شفق نيوز/ للفن في كركوك طعم خاص ارتبط بالتنوع القومي والفكري لتلك المدينة التاريخية العريقة التي انتجت مجموعات وحركات ثقافية وفنية وشعرية لطالما حاكت واقع الناس وتمردت على التقاليد الفنية المعهودة.
ويبرز الرسم وبالتحديد الفن التشكيلي كأحد معالم كركوك البارزة الواعية المتبصرة ويمكن الإشارة هنا باختصار الى الرسامين من أمثال الفنان الرسام زين العابدين ده ميرﭼـي، والفنان الرسام والشاعر سركون بولص، والرسام سامان أبو بكر والرسام آراز مجيد و الفنان الرسام آزاد أنور، والرسام الفنان جميل نصرت وغيرهم الكثير.
والآن ونحن نعاصر مستجدات الاحداث المتلاحقة التي اختتمت بتفشي فيروس كورونا؛ يبرز فنان تشكيلي كركوكي آخر يواصل طريق أسلافه في استكناه الفن التشكيلي بأسلوب حديث.
يمكن وصفه بالتشكيلي الذي يفكر يفكر "خارج الصندوق" وثمة برميل "ملعون" يلهمه للتوعية بكورونا؛ فماذا يقول؟!
يبين الفنان التشكيلي الشاب ديلان، من أهالي محافظة كركوك، أن حظر التجوال في المحافظة جعله يفكر بعمل فني خدمة لأهالي محافظته.
وفيما يؤكد أنه اختار براميل النفط لتكون أسلوبه الجديد لتوعية الناس بمرض كورونا، يشير الى أن اختياره للرسم على براميل النفط دلالة رمزية فهي لم تقدم للناس أي منفعة سواء ارتفع سعرها العالمي أو انخفض.
ويتحدث الفنان ديلان لشفق نيوز، فيقول "اتجهت إلى رسمَ لوحات تعبيرية على براميل النفط لإظهار جماليتها أولا، ولتوعية الناس بمرض كورونا بطريقتي الخاصة"، مشيرا الى انه "عرض هذه المجسمات في حي الأسرى والمفقودين بمدينة كركوك".
ويضيف الشاب الكركوكي ان "حظر التجوال جعلني أفكر بطريقة مختلفة للقيام بعمل فني يفيد الناس".
ويظهر العمل الفني الذي استعمله الفنان الكركوكي، ديلان، مجسمات صغيرة وأخرى استعمل فيها الاصباغ والألوان للتوعية بمرض كورونا وضرورة توخي الحذر منه، وذلك على شاكلة تعبيرات فنية ورسوم غرافيتية قام بها فنانون عالميون من أجل التوعية بمخاطر هذا الوباء العالمي.
وينحدر ديلان، وهو خريج معهد الفنون الجميلة، من أسرة فنية فيها فنانون تشكيليون وعازفون ومطربون.
ويبين الفنان الكركوكي أنه "استعمل براميل النفط تحديدا لأن فيها دلالة رمزية، فنحن نشهد مشكلات وهموماً وحروباً إذا ارتفع سعر برميل النفط، وكذلك معاناة الفقراء إذا انخفض سعره".
وهكذا يسطر الفنانون الشباب في كركوك ومنهم الشاب التشكيلي، ديلان، معالم الفن الجديد تعبيرا عن هموم الناس التي واصلت المكابدة بين الفقر مرة والمرض مرة أخرى او كليهما معا وكذلك ضيق ذات اليد؛ وهكذا يبرز فنانو كركوك كرة أخرى ليسجلوا اسمهم في تاريخ الفن الكركوكي والإنساني.