قاسم المندلاوي/ الكورد الفيلية هم احدى المكونات الاساسية في العراق من حيث الاصالة وعدد السكان والبالغ اكثرمن مليونين وتمتد المساحة الجغرافية لمناطقهم المطلة في الجهه الشرقية من نهر دجلة الى اكثر من الاف الاميال بدا بالسعدية و جلولاء وخانقين ومندلي شمالا الى منطقة علي الغربي و بدره و جصان و الكوت و النعمانية و العزيزية جنوبا وهي المناطق الغنية جدا بالثروة الزراعية و الحيوانية و المعدنية و خاصة النفط و مشتقاته و بالبساتين المثمرة بانوع الفواكه الى جانب الاماكن الدينية و السياحية و العيون المعدنية لمعالجة المرضى.
وهنالك ايضا اعداد كبيرة من الكورد الفيلية في العاصمة بغداد و يعد تاريخ الفيلية في هذه المناطق الى ما قبل الحضارة الميدية وعلى الرغم من موجات التهجير و النزوح و الحروب وما تابعها من دمار وخراب و قتل الا ان الفيلية تمسكوا بارضهم وهويتهم القومية الكوردية وكانوا اول من اهتموا في البناء و الزراعة و التجارة و الصناعة و الفن و الرياضة والعلاقات الاجتماعية و خصوصا في عهد النظام الملكي حيث ابدعوا ونجحوا في تنمية الحركة التجارية والصناعية و الزراعية و تربية المواشي فضلا عن ممارسة الحرف اليدوية الفنية كذلك اهتمامهم بالرياضة و خاصة المصارعة و العاب الساحة و الميدان و كرة القدم والطائرة و لا ننسى نضالهم و دفاعهم عن كوردستان و العراق في جميع الازمنة و تقديمهم قافلة من الشهداء . لقد عان الفيلية اشد العذاب و القسوة في عهد الحكومات العراقية السابقة و خاصة في زمن سلطة البعث الدموي الاسود تلك السلطة التي كانت همها الوحيد تهجيرهم و ترحيلهم و تعريب مناطقهم و هدم منازلهم و قراهم و مزارعهم و الاستيلاء على اموالهم و ممتلكاتهم ووثائقهم و شهاداتهم و زج اطفالهم و نساءهم و شبابهم و الكبار في السجون و قتل الابرياء منهم وبلا رحمة في مقابرة جماعية المنتشرة في غرب و جنوب العراق فضلا عن اجراء تجارب كيمياوية على شبابهم و زجهم في حقول الالغام و تصفيتهم خلال 1983 - 1986 لقد قامت تلك الحكومات الظالمة بتهميش الكورد الفيلية و طمس هويتهم العراقية الاصيلة و ابعادهم عن المشاركة الفعلية في مؤسسات الدولة و الحكومة بحجة انهم تبعية ايرانية .
الكورد الفيلية في العهد الجديد : بعد تحرير العراق عام 2003 و على الرغم من صدور حكم المحكمة الجنائية العراقية العليا في 2010 باعتبار ما حل بالكورد الفيلية جريمة ابادة جماعية و صدر قرار عن مجلس الوزراء العراقي في نفس العام المذكور انفا بازالة الاثار السيئة التي ترتبت على قتل و تهجير الكورد الفيلية و لكن ومع كل الاسى و الاسف لم يجد الكورد الفيلية وعلى الارض الواقع اية خطوة ايجابية نحو الاعتراف بهم كعراقيين اصلاء فلازالت حقوقهم مهمشة و منسية ووثائقهم و اموالهم لم تعاد اليهم ولا زالت مؤسسات و دوائر الحكومة و الدولة الاتحادية ببغداد تتعامل مع قرارات النظام البعثي السابق والسارية المفعول في الداخل و في السفارات العراقية و الى يومنا هذا اا ولا زالت الكثير من تلك الدوائر و المؤسسات مملوءة بالبعثين من الشيعة و السنة الحاقدين الذين يحملون نفس العقلية الاجرامية الفاشية السابقة في الكره و الحقد و الخبث و العدوان على الكورد الفيلية و ينظرون لهذه المكونة الاصيلة و المخلصة بعين الاستصغار و يعاملونهم كما في السابق بانهم من التبعية الايرانية.
حقا ما اشبه اليوم بالامس حيث مرة اخرى يواجه الكورد الفيلية تهديدات خطيرة و حالة انذار قصوية بالترحيل و القتل و الابادة من قبل العنصرين و الشوفنين و الفاشيين الذين يعاملونهم بقلوب ارهابية قاسية وعقول عفنة و في عز النهار و بوضوح تام و بلا خوف ولا ضمير ولا دين ولا انسانية .
