عن مجلة "فه يلى"
علي حسين فيلي/ العدد الذي بين يدي القارئ من مجلة فيلي هو آخر عدد قبل اجراء الاستفتاء في اقليم كوردستان! ويكمن السؤال في الذي قد يحصل اذا اجري الاستفتاء والذي قد يحصل اذا لم يجرِ؟! بلا شك فان انعطافة تاريخية قد حصلت، فالكورد قالوا كلمتهم بكل وضوح؛ وسمعت المنطقة والعالم بأجمعه هذه الرسالة، والامر الباقي متعلق بالوقت وكيفية انجاح عملية استقلال كوردستان.
المسألة اكثر تعقيدا من وجهة نظر الكورد خارج الاقليم وحتى البعيدين عن المناطق الكوردستانية وقلقهم اكبر، لان القلق كان موجودا حتى فيما مضى من الايام الاعتيادية الا انه لم يحسم! فأهمية دورهم لا تكمن في مناطق اقامتهم، بل تكمن في اتجاههم وما سيكون عليه موقفهم، وقد يستلزم الامر منهم ان يسيروا عكس اتجاه الرياح احيانا واخرى متوازيا معها، فالمهم ان يتحركوا وان يكون لهم موقف، لا ان يكونوا متفرجين وينزووا في زاوية قصية.
في هذا الجانب من حدود الاقليم وفي الجانب الاخر هناك خصوصيات واسرار وامور غامضة، فاذا قلنا ببساطة كيف ان الذين يقولون لنا بانهم يحبوننا يثيرون مخاوف الناس من اغلاق الحدود عبر الاعلام ويذكّروننا بكابوس الحصار والجوع، وفي خارج الاقليم يزرعون خوف القتل الفوري والسلب والنهب في قلوب اهالينا، فقط من اجل منعنا من الحديث عن الاستفتاء والاستقلال!
صحيح ان بذل جميع الجهود من اجل السلم والتوحد في مسألة تقرير المصير ضرورية، الا ان الحديث عن الروح القومية في كوردستان سهل لدرجة ان بإمكان الجميع التصدي له، غير ان الصعوبة وموضع الفخر تكمن في خارج كوردستان فهؤلاء الناس؛ الذين يعانون من صعوبات العيش وعلى الرغم من كل التهديدات، يحافظون على هويتهم القومية.
دعونا لا نصدر الاحكام المسبقة وان نقوم بتوزيع الاتهامات ونحن قابعون في المنطقة الامنة ذات الطبيعة الخلابةـ فمن المهم في هذه المرحلة المصيرية ان نعلم بان جميع هزائمنا وانتكاساتنا تعود للأوقات التي لم نكن نعلم فيها كم نحن قريبون من النجاح والانتصار وقررنا فيها التراجع.