علي حسين فيلي/ من أكثر الاسئلة التي تشغلنا خلال يومنا، كم نعمل وما نعمل وكيف نعمل وهل نملك الوقت لتأدية ما مطلوب ويتوجب علينا؟ فمن الطبيعي ان من الامور الجلية لتأدية كل ذلك هو الوقت وكيفية استغلاله حيث اصبح رأس مال الانسان، واصبحنا نحن بخلاف ابائنا واجدادنا الذين قطعوا مسافات كبيرة مشيا وخسروا الوقت وكسبوا المال، بالمقابل نحن نعطي المال لكسب الوقت، الهذه الدرجة نحن مشغولون؟
جملة الاسئلة فلنحصرها على واقعنا نحن الكورد الفيليين في العراق، حيث الاغلبية ترى نفسها مشغولة طيلة اليوم، فما هي النتيجة؟ بطبيعة الحال ستكون من أكثر فئات المجتمع تأثيرا وابداعا، واذ كنا خلاقين فعلا بهذا الخصوص هل وضعنا المعيار الصحيح لما يشغلنا، اعتقد هنا سيعتلي الشك، كون واقع اليوم بمعطياته عكس ذلك.
لذا اعتقد ان اولئك الذين يعملون كثيرا وبدقة يكررون اعمالهم بالوتيرة نفسها، وليس من السهل ان يتقاعدوا او يغيروا اسلوبهم، حتى وان يصبح أسهل وافضل، فبالأساس هؤلاء ليسوا ميالين للتغيير.
بهذا المجال استذكر قصة قصيرة، لحطاب وهو بطبيعة الحال مشغول في الغابة وبين الاشجار، وإذ بصديق له يسأله، هل لديك الوقت لتحد فأسك؟ اجاب الحطاب للأسف لا يسعفني الوقت للقيام بذلك لكثرة العمل.
بالحقيقة نحن الفيليين في مجالات كثيرة ومواقع الى حد كبير ما يشغلنا، ينسينا تشخيص الاهم، او ما قد يجعل من المطلوب المهم اكثر سلاسة وابداعا، وهذا الامر ينطبق الى حد بعيد من الفيليين الذين نعرفهم، فهم مشغولون بفأسهم غير الحاد ولم يعطوا مجالا اكثر كي يحدوه ليسهل عملهم وامورهم اكثر.
اذ اردنا ان نرفع أيدينا ونعمل شيئا ملموسا لواقعنا يجب ان يكون فأسنا حادا، اما بخلافه فالأفضل الا نقحم انفسنا بغابة مليئة بالحطابين.