شادان برهان الدين لطفي
ترجمة من اللغة السويدية
مالك حسن
والدي ووالدتي هما من بغداد . واليكم مختصر الحكاية الطويلة . استطاع والدي الفرار، كان شابا لديه طموحات. كان يريد أن يعيش. أمي طردت. سمح لها أن تذهب إلى إيران، حرفيا يمكن القول انها مشت الى هناك. موطنها لم يكن بيتها. مشت مسافات طويلة مع خطر التعرض لجرائم خطيرة. على طول الطريق تعرضت فتيات للاغتصاب ، وتعرض الفتيان والرجال للضرب، وسرقت الأسر. كل ذلك لانهم جميعا ولدوا اكرادا ، من الأكراد الفيليين. آلاف الأكراد الفيليين قتلوا عندما كان صدام في السلطة. كان أخوالي من بين الذين أعدموا ببرود. أو هذا ما نعتقده ؟ حتى اليوم لا تعرف أمي ، وغيرها الكثير من الأكراد الفيليين، ما حدث لاخوانهم واخواتهم واطفالهم وأبناء عمومتهم . لم يعطهم أحدا جوابا أو يريد أن يعطيهم جوابا
أنا نفسي ولدت في بلد لا أنتمي اليه . بلد أريد أن انتمي اليه لكن لا يسمح لي بالانتماء اليه. أنا دائما موضع تساؤل مع سؤال بسيط. سؤال بسيط يطرحه الكثير من الناس. سؤال يخلق حالة من عدم اليقين في داخلي "من أين أنت ؟". أنا أكره عندما يسألني الناس من أين آتيت. وعادة ما أجيب من السويد لأن هذا هو المكان الذي ولدت فيه . وهنا نشأت.
هذا هو المكان الذي مررت فيه خلال النار والماء. هنا درست واكملت تعليمي ، وهنا حصلت على التدريب والعمل لاكون جزءا من المجتمع. ماذا أحتاج أكثر لكي اشعر اني سويدية بدون تساؤل ؟ لا تسألني من أين أتيت . أسألني بدل ذلك الى اين انا ذاهبة. لقد كنت دائما، وما زلت جزءا من المجتمع السويدي أكثر من المجتمع العراقي أو الكردي. بالطبع أنا فخورة بجذوري، ولكني لم أكن قط في العراق. ولو اردت الذهاب إلى هناك اليوم، سأكون غريبة لهم. تماماكما سيكونون بالنسبة لي
اليوم عمري 22 سنة . بالغة في نظر القانون ، ولكن في سن المراهقة في قرارة نفسي. أنا من أنصار المرأة لأني أقف مع المساواة بين الرجال والنساء. لا اجرؤ على القول ان لدينا مساواة في السويد . آمل أن تتمكن شبكة فارملاند العالمية من الحصول على فرصة لتتطور وتقدم المساعدة في إجراء تغيير في المجتمع. انا أقد الكثيرين في هذا العالم. أقدر الفتاة في مترو الأنفاق التي تقول لي أني جميلة. أقدر والدي الذي يستيقظ في الخامسة والنصف صباح كل يوم لإعالة أسرته. أقدر المرأة التي تعمل بجد للحصول على منصب رفيع. أقدر الشاب الذي يقول لا للعنف ، عندما يحتاجه جماعته للمشاركة في "معركة" . أقدر الذين يردون على السرطان بابتسامة. أقدر كل من يعمل من أجل عالم أفضل. بعد ثلاث سنوات ستراني اواصل الدراسة كي اصبح طبيب نفسية معالجة للأطفال. حاليا، أعمل مسؤولة مدرسية عن الاطفال في الضواحي. في اوقات فراغي اختار العمل الطوعي، ومن بين امور أخرى في شبكة حماية النساء في منطقة سولينتونا
كنت لا اقدر عملي كمسؤولة مدرسية عن الاطفال في الضواحي . الغالبية العظمى من الأطفال والشباب الذين التقيهم يعيشون حالة إقصاء اجتماعي ولديهم مشاكل أكبر مما تصورت من أي وقت مضى. لقد سمعت المنظمة تتحدث عن البؤس في الضواحي، واعتقد ت أنها تبالغ في الكلام ، حتى بدأت العمل في الضواحي. حين التقيت الأطفال والشباب من الضواحي. اطفال وشباب يعانون من تدني احترام الذات. اطفال وشباب لايثقون بالمجتمع. اطفال وشباب يعرفون أن العنف والسلاح هو خطأ، ولكن لا يعرفون كيفية تفادي ذلك. اطفال يخافون من أن يطلق عليهم الفاظ غريبة اقلها " خرع أو جبان " اذا انسحبوا من مشاجرة. شباب يخشون أن يتعرضوا للضرب و "الاختبار" إذا صاروا يقاومون العنف. شباب يتعرضون للتهديد بالقتل، ولا يستطيعون اخبار أي شخص بذلك باستثناء الجماعة التي ينتمون اليها. الجماعة التي تدعم دائما " رجالها " ، الجماعة التي تعاضدهم أكثر مما تفعل الشرطة بالنسبة لهم
"انها مثل حلقة مفرغة. أنا لا أعرف كيف ساخرج منها . أنا عالق هنا ". قال لي فتى في الرابعة عشرة من العمر . قال لي أن السلطات لا يمكن أن تساعدهم. وان الشرطة هي آخر من يتصل بها المرء عندما تكون لديه مشاكل. كم لدينا، انا ومن يعمل في هذا المجال ، من مساحة للعمل لمساعدتهم؟ الواقع يشير الى ان شباب الضواحي يعيشون خارج المجتمع .ثمة حاجة الى المزيد من الموارد للمؤسسات الاجتماعية. لا بد من حدوث تغيير على المستوى السياسي. ثمة حاجة الى تغييرعلى مستوى آخر تماما. ويتطلب ذلك وضع حد لعدم المساواة الاقتصادية في المجتمع. وضع حد للشقاء. ولكني لم أر تغييرا . لذلك قل لي من فضلك من الذي يهتم بالأطفال والشباب في الضواحي؟