شفق نيوز/ احتضنت مدينة اربيل فعاليات واسعة لاستذكار جينوسايد الـ38 للكورد الفيليين.
وعقدت الفعاليات تحت شعار "لايمر لنا يوم بلا ذكرى شهيد"، برعاية وزارة الشهداء والمؤنفلين في كوردستان ومنظمة بيشتكو للكورد خارج الاقليم، وبحضور عدد من المسؤولين الحكوميين والحزبيين وممثلي بعثات اجنبية، وجمع من ابناء الشريحة.
وشهدت الفعاليات كلمات لعدد من المسؤولين، وتقديم دراسات تخص وضع شريعة الكورد الفيليين، واقامة معرض للصور وتقديم فعاليات موسيقية.
وقال وزير شؤون الشهداء والمؤنفلين في حكومة الاقليم محمود حاج صالح في كلمة له، ان الكورد الفيليين جزء أصيل من شعب كوردستان. لكنهم للأسف لم يتحصلوا الى الآن على حقوقهم رغم قرار المحكمة الاتحادية في ٢٠١٠ والتي عدت ما تعرضموا له ابادة جماعية.
واشار الى ان لجنة فنية من الحكومة العراقية ستقدم الى اقليم كوردستان بشأن ملف الشهداء والمؤنفلين ضمن اطار المبلغ المرسل من بغداد والبالغ 40 مليار دينار.
واضاف "قدرنا الخسائر لعمليات الجينوسايد والإبادة الجماعية والقصف الكيمياوي والانفال ٣٥٧ مليار دولار. لكن الحكومة الاتحادية لم تمنحنا دولارا واحدا منها سوى القرار الذي اتخذ مؤخرا".
من جهته ابتدأ ممثل الكورد الفيليين في برلمان كوردستان الدورة السابقة علي حسين فيلي في كلمة له، بالتساؤل "ان قرنا من الظلم واربعين عاما من الانتظار كي يجتمعان في مناسبة واحدة؟ وكيف ان ذكرى الوف الشهداء ومئات الالوف من المشردين يتم جمعه في مناسبة واحدة، مضيفا "نحن في السنوات السابقة كنا في بلد حاضن للظلم كيف كنا نمرر ذكرى شهداء الكورد الفيليين من دون عزاء ولا مراسمنا الخاصة المسماة (چمر) لجميع اولئك الشهداء والمغيبين من المدنيين الشباب الذين دفنوا في مكان مجهول؟"
وتطرق فيلي الى نظرة اقليم كوردستان الى واقع حياة الكورد الفيليين وما جرى عليهم وكيف انهم تمكنوا من الصمود لمدة قرن كامل وسط بيئة من العنصرية القومية العربية من دون ان يذوب فيها بالقول "ان السنوات السابقة كانت في افضل الحالات تقام مراسم لقراءة بعض الايات والقاء بعض البيانات وتنتهي بعدد من الموضوعات المنتهية الصلاحية، كون الحكومة الاتحادية لاتعتبر نفسها وريثة ومعوضة لما اقترفه النظام البعثي السابق وما زالت التزاماتنا القومية لم تحسم بين الاقليم وبغداد التي تعد عمليا هي صاحبة هذ الملف".
كما تساءل عن الذي يفكر فيه الفيليون في هذه المناسبة "هل يفكرون في الحرية: نحن لم نكن احرارا ابدا! هل يفكرون في الامان؟ نحن لم يكن لنا امان ابدا ونعيش في الجانب المظلم من العراق!، واجاب بان الفيليين كانوا دوما جزءا من تلك القومية التي لم تكن ابدا سعيدة في هذا البلد، ومادام ماضيهم كان مليئا بكل تلك المعاناة فلماذا يأسون عليه.
وانتقد فيلي مسألة التزكية التي اوكلت الى بعض المنظمات المدنية للفرد الفيلي للعيش والعمل والتملك في اقليم كوردستان بالقول ان احدا حتى صدام لم يشك بكوردية الفيليين في بغداد، مضيفا ان من "الكفر ان يشك احد بكوردية الفيليين حتى يحتاج الى تزكية احد، كون ان احدا لم يكلف باذلال الفيليين في كوردستان فاين تكمن المشكلة؟"
تابع ان الوقت قد جاء ان يتم منح الفيليون في كوردستان الفرصة لتنمية ايجابيات افكارهم وعملهم لان الفيليين في الاقليم لايشكلون عبئا عليه.
