مستقبلٌ أفضلْ في انتظار الشعب العراقي – قوة الوفاء بالوعد
جو كايسر هو الرئيس والرئيس التنفيذي لشركة سيمنس AG
إذا كان هناك شيءٌ يمكن استخلاصه من الفعاليات التي شهدها العراق في إبريل الماضي، فهو أننا عندما نعد نوفي بوعودنا دائماً. نعم لقد مر أكثر من عام منذ أن قدمنا للحكومة العراقية "خارطة الطريق لتوفير الطاقة الكهربائية" حتى تمكننا من التوقيع على أولى عقودنا معها. إلا أننا تمكننا من تحقيق هذا بفضل الشعب العراقي العظيم وثقته الغالية في سيمنس. لقد وعدت الشعب العراقي منذ ستة أشهر بأنّ سيمنس ترغب في دعم العراق ومساعدتها لبناء مستقبل مشرق، ونحن لا نتخلى عن التزاماتنا أبداً بل أن وعودنا أصبحت أكثر قوة والتزاماً.
لقد شهد الثلاثون من أبريل الماضي في برلين اتخاذ أولى الخطوات الرئيسية نحو التنفيذ الفعلي لخارطة الطريق، حيث قامت وزارة الكهرباء العراقية وشركة سيمنس بالتوقيع على اتفاقية هامة لتنفيذ تلك الخطة، والتي حددت بصورة واضحة المشروعات التي سيتم تنفيذها في إطار تلك الاتفاقية، والموازنات المالية المطلوبة، والأطر الزمنية لمراحل التنفيذ وكافة التفاصيل المتعلقة بالعناصر الرئيسية لخطة توفير الطاقة الكهربائية للعراق. هذا وتتضمن تلك الخطة الشاملة اضافة قدرات جديدة لتوليد الطاقة بكفاءة فائقة، واعادة تأهيل محطات توليد الطاقة القائمة، والتوسع في شبكات نقل وتوزيع الطاقة الكهربائية. وإننا في سيمنس على أتم الاستعداد لبدء العمل على الفور، بل أننا في الحقيقة بدأنا العمل فعليا في تنفيذ عقود المرحلة الأولى والتي تم توقيعها ذلك اليوم.
إنّ ما قمنا به حتى الآن يمثل الخطوة الأولى إلا أننا على ثقة من أنّ الأفضل مازال في انتظار العراق. إنّ هدفنا الرئيسي يتمثل في توفير امدادات طاقة بأسعار معقولة دون انقطاع لكل منزل عراقي وفي كل مكان داخل العراق باعتبار ذلك من أهم المتطلبات الرئيسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة في البلاد. لقد صبر الشعب العراقي كثيراً، حيث مرت البلاد بالعديد من الأزمات والأوقات العصيبة، ولكن شعب العراق يستحق بالتأكيد الشعور بالسلام والحرية والأمان، وبالطبع توفير حياة أفضل للجميع.
وفي هذا الإطار أريد أن اطمئنكم أننا نعمل على تحقيق ذلك بكل ما أوتينا من امكانيات وقدرات، حيث يعمل على تنفيذ هذا المشروع الهام أفضل الكوادر وفرق العمل في سيمنس،. فقد نجحوا بالفعل في إقامة أكبر المشروعات في العالم مثل المشروعات التي تم انجازها في مصر، وهم يعرفون جيداً كيفية تسليم المشروعات وفقاً للجدول الزمني والموازنة المحددة. إنّ ألمانيا تلتزم بدعم العراق، وكذلك سيمنس، ولهذا ستتعاون سيمنس مع الحكومة الألمانية في توفير عدد من البرامج التدريبية والتعليمية للشباب العراقي، فهم مستقبل هذا البلد العظيم. كما نتطلع لتحقيق تقدم ملموس فيما يخص تنفيذ الاتفاقية والانطلاق منها لتنفيذ باقي المراحل في اطار خارطة الطريق التي تم الاتفاق عليها. فهناك احتياج إلى تنفيذ العديد من المشروعات الإضافية في الوقت المناسب بهدف توفير إمدادات موثوقة للطاقة. كما ستتيح تلك المشروعات لسيمنس توفير عشرات الآلاف من فرص العمل الجديدة للعراقيين في بلادهم، من خلال استخدام الموارد المحلية على سبيل المثال، كي يساهموا في اقامة بنية تحتية وطنية لقطاع الطاقة، بما يمثل حجر الزاوية لمستقبل الاقتصاد العراقي.
وفي إطار استراتيجيتنا للمستقبل، أعلنت شركة سيمنس مؤخراً عن خطتها لبناء شركة متخصصة في الكهرباء والطاقة لذلك، قمنا بالجمع بين إمدادات الطاقة التقليدية والنفط والغاز وتقنيات الشبكات والطاقات المتجددة في شركة واحدة متخصصة- "شركة سيمنس للكهرباء". لا يمكن لأي شركة أخرى أن توفر هذه المجموعة الشاملة تحت سقف واحد. ستدعم شركة سيمنس العالمية "SIEMENS Corporate" وحدة الطاقة بالكامل من خلال مواردها الصناعية والرقمية الضخمة إلى جانب توفير التمويل والضمانات عند الحاجة. فمن خلال كل هذا، يمكننا خدمة عملائنا بطريقة أكثر تركيزًا مع تحديد الأولويات. هذا، بالطبع، هو الحال مع خارطة الطريق العراقية، التي تمثل أولوية قصوى لشركة سيمنس.
