2018-09-22 22:59:00

علي حسين فيلي/ في مجتمع معقد ومشتت جدا كالمجتمع العراقي وفي خضم الساحة السياسية متعددة الابعاد تبقى المطالب مجمدة، وهناك الكثير من الاشياء تشكل سببا في بقاء هذا الوضع هكذا بلا حل، كون الحياء والخجل السياسي في هذا البلد له معنى اخر مختلف عن احترام الافكار ووجهات النظر الاجتماعية المختلفة. ومن هذه الزاوية علينا -نحن الفيليين- ان نغسل اعيننا لكي نشاهد الدنيا بنظرة عصرية.

ان الصمود والنضال السياسي والاجتماعي في هذا العصر له ثمنه الخاص ومن اجل الحصول على الحقوق علينا ان ندفع هذا الثمن، ولكن؛ من الصعب ان نسير بامكانياتنا وعلى ارجلنا في هذا الطريق السياسي الصعب والذي لم يؤتِ اؤكله للفيليين بما يتناسب والتضحيات التي قدمناها لحد الان!!

ان تشتتنا بعد انهيار البعث، وعدم وجود الارادة الجمعية للعمل لم يمنع الناس من التراجع عن البرود واليأس.

ان جيلنا الحالي تعب من ذلك التاريخ ويبحث عن شيء آخر ويرغب اخذ الدروس من اخطاء الماضي ولا يشغل مستقبله بتلك الذكريات المريرة.

 والسؤال المهم يكمن في انه مقابل كل تلك التضحيات بالدم والفداء والتهجير والمعاناة لماذا المكاسب قليلة هكذا؛ في وقت السعي للبقاء والتقدم ليست قصة الامس واليوم؟

ان مشكلة الفيليين انهم بحاجة الى جيل منتقد وباحث محب للمستقبل وبراغماتي يثبت ذاته بالاستفادة من الفرص المتاحة. وهذا يعني انه يتوجب ان يطالب ويصر لانه ليس هناك من ولد سياسيا ولا ناجحا!

في هذا البلد، الحركة التحررية لم تكن متوازنة وتريد حل مشكلة الماضي الاسود للحكم بالعنف والعنصرية والطائفية، ذلك العنف الايديولوجي الذي هيأ لفترة دموية والذي لن يتوقف على المدى المنظور. الفيليون المشتركون في العملية السياسية من الذين تهيأت لهم الفرص يجب ان يتعلموا المطالبة بالحقوق وألّا يكونوا مترددين ومقصرين وخجلين في طريق النضال.

والا كيف ستتم معالجة قضية الانسان الفيلي في العراق؟! بعد كل هذه السنوات ثبت للجميع ان التوسل واستجداء المناصب والدرجات والحقوق ظاهرة معيبة ونهج فاشل.

ان الثقة بالنفس والمشاركة في العملية السياسية بكل الامكانات في كل وقت وعلى جميع المستويات هي الضامن للنجاح، ان الذي له امكانيات اليوم، يجب ان يسعى لترشيح نفسه لاي منصب ودرجة تتاح له فرصة في بغداد. فعندما نسمع بان كورديا فيليا يرشح نفسه او يُرشح لمنصب رئيس الجمهورية واية مسؤولية اخرى، بعيدا عن الهدف والنتيجة لهو دليل على الحياة وكسر موانع اليأس وهدم لجدران الخوف امام الذين لم يكونوا هم ايضا فيما مضى حكاما والذين لا يرون الحكم اليوم حقا مشروعا لغيرهم.