من جانبه، قال مسؤول منظمة بشتكو احمد عزالدين في كلمته انه "في هذا العام نرى بان وزارة شؤون الشهداء والمؤنفلين في حكومة اقليم كوردستان وبالتعاون مع منظمة بشتكو للكورد الفيليين باحياء هذه الذكرى وهو واجب ضروري ورسالة واضحة لتوحيد امكانات الجانب الحكومي وغير الحكومي في المسائل القومية واستذكار ذكرى الشهداء".
واضاف عز الدين ان هذا الاحتفال يكسر جميع العراقيل والحدود المصطنعة ويمنح معنى للهوية القومية للكورد الفيليين، لافتا الى ان هذا هو الدرس الاول في الانتصار في حياة اي شعب يضمن توحده وانسجامه عبر معرفة نفسه.
واختتم عز الدين كلمته بالقول ان الاحتفال بالوف الشهداء المغيبين من الكورد الفيليين الذين قتلوا وغيبوا خارج اقليم كوردستان بتهمة كونهم كوردا فقط ياتي في وقت لم يتم الشعور بعظم كارثتهم لحد الان.
الى ذلك قدمت الاكاديمية الكوردية الفيلية شيماء نجم الفيلي بحثا سلطت به الضوء على الابعاد النفسية التي عاشها ويعشها الكورد الفيليون قبل وبعد واثناء التهجير والترحيل، وانعكاساتها على اوضاعهم ضمن مراحل متعددة في العقود الثلاثة الاخيرة من القرن المنصرم وحتى وقتنا الحالي.
قدمت اللجنة المنظمة للفعاليات بيانا ختاميا تلاه الصحفي الكوردي الفيلي ياسر عماد، جاء فيه "كمطالب مشروعة وقانونية، يجب ان تعلموا بان الكورد الفيليين وعلى الرغم من كل وعود حكومة بغداد (الخاصة بقرارات المحكمة الجنائية العليا + وعود وتعهدات السلطة التنفيذية) مازال القسم الاعظم من حقوقهم المادية والمعنوية لم تنفذ كون حقوقهم ومشكلاتهم لاينظر اليها بشكل منفصل عن مشكلات القومية الكوردية مع حكام بغداد".
وجاء ايضا في البيان، "لذلك وكنقطة اولى نطالب حكومة اقليم كوردستان؛ من خلال هذه المناسبة بالذكرى الثامنة والثلاثين لشهداء الكورد الفيليين، الا تقصر في مساندتها في بذل المساعي لاعادة حقوقهم في اية منطقة وخصوصا في بغداد، لاننا نرى ان من واجب حكومة الاقليم ممارسة الضغط على بغداد لتحديد مكان رفات الشهداء وتعويض المتضررين كما جاء في قرارات المحكمة الجنائية العليا، وان تسخر جميع امكانياتها في هذا المجال كما فعلت في استصدار الحكم لهم".
"والنقطة الثانية نطالب حكومة الاقليم الا تقصر في نقل هذه المسألة الى الاوساط العالمية بهدف ضمان حقوق ذوي الشهداء الاماجد وباقي الضحايا والمنفيين والمشردين من الكورد الفيليين في المناطق التي تخضع لسلطة الحكومة المركزية".
"النقطة الثالثة، كل عام وفي هذه المناسبة كانت هناك مجموعة مطالبات من حكومة الاقليم والتي على الرغم من الوعود والتعهدات لم يتم تنفيذ اي منها".
ودعا البيان، "الغاء كل تلك القرارات والصيغ التي بدلا عن ان تكون تسهيلات اصبحت مشكلات لعمل وحياة الكورد الفيليين الساكنين في اقليم كوردستان لكي يحس اي فرد كوردي فيلي بحق المواطنة الطبيعي. وكمثال على ذلك منح التزكيات من قبل منظمات غير حكومية من اجل شراء الاملاك والاموال والسيارات وحتى العمل لدى القطاعين الحكومي والخاص، ومنعهم من الدراسة في جامعات كوردستان الذي يخلق احساسا بالتفرقة".
واختتم "النقطة الاخيرة، هي انه على الرغم من المساعي المستمرة والتعهدات المتكررة ، الا انه لم يتم وضع اي رمز للشهداء الكورد الفيليين في اي مكان من مدينة اربيل كعاصمة لاقليم كوردستان، عليه نطالب الجهات المعنية كجزء من الوفاء لدماء الوف الشهداء المغيبة اثارهم ان يتم اخذ هذا المطلب بعين الاعتبار".