شفق نيوز/ عرض الباحث والكاتب السياسي في مجلة "واشنطن أكزامينر" مايكل روبين مشاهداته للصدمة التي لا تزال تعيشها مدينة سنوني العراقية التي تبعد بضعة كيلومترات عن الحدود مع سوريا، بعد دحر داعش.
وشهدت سنوني إعادة إعمار كبيرة حيث تتجمع الحشود أمام مكاتب حكومية لطلب التعويض من أجل المساعدة في إعمار منازلهم، ويذهب الأطفال وحدهم إلى المدارس المكتظة التي تعاني من نقص في عدد الأساتذة مما يعني أن عليهم حضور دوام مدرسي واحد بدلاً من ثلاثة. يقع مركز جديد للشرطة بناه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي على تلة مطلة على وسط المدينة وسيبدأ العمل قريباً.
تركيا لا تميز
يضيف روبين أن الصدمة لا تزال موجودة في أشكال مختلفة. يجب على القرويين المحيطين بسنوني مواجهة الغارات الجوية التركية حول وفي قراهم ومزارعهم. يمكن أن يكون التنقل ليلاً بالقرب من الحدود السورية دعوة للموت بما أن الطائرات التركية المسيرة قد تستهدف السيارات والقوافل. يقول الأتراك إنهم يقاتلون "الإرهابيين الكورد"، لكن عملياً هم لا يميزون بين المزارعين ومقاتلي حزب العمال، ويضاعف النزوح والعنف الجنسي آثار الصدمة.
الأكثر مأسوية هو أنّ العديد من ثلاثة آلاف مخطوف أيزيدي لا يزال مختطفاً. بينما يعتبر الديبلوماسيون الأمريكيون في بغداد وإربيل أن هؤلاء قضوا نحبهم، لا يعتقد أقرباؤهم أنهم على قيد الحياة وحسب، بل في العديد من الحالات، أمن المهربون صوراً حديثة وحتى رسائل صوتية راغبين ببدء التفاوض معهم من أجل إعادتهم. وتتراوح الطلبات بين بضعة آلاف إلى أكثر من 70 ألف دولار.
وكلاؤها يفرضون نظاماً داعشياً
يشير روبين إلى أن المشكلة تكمن في أن الأيزيديين المختطفين والمستعبدات جنسياً يسكنون حالياً في أراض تسيطر عليها تركيا داخل سوريا، والبعض منهم موجود في تركيا نفسها بحسب بعض التقارير. في يناير (كانون الثاني) 2018، اجتاحت تركيا مقاطعة عفرين وبدأت تطهيراً عرقياً ونبشت القبور كما أجبرت السكان الكورد على مغادرة منازلهم ومزارعهم. وفرض وكلاؤها السوريون، وبعضهم ممن عمل سابقاً لصالح القاعدة وداعش، نظاماً اجتماعياً لا يختلف كثيراً عن ذاك الذي فرضه داعش. ويتكرر النمط نفسه في البلدات والمدن في شمال شرق سوريا التي تعرضت للاجتياح التركي.
نفوذ تركي خبيث
أن تكون تركيا بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان قد تحولت إلى دولة إسلاموية فهذا أمر واقع. بينما تسعى تركيا إلى زيادة المساعدات الدولية للتعامل مع اللاجئين السوريين الذين يعيشون داخل تركيا، رفض أردوغان بشكل ممنهج توزيع المساعدات على الأيزيديين. اليوم، تابع روبين، يبدو النفوذ التركي أكثر خبثاً بما أن وكلاءها يواصلون استعباد الفتيات الأيزيديات بينما يديم الطرفان ممارسات داعش والصدمة التي عانى منها الضحايا الأيزيديون.
دعوة بسيطة لأردوغان
حان الوقت بالنسبة إلى مؤيدي تركيا ومجموعات الضغط التي تعمل لصالحها في واشنطن أو على امتداد المجتمع الدولي وقف الحديث عن تركيا كحليف تاريخي أو كعضو في حلف شمال الأطلسي. ودعاهم روبين إلى توجيه دعوة بسيطة لأردوغان وقواته بضرورة إطلاق سراح جميع الفتيات والنساء الأيزيديات اللواتي يبقين في العبودية أو في الزيجات القسرية للأطفال في تركيا أو في الأراضي التي تسيطر عليها تركيا.
لإعادتهنّ من الاستعباد التركي
إذا كان البيت الأبيض جدياً حول الحريات الدينية فيجب أن تكون عودة 3 آلاف امرأة وفتاة أيزيدية من الاستعباد التركي المفروض بحكم الأمر الواقع أولوية. ودعا روبين وزير الخارجية مايك بومبيو لتوجيه تعليماته إلى السفارة الأمريكية في بغداد والقنصلية العامة الأمريكية في إربيل من أجل التحقيق في نجاة الأيزيديين عوضاً عن إبراز اللامبالاة. وبإمكان لجنتي الاستخبارات في مجلسي النواب والشيوخ فرض الضغط على وكالة الاستخبارات المركزية حول معرفتها باستمرار الإتجار الجنسي والبشري في ما بعد حقبة داعش. ورأى روبين أن هذا الأمر هو بالتأكيد مسألة يمكن الديموقراطيين والجمهوريين الاتفاق عليها حتى في مواجهة المحاكمة والتحزب الحاد في واشنطن.