطق وأعلى أحد الكبارى، ما كان لافتاً لأنظار المارة، ليس بسبب التقنية الطبية الحديثة المتمثلة فى اختيار جنس المولود، إنما فى التركيز على إنجاب الذكور، الأمر الذى فسره أحمد يوسف، مسئول العلاقات العامة بمركز العقم: «عوامل عديدة، منها التلوث البيئى، أدت إلى زيادة إنجاب الإناث بصورة أكبر، ما أدى إلى تنامى الرغبة فى إنجاب الذكور».
إجازة دار الإفتاء لتحديد نوع الجنين، أدت إلى زيادة الإقبال على الإجراء الطبى، بحسب «يوسف»: «ليصبح رجل البيت، أو يزرع الأرض، أو يرث التركة.. وغيرها من موروثات ثقافية»، الأمر الذى لا يقتصر على مصر، فثبت أن الفرحة بالذكور تفوق الإناث فى عدد من دول العالم المتقدم كأمريكا، وأستراليا ومختلف دول أوروبا.
لم يكتف الإعلان بتحديد جنس الجنين، إنما تضمن إنجاب الذكور، والسبب وفقاً لـ«يوسف»، أنه أوضح وأسهل على الفهم للبسطاء من تحديد جنس الجنين، وبالفعل أكثر المقبلين على الخضوع للإجراء الطبى من الريف والأقاليم: «الأهالى هناك يخلطون بين الصحة الجنسية والإنجابية، ولديهم ثقافة موروثة تجعلهم أكثر قلقاً ورغبة فى الإنجاب سريعاً». تعترض مارجريت عازر، وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، على الإعلان وتراه غير موفق، وينطوى على تمييز، وكأن إنجاب الذكور ميزة للمجتمع، لكن المشكلة فى رأيها أنه رغم السعى بشتى الطرق لتمكين المرأة وتغيير ثقافة المجتمع الذكورية، لكن الأمر يحتاج إلى وقت، وتضافر الجهود داخل المجتمع: «الخطاب الإعلامى والثقافى يركز على القضية بخلاف التعليم والمنابر الدينية. منطوق الإعلان تراه «مارجريت» أيضاً غير دستورى، بسبب ما ينطوى عليه من تمييز، مطالبة بتغييره: «المرأة الآن تقوم بدور عظيم فى كل المجالات، وليست عبئاً على المجتمع، حتى يبحث الأزواج عن إنجاب الذكور».