علي حسين فيلي/ جميع المنتقدين لعمل واجندات المنظمات الخاصة بالكورد الفيليين والذين يتهمونهم بتنامي فقدانها للثقة، يجب ان يعترفوا ايضا بان التقصير لا يشمل طرفا واحدا اذ ان هناك بعض من قام باعمال جيدة وليس مقطوعا بان هذا الرأي فيه مغالطة.
واضح بان تأسيس معظم هذه المنظمات يعود لمرحلة ما بعد سقوط نظام البعث، حيث انبثقت بكثافة وسرعة قياسية. وعلى الرغم من ان التعجل في تأسيس ومن ثم انهيار هذه المنظمات يثبت بان هناك الكثير من المعرقلات والصعوبات الفكرية والانسانية ومع ذلك نستطيع الادعاء بانه عدا الساكنين في الخارج فان معظم الفيليين يسكنون (ايران والعراق واقليم كوردستان) ومن المعروف انه ليس لهم منظمات في ايران وان النقطة المشتركة لما هو موجود منها في العراق واقليم كوردستان هي انها ممولة ذاتيا ولا تتسلم اية منحة!!
برأيي وفيما يخص اوضاعنا الحالية فان المشكلة الاولى هي رؤية الكورد الفليين انفسهم لهذه المنظمات؛ الرؤية التي تدور في فلك التشاؤم وانعدام الثقة، وهذه الرؤية لا تنحصر في شريحة او طبقة اجتماعية خاصة، بل انها ظاهرة تشمل الجميع.
والامر الثاني، ان العقلية القديمة للادارة لاتزال هي السائدة، والتي لا تعرف الوسطية فكل الامور تنحصر في اللونين الابيض او الاسود فقط!! ان التحزب والاستقلال ليسا بكفر بل انها صيغة عصرية وديمقراطية وهي التي ومع الاسف لم تصبح ايمانا يتبناه الناس، وفي معظم الاحيان يوصف الذين يمارسون العمل المنظماتي بالمشاريع المنقوصة! وفي الحقيقة ان المنظمات الكوردية الفيلية في بغداد او اربيل او حتى في الخارج كلها ذات هدف واحد ولكن من الطبيعي ان صيغ عملها مختلف! ومعظم القائمين عليها لا يرغبون في تجربة جانب اخر من الخطاب والافعال والرؤى، وهم لا يعلمون بان العمر لوحده ليس شرطا للعمل المنظماتي!.
ثالث مشكلاتنا هي التدخل المباشر وغير المباشر للسياسة ووجود اشخاص يمتهنون التخريب! فهناك دائما اناس عملهم التشهير وتلفيق الاتهامات ويسخرون مواقعهم واتصالاتهم مع الاطراف في تثبيط همة الجماهير، ومن الواضح ان الذي يثق بهؤلاء يبقى قابعا في الماضي وليس له حظ في المستقبل.
مشكلتنا الرابعة في طريق تجاوز الوضع الذي نعيش فيه هو الفقر والخواء الفكري عند عامتنا، فالتكبر وحب الرياسة والغطرسة تبعدنا عن التفكير والتواصل. والتجارب اظهرت ان التوسع وحب السيطرة هي من الاسباب الرئيسة في انحراف العمل المنظماتي الفيلي والذي يتمظهر في الحساسية والتدمير السياسي والاجتماعي، وهذا الامر خلّف خسائر وكلف كبيرة وتسبب بخراب مسيرة العلاقات وبالنتيجة فان انعدام ثقة وايمان الناس تسبب بخسارتنا لرأسمالنا التاريخي كمكون فيلي.
هذه النقاط وغيرها الكثير موجود ايضا، ولكن الذي اضيفه هنا اذا تناولنا على سبيل المثال المنظمات الحالية، فيجب تقييم برامج العمل في رصد المستوى الثقافي والتزام النشطاء وصيغ وكيفية تمثيل وتعريف قضيتنا وفقا لواقع بيئتنا وشكل التعامل مع الجماهير في شكل تمشية العمل والنشاطات وفق الامكانيات.
ومن الواضح ان هناك من المنظمات من قدمت تجربة جيدة وعلى الاقل ان الاعمال التي قامت بها لحد الان صبت في مصلحة الشريحة وان المجالات التي اختارتها على الرغم من قلتها وندرتها الا انها كانت مؤثرة ومفرحة.
الى الذين يقولون لا يجوز ولا يمكن، عليهم ان ينظروا الى مثل تلك المنظمات وكيف انها وصلت لما هي عليه اليوم وكيف استخدمت امكانياتها الذاتية من دون ان تتلقى اية منحة او مساعدة داخلية ورسمية في التعامل مع مجموعة من التحديات الجدية، وهي مستمرة في العمل الذي الزمت نفسها بادائه لانها تعرف ان اسم الفيليين لن يبقى حتى في الخيال اذا لم يكن لهم وجود على ارض الواقع!
من الافضل للاشخاص الذين يرسمون الخطوط الحمر لمواقف وجهود وتعب الناس باسم الفيليين ان يعلموا انه اذا لم يبق وجود للذين يعملون ويثبتون انفسهم فان هؤلاء لن يبقى لهم اي لون او قدر او مكانة.