يبدو أن توقعات الأفلام السينمائية لم تكن خاطئة، بل سبقت الواقع الأمريكى بسنوات، فمع كثرة القصص الدرامية التى تتناول اقتراب نهاية العالم، واستقبال المشاهدين لها بمزيج من الخوف والهلع، أعلنت دراسة أمريكية حديثة عن انتشار ثقافة «اقتراب يوم القيامة» بكثرة بين سكان الولايات المتحدة الأمريكية، ودللت الدراسة على ذلك بأن المواطنين صاروا يخزنون الغذاء والدواء والأسلحة بكثرة تحسباً لليوم الذى سينزل فيه الستار معلناً عن نهاية العالم.
وقال الباحثون المشاركون فى الدراسة فى جامعة «كنت» الأمريكية، إنه على مدار العقد الماضى، تحولت تحضيرات «يوم القيامة» من مجرد شىء هامشى لا يذكر، إلى اتجاه سائد بين السكان، وبحسب صحيفة «ديلى ميل» البريطانية، اعتقد الباحثون فى البداية أن السبب الرئيسى وراء ذلك هو وصول الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما إلى سدة الحكم، لكنهم بعد البحث اكتشفوا أنه لا يمكن إلقاء اللوم على «أوباما» بل على خطاب الخوف السائد حالياً فى الولايات المتحدة الأمريكية من خلال وسائل الإعلام المختلفة.
"ديلى ميل": الأخبار السلبية وراء الاعتقاد بقرب نهاية العالم
وحسب الدراسة، التى نشرت فى مجلة الدراسات الأمريكية، ساهمت ثلاثة عوامل فى نشر تلك الثقافة، هى عناوين الأخبار السلبية التى يتم نشرها فى التقارير الإخبارية، وتحذير وسائل الإعلام الاجتماعية من الكوارث البيئية والاقتصادية بكثافة، وأخيراً حرب المعلومات التى تنشر احتمالية انتشار الأوبئة، أو قيام هجمات إلكترونية أو إرهابية سواء فى الولايات المتحدة الأمريكية أو على مستوى العالم.
وقال الدكتور مايكل ميلز، الباحث الرئيسى فى الدراسة: «أصبح الخوف الآن راسخاً فى الثقافة الأمريكية الحديثة، وهو السبب الذى يجعل الكثير من المواطنين يشاركون فى الاستعداد ليوم القيامة، كلٌ حسب اعتقاده»، مرجعاً السبب إلى الدولة التى تتحدث باستمرار عن سباق التسلح النووى، وارتفاع انبعاثات غازات الدفيئة، وظهور حملات التضليل برعاية الحكومة الأمريكية، وبحسب ما قال «مايكل» لـ«ديلى ميل»: «نشرة العلماء الذريين صنعت ما يسمى بساعة يوم القيامة عام 1947، كمؤشر على قابلية العالم للانتهاء، إذا دقت فهو مؤشر على اقتراب انتهاء العالم، وهذا ما حدث بالفعل فى عامى 2017 و2018 بسبب تصاعد التوترات مع كوريا الشمالية».