علاء الخطيب
تمر الذكرى غضةً طرية لم تبرد بعد ، فهي عصية على النسيان وتأبى ان تغادر دون ان تقول كلمتها ، سبعة وثلاثون سنة مرت ولا زالت عيونهم ترنو لنا. وأرواحهم تحوم حول وطن غادروه عنوة ً انهم ضحايا الدكتاتورية الشوفونية ، الفيليون ورثة الميديين ، التي امتدت جذورهم في ارض الرافدين منذ آلاف السنين ، صنعوا تاريخ هذا البلد جنباً الى جنب ِكل الذين شربوا من ماء دجلة والفرات ، وساهموا في رقيِّ هذا الوطن على كافة الصعد ، فكان لهم الدور الكبير في صناعة الحس الوطني العراقي عبر دعمهم وانخراطهم في صفوف الحركات الوطنية ومواجهة الديكتاتورية ، كما كان لهم بصمات في الواقع الثقافي الذي تحول الى وجدان شعبي عراقي ، فمازلت المرأة او الرجل في العراق. يتغنى بكلمات سيف الدين ولا ئي. ( غريبة من بعد عينچ ييمه محتاره بزماني او أدير العين ما عندي حبايب ، او سمر سمر او غيرها ) تماما كما حفر حجي راضي( سليم البصري) في مسرحية تحت موسى الحلاق كلمته الشهير ( نحباني له لو) او اللاعب العراقي الشهير. مهدي عبد الصاحب الذي احرز الهدف التاريخي على منتخب ايران في طهران وزرع الفرح في قلوب العراقيين ، او حتى التجار الذين اسسوا غرفة تجارة بغداد التي كانت نواة الغرف التجارية العراقية ، لم يفكر هؤلاء الا بعراقيتهم و لم ينسلخوا يوماً عن وطنيتهم ، لان الوطنية ليست اوراق ثبوتية ووثائق رسمية بل هي مشاعر وعواطف اتجاه الارض والنَّاس .
وقد حاول الدكتاتور السابق بكل ما اوتي من حقد وطائفية ان يطعن بولا ئهم ويشكك بوطنيتهم إلا انه فشل فشلا ذريعاً ، بفضل اصرار الفيليون على حبهم وتمسكهم لعراق أحبوه وما زالوا .
ففي الذكرى السابعة والثلاثين لشهداء المقابر الجماعة ويوم الشهيد الفيلي وقفنا جميعاً وقفة إجلال واكبار امام التضحيات. الكبيرة التي قدمها هؤلاء لوطنهم ، في أمسيةٍ أقامتها مؤسسة الكرد الفيلية في لندن استذكاراً للضحايا وانصافاً لهم وكانت لي مشاركة الى جانب المشاركين الاخرين من ممثلين للأحزاب والقوى السياسة العراقية والمرجعيات الدينية .
رحم الله شهداء العراق والخزي والعار للطغاة القتلة