عبدالخالق الفلاح/ الكورد الفيليون هذا المكون الاصيل يمثلون جزء مهم من المجتمع العراقي، حيث يبلغ تعدادهم وفقاً أغلب التقديرات والإحصائيات اكثر من 2 مليون فرد، حسب الكثير من الشواهد التاريخية والاحصائية ولكن ومع الاسف لم يكن للجانب التوثيقي الذي يُعد الأساس والمنطلق في إجراء مختلف الدراسات فلم ينل موقع عندهم وإهتماماً يُذكر لأسباب عدة، منها أن المؤسسة الأرشيفية الرسمية غير مهتمة أو تجاهلت عن قصد توثيق تلك المسألة لأسباب سياسية وأيديولوجية، ومن هنا تكاثرت المغالطات والتشويهات المقصودة وغير المقصودة عنهم لغياب هذا التوثيق والأرشفة والعقل البشري عاجز ومحدود عن خزن والإحتفاظ بالمعلومات والتجارب بشكل متكامل وعلى مديات طويلة، ولهذا يتحتم على البشر والجماعات اللجوء إلى وسائل وآليات تحفظ وتحمي وتُنظم معلوماتهم وتجاربهم
.لذا أصبحت المسألة الفيلية ومن جوانبها السياسية والسياسية والثقافية مُثيرة للجدل ومصدراً للخلافات من ما هو المعني أو المقصود .
كما أن الفيليين أنفسهم لم يعيروا حتى الآن للأمور التوثيقية اي اهتمام لفتقارهم لتلك المؤسسات الرصينة وبناء الذاكرة الجمعية الأهمية التي تستحقها إلا بعض الجهود الفردية التي لاتفي بالغرض المطلوب لقد قد دفع ابنائه ثمن ولائهم للعراق بمزيد من التضحيات والتهجير والتهميش و من شرف مهمة الذود والدفاع عن هویتهم الإنسانی بتضحيات جسام ، وساهموا في مهامهم التاریخی والحضاري باستماتة ، وإنتمائهم القومی والديني. وإنهم کانوا دوما ، ولا يزالون ، وهم فی مقدمة بنی جلدتهم الکورد ، فی دفع ما ینبغی علیهم دفعه ، من ضرائب وأتاوات وتحمل المعانات والمأسات والویلات ، ومن تقديم القرابین والتضحیات بکل ما هو غالی ونفیس . علی مذابح الحریة ، وإنهم ، کانوا دوما السباقیین الأوائل فی هذا المیدان ، ولقد دفعوا ، وبسخاء منقطع النظیر ، أضعاف مضاعفة ، مما دفعه الآخرون على مر التاريخ.
هذا الطيف الابي تميز بميزات رائعة في تكوين المجتمع وساهم في كل إبداعاته ومنتجاته الخصبة. لكنه عانى ولم يزل من القهر والظلم والمهانة، خصوصا، عندما يشعره الآخرون انه طارئ، ويقلل من إنسانيته، ويحطّم معنوياته، ويسحق نفسيته ويعامل من الدرجة الثانية أو الثالثة أو الرابعة على ارض يشترك فيها الجميع حتى بعد التغيير السياسي الديمقراطي الذي طراء على واقع العراق بعد سقوط الصنم وزوال حزب البعث عام 2003، ويفترض أن يعمل عليه الجميع، ولا فرق بين من يعيش عليها إلا بقدر ما يقدمه كل إنسان من إبداع وإنتاج وخدمات، أما أن تسحب منه جنسيته وتصادر منه أمواله وتنزع عنه أملاكه.. ويجري تسفيره ظلما وعدوانا وتبقى حقوقه مهضومة في ظل النظام الجديد والمناداة بالحقوق فتلك الكارثة العظيمة التي يجب أن ينصف الضحايا 29/11/2010. عليها بالحسنى ووفق القوانين التي صدرت واقرت .ومنها قرارالمحكمة الجنائية العراقية العليا، التي تشكلت بعد سنة، 2013 في اعتبارجريمة تهجير وقتل الكرد الفيلية “جريمة إبادة جماعية” و”جريمة ضد الانسانية” حسب حكمها الصادر بتاريخواعتبر مجلس النواب العراقي هذه الجريمة “جريمة إبادة جماعية بكل معنى الكلمة” حسب قراره المرقم 18 الذي اتخذه بالإجماع في 1/8/2011 والمصادق عليه بالقرار الجمهوري رقم 6 لسنة 2012. وبعد صدور حكم المحكمة تعهدت الحكومة العراقية بقرارها المرقم 426 لسنة 2010 بإزالة جميع الآثار السيئة عن الكرد الفيلية.
دور الفیلیین فی مساندة الحرکة الکوردیة القومية والاحزاب الدينية والوطنية مشهود على مر التاريخ السياسي والديني، سواء کان من الناحیة البشریة ، أو المادیة فلا يمكن حسابها. وکانت الحكومات علی علم بمدی إنتشار الفکر التحرری والوطنی بینهم ، بسبب زیادة الوعی والإدراك فیما بینهم ، نظرا لقربهم من المراکز الحضاریة ، وکذالك لدورهم النشط والفعال فی سوق بغداد المالی ، لأنهم کانوا من بینهم ويعشون وسطهم بصدق ووفاء للعهود، من هو كان فعالا و من سادة أسواق بغداد و لهم الدور الريادي في العطاء الحلال ، وکانوا هم من أغنی أغنیائها ، وأکابر تجارها.ومن هنا كان الظلم و البطش اللذين تعرضت له هذه الامة نتيجة الحقد الأسود الذي يملأ قلوب الحاقدين و التفاهة التي يجدون أنفسهم فيها و الحسد التي تلتهب أرواحهم أمام أصالة الفيليين و عراقتهم.