علي حسين فيلي/ مضى قرن كامل منذ استقلال هذا البلد الى اليوم، بيد ان طريقة تفكيرنا وافعالنا لم تتغير. ويُقتل الانسان لحد الان. ويمارس التطهير العرقي بلا سبب. ولم تبق اية اقلية دينية وعرقية على مستواها ونسبتها. على سبيل المثال هل تناقص عدد الكورد الفيليين ام تزايد خلال تلك المدة؟!
والانكار هي هوية هذا البلد والا، ما المشكلة التي عالجها طمس الخصوصيات والهوية السياسية والاجتماعية للعديد من الجهات العرقية. فلا يستتب الامن ولا ندخل عالما جديدا ويُرى هذا الشعب موحدا وغير مجزأ الا عندما لا نطمس الهوية السياسية والقومية والدينية لبعضنا وجميع الاطراف يكون لها هويتها القومية وهويتها السياسية، لنتمكن جميعا من السعي لقطع دابر المشكلات بتناغمنا وتوافقنا.
والكذبة الكبرى في هذا القرن على تأسيس العراق هي الاعتقاد بان جميع المشكلات تحصل بسبب العدو الخارجي! الا انه توضح اليوم ان جميع المشكلات في هذا البلد لها جذور داخلية وليس بمستطاع المجتمع الدولي العمل اكثر مما عمله. فهو قد قام كمسعى اخير بإسقاط البعث وتشكيل حكومة جديدة ومنح الناس في ظل الديمقراطية حق القيام بالنشاط السياسي والانتخاب. ولكن عندما لا نستطيع الاستفادة من هذا الحق تصبح هذه النعمة نقمة علينا.
بالاعتماد على المفاخر القديمة بإمكان العراقيين الزعم بانهم هزموا الاعداء الخارجيين، ولكن طوال التاريخ الذي يتفاخرون به كانوا هم انفسهم الذين يهزمون بعضهم. وفي هذا البلد طالما لا يتم فهم معنى المواطن لن تتم حماية اي منجز ابدا.
في عهد البعث كانت جميع الاطراف المعارضة في خندق واحد، ولكن حالما وصلوا الى بغداد جعلت هذه الاطراف الانسجام والتناغم ضحية لمصالحها الخاصة وقضت على المصالح العامة. هذا هو الوضع العراقي في هذه الفترة التي يعاني الشعب من الخطاب السياسي المجرد البعيد عن الافعال من قبل الاحزاب السياسية ولا يلوح في الافق ما يطمئن من العمل وما يمكن تحقيقه من المنجزات وما يمكن ان ينتج عنها، لأنه ثبت منذ امد بعيد ان السياسي والشعب على طرفي جبهتين نقيضتين، فالشعب يمتلك صبر ايوب والسياسي اقل المكونات تحملا للوصول الى المسؤولية في هذا البلد.