شفق نيوز/ قال خبير أمني إسرائيلي إن استمرار الضربات الجوية الإسرائيلية في العراق يعطي مؤشرات هامة بعودة ما كانت تسمى سابقا "الجبهة الشرقية"، لأن الطرف المستفيد الأساسي من هذه الضربات لاستهداف القواعد الإيرانية في العراق هو إسرائيل.
وأضاف يوسي ميلمان في تحقيقه الأمني المطول بصحيفة معاريف، أنه "بعكس حالات أخرى في ضربات إسرائيلية استهدفت قواعد إيرانية وقوافل أسلحة في سوريا، فقد امتنعت إسرائيل عن التصريح الرسمي بمسؤوليتها عن الضربات في العراق، حتى بدون تلميحات أو نصف ابتسامة أو طرفة عين".
وأكد ميلمان، أحد كبار الكتاب في الشؤون الأمنية والعسكرية في إسرائيل، أن "الضباط الكبار في الجيش والاستخبارات الإسرائيليين حافظوا على إغلاق شفاههم، دون التصريح ببنت شفة، حتى أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو خرج عن عادته، ولم يصرح أو يلمح بشأن هذه الضربات، وكذلك حافظ العراق على صمته، دون اتهام طرف بعينه".
وأوضح الكاتب أنه "إذا كان من المفترض أن الطائرات الإسرائيلية نجحت في تدمير المفاعل النووي العراقي من خلال الأجواء السعودية قبل 38 عاما، فليس هناك ما يمنع اليوم من تكرار الأمر، خاصة أن العلاقات الاستخبارية بين إسرائيل والسعودية تشهد تناميا غير مسبوق في هذه الآونة".
وأشار إلى "الإمكانيات العسكرية التي يحوزها سلاح الجو الإسرائيلي التي تؤهله لاستهداف العراق، فهو يمتلك طائرات من طراز إف 35، تقوم بمهام جمع معلومات، وتستطيع السفر للعراق مرورا بالأردن، الحليفة لإسرائيل، أو السعودية أو سوريا، دون أن يتم كشفها، بجانب وجود طائرات أخرى بدون طيار لديها القدرة على الطيران المتواصل 36 ساعة، واجتياز مئات الكيلومترات، وحيازة صواريخ هجومية".
وأضاف أن "المصلحة الإسرائيلية ليست خافية على أحد للمس بأي قافلة أسلحة تخرج من إيران باتجاه حزب الله في لبنان، لاسيما السلاح الذي يوصف في إسرائيل بالكاسر للتوازن، خاصة الصواريخ بعيدة المدى البرية والبحرية، والصواريخ ضد الطائرات، والمنظومات التسلحية لتحسين مدياتها ودقتها، وتعمل إسرائيل ذلك سرا وعلانية منذ خمس سنوات لدى الضربة الأولى داخل سوريا في 2014".
وأوضح أن "رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي السابق غادي آيزنكوت أعلن أن سلاح الجو نفذ مئات الضربات، ولم يتوان كبار قادة الدولة السياسيين والعسكريين عن الاعتراف الضمني والعلني بهذه الضربات".
ولفت إلى أنه "بات واضحا لدى دوائر صنع القرار الإسرائيلي أن الصعوبات التي تواجهها إيران في إقامة المزيد من بناها العسكرية في سوريا تقيمها في العراق، دون التنازل الاستراتيجي عن التواجد في سوريا، وتوفير الأسلحة لحزب الله، ما يجعل من العراق بديلا غير سيئ على الإطلاق".
وزعم أن "القدرات العسكرية الإسرائيلية تثبت نفسها مرة بعد أخرى، فالعراق أرسل قوات عسكرية ضد إسرائيل في حروب 1948، 1967، 1973، وكان دائما في مركز التفكير الإسرائيلي سواء من الناحية الأمنية والاستخبارية أو العسكرية، ففي 1967 هاجمت طائرات إسرائيلية قواعد جوية في غرب العراق".
وتابع أنه "في 1981 هاجمت إسرائيل المفاعل النووي العراقي الذي بناه صدام حسين قرب بغداد".
وزاد قائلا أنه "بعد عقد من ذلك الهجوم، وتحديدا في 1991 خلال اندلاع حرب الخليج الثانية خطط الجيش الإسرائيلي لعملية إنزال قوات كبيرة غرب العراق لتدمير منصات الصواريخ التي أطلقها صدام حسين باتجاه غوش دان وحيفا، وفي اللحظة الأخيرة تم إلغاء العملية بسبب خلافات بين المستويين السياسي والعسكري الإسرائيليين، وخشية من رد الولايات المتحدة".
وأكد أنه "خلال التحضير لتفجير المفاعل النووي السوري في دير الزور عام 2007، نجحت قوات خاصة إسرائيلية في الوصول إلى الحدود العراقية".
وختم بالقول أن "المسافة الفاصلة بين شمال إسرائيل في حيفا، والعاصمة العراقية بغداد تصل إلى 880 كيلومترا، وإذا كان سلاح الجو يشن هجمات في ست جبهات محيطة بإسرائيل، هي سوريا ولبنان وغزة وسيناء والبحر الأحمر والسودان والمحيط الهندي، بجانب مهاجمة إيران ومناطق في الخليج، فقد أضيفت جبهة سابعة اسمها العراق".