وبعلم و تشجيع وصمت كامل من رئاسة الدولة و البرلمان و الحكومة و المرجعيات الشيعية المتعددة وهذه واحدة من الامور و الاسباب الرئيسة في فقدان الثقة بين مكونات الشعوب العراقية و بالذات الكورد الفيلية بالسلطات العراقية التي اصبحت كارثة ووباء و سببت الشقاء و التفكك و الكراهية بين هذه الشعوب و مهدت لداعش الفاشي غزو واحتلال مناطق شاسعة من البلاد .
ولا ننسى ما تقوم بها حكومة بغداد في خلق العراقيل و المشاكل لاقليم كوردستان و خاصة بالنسبة لاتفاقية الغاز و النفط و عدم ارسال حصة الاقليم المالية مما سببت معاناة قاسية و شديدة للموظفين و المتقاعدين و الحركة العمرانية و التجارية و الزراعية وغيرها منذ اكثر من سنة و نصف و الى هذه الساعة ناهيك عن امتناع تزويد البيشمركة بالاسلحة المتطورة لمحاربة داعش و رفض صرف رواتب لهم وكذلك الاعتدائات المتكررة من قبل الحشد الشعبي على البيشمركة في السعدية و جلاولاء بدلا من محاربة داعش الفاشي
و انطلاقا لما ذكر انفا تطرح هذه الاسئلة : الى متى تستمر معاناة الكورد الفيلية في تحمل عذاب التهميش و الحرمان و عدم الاعتراف بحقوقهم الدستورية و القانونية و الانسانية ؟ ما سبب سكوت و صمت الدولة و الحكومة و الاحزاب و المرجعيات حول تغييب اكثر من 12 الف كوردي فيلي و الى يومنا هذا ؟ الى متى التسطرالتام عن المجرمين الشيعة و السنة البعثيين الذين قاموا بجرائم بشعة بحق الكورد عامة و الكورد الفيلية خاصة وعدم كشفهم للراي العام العراقي و العالمي وتقديمهم الى العدالة لانزال اشد العقوبات بحقهم ؟
ما فائدة تاسيس لواء الكورد الفيليين في ظل حكومة لا تعترف بحقوقهم و حتى انها تعارض على تسمية هذا اللواء والبالغ عددهم 1735 و عدد المتطوعين اكثر من 5000 متطوع بأسم لواء الكورد الفيلية ؟ و تعارض ايضا تزويدهم بالمستزمات و المعدات و الاسلحة الحديثة كما جاء في حديث السيد ماهر الفيلي المشرف على هذا اللواء في / صوت العراق / بتاريخ 10 / 6 / 2015 ؟
و اخيرا لمصلحة من يساق شباب الكورد الفيلية الى محرقة الحرب في الوقت التي تتجاهل الحكومة العراقية عمدا بحقوقهم العادلة و المشروعة و تخلق الصعوبات و العراقيل امامهم خلال تقدبم الطلب لاستحصال شهادة الجنسية العراقية و أنهم لازالوا يراجعون قسم الاجانب و التجنس في مديرية شوؤن الجنسية في وزارة الداخلية على الرغم من مرور اكثرمن 12 سنة على سقوط نظام البعث ؟ الا يعني هذا خرقا للدستور العراقي و ظلما و تميزا عنصريا واضحا بحق الكرد الفيلية من قبل هذه الوزار ة التي تديرها الشيعة ؟
و الخلاصة الفيلية هم من القومية الكوردية وأنهم من المذهب الشيعي و نظرا لانهم أكراد فأنهم غير مرغوبين من قبل الشيعة حكومة و احزابا و المرجعيات و غالبية الشيعة , لذا محرم عليهم المناصب المهمة الحكومية و التمثيل في البرلمان و حتى الوظائف البسيطة في سلك الشرطة و الجيش .. الخ
و هكذا فالكورد الفيلية في العراق مهمشين و مغدورين و اذا ما أحبوا البقاء في البلاد عليهم تاسيس كيان مستقل و خاص بهم , عليهم الابتعاد تماما عن الشعارات المزيفة وان يفكروا في مستقبلهم و مستقبل عوائلهم و المسفرين الذين يعيشون بمعاناة قاسية و شديدة في الخارج , و على الكورد الفيلية في اوربا و امريكا و دول اخرى رفع قضيتهم الى المحافل الدولية .
على حكومة اقليم كوردستان تقديم الدعم و المساعدة و بشكل أكبر للكورد الفيلية كون هذه المكونة الاصيلة لها مواقف نضالية و سياسية و مالية في دعم الثورات الكوردية و بخاصة وقوفهم بكل اخلاص مع قائد الامة الكوردية الخالد مصطفى البارزاني و أنهم ثابتون في النضال و الدفاع عن الكورد و كوردستان رغم أنف الاعداء .