علي حسين فيلي/ نحن كبشر نعيش في ظروف مكانية وزمانية متعددة واحيانا في اوضاع ومواقع مختلفة ومتضاربة. نحن سكان احدى المحطات ذات التغيير المستمر السريع، بعبارة اخرى كل لحظة نقضيها ممكن ان تكون مختلفة تماما ًعما سبقتها، ووصف الانسان بلا مكانة تصوير خاطئ وغير واقعي. فكلما نريد ان نفسر تعامل الفيلي وردود افعاله ننسى الوقت الذي يصبح فيه فهمنا صحيح فنراه في الظرف والمكانة التي يستحقها.
خلافاً لذلك ليس لدينا صورة واضحة او تحليل منطقي، ان المشهد من خلال الحياة الفيلية في سجنها حيث وادي الانتظار والمستقبل المجهول مؤلم ومخيف، هناك تجد الاخرين قادرون ان يفعلوا بك ما يشاؤون، وانت بلا مأوى وممحو من الذاكرة ودخلت اجواءً ليس فيها ام او اب او صديق او شخص تشتكي اليه او من يقول للآخرين، حطموا سلاسل الشكوك بهويتهم وقوميتهم ومعتقداتهم.
اليوم قدرة التحمل لدى الانسان الفيلي في ظل تهديدات الامد البعيد، وصلت الى نقطة حيث لامعنى للعدالة، لذلك هو لا ينتظر من الاخرين خارج هذه الاجواء السيئة كي يقيموه على اسس اخلاقية.
والنقطة الاخيرة نحن البشر سنذهب جميعاً الى ربنا فرادى، لذا عندما نحكم على اي شخص يجب القياس على افعاله فقط وحسب موقعه ووضعه الخاص وألَّا نحمله اوزار الاخرين، بعبارة اخرى كل شخص له حالة وملف خاص به ولا يجوز بمجرد تشابه الظروف ان نصدر حكماً سطحياً، وبكل الاحوال كلما تتغير نظرتنا للحياة سيكون هناك تغيير وممكن ان نسميه “ولادة جديدة”، وهذه المرحلة الجديدة بعودة اصدار مجلة فيلي برغم انها “ولادة حزينة” في مؤسسة فقدت العديد من اعزائها، ولكن بلا شك لها تأثيرات عميقة فالعمل الكبير يمكن ان يصبح في المستطاع في حالة تقسمه الى اجزاء صغيرة.