علي حسين فيلي/ على الرغم من تراجع السياسة في حالات الحرب الا انها لا تنتهي وهذا يدل على ان للسياسة وجود في كل مكان ويفكر السياسيون في السلطة اثناء ظلمة الحرب وفي ضياء السلم.
ومع الاسف فان في السنوات الـ14 الماضية كان عدد نشطاء قضيتنا الذين قضوا نحبهم اكثر من عدد الذين تطوعوا لصفوف النضال من اجل الحقوق الاساسية للانسان الفيلي! ولكن لا ينبغي لبعض خصوم الحقيقة وضع كل الذي تم انجازه او ما سينجز بـ"كلا" في صندوق التقييم والتصويت! ومن الواضح ان كل شيء لا يسير وفق النسق المطلوب الا انه لا يمكن الفصل بين انسانية الكورد الفيليين ومظلوميتهم.
انها اطرافنا السياسية التي لا برامج لها والنشطاء السياسيون الفيليون المتذمرون الذين تم خداعهم ولا حاجة للاستمرار في خداع بعضهم البعض الاخر. الاغلبية لا يدرون بأنهم متأخرون وبان كل ما في ايديهم هي بطاقة 37 سنة من المعاناة وقابعون في محطة سراب لا تقلهم الى الديار!
من ذا الذي لا يرغب بالنجاح في عمله وحياته؟ فعلى الذين يتصدون للمسؤولية الاخلاقية والقومية ان يقولوا بوضوح بان بغداد قامت بغدرنا رسميا، وان كوردستان ايضا قصرت تجاهنا من الناحية القومية!
اليوم بإمكان الجميع التحدث عن حقوقهم والمطالبة بها؛ ولكن كيف واين وعلى اي مستوى نتحصل على الحقوق؟
معلوم بان المقابر مليئة بالملوك الصامتين! والمدن تغص بالموتى الذين يهتفون لقضيتنا. دعونا لا نتشاطر الراي مع ثرثرات الذين لا يرون لنا حقا في حياة اعتيادية وموت اعتيادي. فلم تبق نجمة امل تحت سماء هذا البلد لم نطرق بابها. مشكلتنا نحن الفيليين انه وسط جميع الالوان اصطبغت قضيتنا باللون والرائحة السياسية فقط لا اكثر، والميدان السياسي مقبرة للاحترام والتقدير ومكان لدفن جميع رغباتنا وموضع لتجرعنا كل الامنا.
لم تؤمن جميع الحكومات بحقوقنا يوما حتى تعود وتنكرها اليوم! بل نحن الذين ننتشي عند لقائنا مع المسؤولين بشرب كاس من الشاي او كوب من القهوة ونهتز ببعض الكلام المنمق والوعود الخداعة كما تهتز الارض من وقع ارتداد الزلازل!