وحتى الآن، وقّعت سيمنس على ثلاث عقود رئيسية ضمن المرحلة الأولى من خارطة الطريق، ويتضمن ذلك عقد بنظام الهندسة والمشتريات والانشاءات EPC لإقامة محطة توليد تعمل بالغاز الطبيعي بقدرة 500 ميجاوات في منطقة الزبيدية، مع تحديث 40 توربين غازي بأنظمة تبريد عكسية وهو ما يساهم في توليد 700 ميجاوات إضافية خلال فترات الذروة في فصل الصيف. بالإضافة إلى اقامة 13 محطة فرعية بجهد 132 كيلو فولت و34 محولاً بجميع أنحاء العراق لتوسيع شبكة نقل الكهرباء في البلاد. ولكن ما الذي يعنيه كل ذلك للعراقيين؟ لتحويل ما تحدثنا عنه تواً إلى أرقام ذات دلالة، فإنّ هذه المشروعات ستعمل على توليد 1,300 ميجاوات من الكهرباء وهو ما سيغطي احتياجات ما يقرب من 360,000 منزل عراقي خلال فترات الذروة في صيف 2020. هذه هي البداية فقط، حيث تُعد مشروعات الطاقة الرئيسية الساعية لإيجاد حل دائم للعجز في إنتاج الكهرباء بالعراق، جزءا فقط من الاتفاقية الي وقعناها مع الحكومة العراقية في برلين، والتي سيتم التفاوض عليها والتعاقد بشأنها خلال الفترة القادمة.
وأود الإشارة هنا إلى أنّ الانتشار العالمي وسجل الأعمال المُشرف اللذان تتمتع بهما سيمنس يتيح لها توفير الدعم المالي اللازم للحكومة العراقية لتنفيذ مشروعات الطاقة التي تتضمنها خارطة الطريق. ويعني ذلك ببساطة أن مقترح خارطة الطريق يمثل عرضاً جاذباً للتمويلات المصرفية نظراً لجدواه الاقتصادية، كما أنه يضمن تحقيق مليارات الدولارات الناتجة عن الوفورات في استهلاك الوقود بمحطات التوليد، وتحقيق إيرادات هائلة لقطاع الكهرباء العراقي.
وبالإضافة لأعمالنا المتعلقة بتوفير الطاقة الكهربائية في العراق، لا تزال سيمنس ملتزمة بوعدها لتوفير عيادة ذكية للرعاية الصحية مزودة بأجهزة ومعدات سيمنس الطبية، بهدف توفير خدمات الرعاية الصحية للشعب العراقي. لقد قمنا بالفعل باختيار موقع العيادة في مدينة بيجي، حيث نمضي قدماً في تجهيزها. وستعمل العيادة على تقديم خدمات الرعاية الصحية لسكان المناطق المُحررة في العراق، من خلال قدرتها على علاج ما يصل إلى 10,000 مريض سنويًا. ليس هذا فحسب، ولكننا نتعهد أيضاً بتقديم منحة بقيمة 60 مليون دولار للجامعات العراقية لتزويد الطلبة العراقيين بالمهارات الرقمية اللازمة للمستقبل، بالإضافة للفرص التدريبية في مجال التعليم المهني لأكثر من 1,000 عراقي.
إنّ الشباب العراقي وزيادة معدلات الاستقرار والقيادة القوية والثروات والموارد الطبيعية الهائلة التي تتمتع بها العراق، يمثلون جميعهم أسساً قوية لبناء مجتمع مزدهر وخلق مستقبل رائع للعراق وشعبه العظيم. لقد قمنا بذلك بالفعل في مصر وغيرها من دول المنطقة، حيث نساعد الدول على تحقيق التحول المطلوب في قطاع الكهرباء وخلق قيم محلية من خلال توفير الوظائف وتنمية المهارات.
إننا ندرك أن لكل أمة وكل مجتمع أولوياته وخصائصه التي يجب احترامها والوفاء بها. لهذا السبب، كنا دائمًا على دراية بأولوياتنا والتي تتمثل في خدمة المجتمع وأن نصبح صديقًا وشريكًا موثوقًا للبيئة المحلية. وهذا هو بالضبط ما نعتزم أن نحققه للشعب العراقي.
لقد كانت سيمنس جزءً لا يتجزأ من تاريخ العراق على مدار الثمانين عامًا الماضية، ونفخر الآن بالدور الكبير الذي نلعبه في خلق مستقبل أفضل لبلدكم العريق. نحن هنا من أجلكم... من أجل الشعب العراقي بأكمله والشباب المُتعطش لفرص التعليم والتوظيف. نحن هنا من أجل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ومن أجل المسؤولين الحكوميين الذين تهمهم مصلحة شعبهم. يمكنكم الاعتماد علينا لأننا نؤمن بقوة الوعد.