متخصص عناق محترف.. وظيفة قد تبدو غريبة بعض الشيء بالنسبة للكثيرين. لكن هناك من يلجأ لهؤلاء في بعض الدول كالولايات المتحدة الأمريكية لإزالة التوتر. فما هي هذه الخدمة، ومن هم الأشخاص الذين يستفيدون منها؟
بحسب موقع "دويتش فيله" الألماني ظهر خلال السنوات الأخيرة في الولايات المتحدة عدد من مقدمي خدمة جديدة من نوعها وهي "العناق في مقابل مادي" بغرض التخيف من التوتر والمساعدة على الاسترخاء قرر عدد من الأشخاص العمل كمتخصصي عناق محترفين يقومون بتقديم خدماتهم بغرض إزالة التوتر والمساعدة على الاسترخاء.
ووفقا لمن يقومون بأداء هذه الوظيفة، التي ربما تبدوغريبة للكثيرين، فما يحدث ليس جنسا أو جلسة تدليك حيث يلجأ لخدمات العناق أشخاص يعانون من "اضطراب ما بعد الصدمة" وطلبة جامعة يعانون التوتر نتيجة لضغط الدراسة ومصابون بمتلازمة أسبرجر، والتي تعد ضمن أشكال التوحد.
وبالولايات المتحدة، يوجد العديد من مقدمي خدمات العناق، ومن ضمنهم العاملين بشركة تحمل اسم "كدلست" تم إنشاؤها منذ أربعة أعوام لتقديم "أساليب علاجية باللمس"، وفقا لما يذكره موقع الشركة الإلكتروني.
ويوجد لدى الشركة 200 ممارس بأرجاء الولايات المتحدة، منهم من يسمحون للعملاء بالقدوم إلى منازلهم وآخرون يذهبون إلى حيث يرغب العملاء، لتقديم خدمات العناق والاحتضان والتدليل إلى جانب "قائمة شبه مفتوحة من اللمسات الأفلاطونية" مع "مراعاة قواعد القبول والحدود الشخصية".
ويمكن الحصول على خدمات المعانقة الشخصية مقابل 80 دولارا في الساعة، وعادة ما تستغرق جلسة العناق الواحدة 90 دقيقة.
ونقل موقع "دويتش فيله" عن العضو المؤسس للشركة ومدرب اليوجا السابق، آدم ليبين: "الكثيرون لديهم حرمان من إحساس اللمسة، والتدليل هو وسيلة خارقة للتواصل حيث يحرر هرمون الحب، الأوكسيتوسين، الذي يقول بعض العلماء إنه يتم إفرازه في مجرى الدم خلال المعانقة".
ووفقا لمقال صحفي للطبيب النفسي بجامعة كاليفورنيا الأمريكية، داتشر كيلتنر، الأطفال الرضع الذين حرموا من التلامس في الملاجئ تبدوعليهم مشكلات سلوكية، وعندما يربت أمناء المكتبات على أيدي الطلاب أثناء تسجيل الكتب المستعارة، تزيد احتمالات عودة الأطفال مجددا.
ويقول الأستاذ المساعد في كلية التمريض والمهن الطبية بجامعة دريكسي الأمريكية، غيريغا كيمال: "يشعر أربعون بالمئة من الناس بالوحدة، وبإمكان المعانقة التغلب على هذا".
وبالرغم من عدم سماع الأستاذ الجامعي بمهنة المعانقة من قبل، فهو يرى أنها "تبدو مسألة منطقية"، على حد وصفه. إلا أن رئيس القسم النفسي في واحدة من مستشفيات مدينة نيويورك، رودي نيديجر، حذر من إمكانية قيام أشخاص سيئي النية باستغلال هذا العمل بغرض الاحتيال "لعدم توافر وسائل تمكن من تحديد ما إذا كان الشخص مخادعا".