علي حسين فيلي/ من الضروري ان نعلق لوحة في فصل خريف السياسة لكي لا ننسى ان الشتاء ليس الفصل الوحيد في حياتنا، وحقائقنا تقوم على أسس مبنية على رؤى مختلفة، ولو أردنا تفسير الحقائق مع منجزاتنا لابد هنا ان نشير الى انه لو لم نمتلك رؤى صحيحة فان اكبر منجزاتنا من المرجح ان تفهم بشكل خاطئ.
الملف الفيلي المليء بالخسارات المتتابعة منبعث من تكرار أخطاء في اختيار الشخوص، ونهج العمل لذا أي انجاز يذهب الى الأشخاص لا الشريحة، واي التزام لها كما يقال سوف ينحو بالأخير الى الحزبية والفئوية، ولا يكون التزاما مهنياً لان بنية العمل السياسي في العراق قائمة على هذا الأساس، والنتيجة الأخرى في هكذا أجواء وهو عدم رضى جميع التوجهات الفيلية على حصتها في مؤسسات الدولة ودورها داخل المجتمع، وبعبارة أخرى غدونا معارضين فالمسؤولية بالمنظار الفيلي هو امتيازات شخصية وليست خدمة.
مضت علينا ثلاث دورات انتخابية، واخرها كانت بمشاركة 277 حزباً وكياناً تنافسوا على 328 مقعدا نيابياً وحصة الفيليين منها هو العدم، والانتخابات عملية سياسية بحتة ولو كانت في إقليم كوردستان او في بغداد، والمواطن الفيلي بدلا من ان يجمّد قدراته من الضروري ان يطالب بدعم ويشكل تحالفات وفق منظور مستوى المشاركة الموضوع بميزان العملية السياسية ولا ضير ان يكون تابعا لجهة سياسية ما، بخاصة ما اذ أعطت الأخيرة دفعة معنوية.
وكلما نتكلم عن حقوقنا ومطالبنا المشروعة فنتكلم عن ذلك بالعلن، اما كواليس التوافقات والتحالفات السياسية فتتم بالخفاء، ولسنا الخاسرين الوحيدين في الدورات السابقة بل هناك أحزاب وكيانات عريقة قد واجهت المصير نفسه، وهناك جملة منسوبة الى الحكيم “أبو علي بن سينا” لا بد ان نستفيد منها لواقعنا والتي يقول فيها “لو جئنا بالف مبرر لخطأ لأصبح في النتيجة 1000 + خطأ واحد”، واليوم أبناء الشريحة لسان حالهم هو التوبيخ والعتاب على مسؤولين ومتابعين لملفهم، وهذا ناجم عن تكرار أولئك المسؤولين لأساليب من سبقهم، وبدلا من البقاء في دوامة التوبيخ والتمجيد يجب ان نجبر انفسنا على إعادة النظر بطريقة تفكيرنا ونهج عملنا والا فان بقاءنا على هذا المنوال القديم هو عقوبة اختيارية نحن من ارتضاها لنفسه