مشتاق رمضان
تلك المدينة الرائعة بأخلاق ناسها وثقافتهم ونبلهم وتمسكهم بأصلهم الكوردي وانتسابهم لكوردستان، والتي وقفت طيلة العقود المنصرمة بوجه الظلم والدكتاتورية الشوفينية وقدمت وماتزال تقدم قرابين الشهداء والجرحى لانتسابها القومي رغم المغريات الكبيرة المقدمة لها من بغداد، ولاسيما بعد 2003.
هذه المدينة باتت تعاني الكثير في ظل تراجع الاقتصاد في العراق بشكل عام وفي كوردستان بشكل خاص، حيث باتت فرص العمل لشبابها نادرة والتعيينات شبه مفقودة، فضلا عن تردي الخدمات في المدينة وغيرها، ما أدى الى أن يدب اليأس في نفوس ساكني خانقين من سوء الاوضاع المحدقة بهم، وبالتالي قد تخسر كوردستان عنصرا مهما من عناصر الاقليم، خصوصا وان خانقين وجارتها مندلي تشكلان البوابة الجنوبية لكوردستان وتملكان موردا مهما لم تسعى حكومة الاقليم الى استغلاله، وهو النفط والغاز الطبيعي في نفط خانة.
فهذه الحقول بامكانها ان تنتج مئات الالاف من براميل النفط يوميا لو تم تطويرها وادخال التقنيات الحديثة لاستخراج وتكرير انتاج النفط والغاز الطبيعي، رغم ان القاصي والداني يعلم الأسباب الحقيقية وراء تعنت الحكومة الاتحادية في اهمال نفط خانة وعدم تسليط الضوء عليها، لكن الارادة الكوردستانية لو تحققت وكانت النوايا صافية بين مختلف الاطراف الكوردية وتوجهت البوصلة نحو خانقين لكانت النتائج ايجابية لخانقين وكوردستان، ولاصبحت المدينة تعيش في بحبوحة اقتصادية تمكنها من ان تكون موردا اقتصاديا جيدا تعين كوردستان في ظل الازمة المالية التي تعانيها اثر الخلافات بينها وبين الحكومة الاتحادية.
كما ان خانقين تملك كوادر فنية وادارية على مستوى عال في الشأن الاقتصادي، بامكانهم ان يعينوا أية خطط اقتصادية توضع لتطوير حقول نفط خانة وزيادة انتاجها، ما يعني الاعتماد على أهل المدينة وفق مفهوم (أهل مكة أدرى بشعابها)، وبالتالي منع الرغبة التي تعتري الكفاءات بالهجرة الى الخارج بعد ان اصابهم اليأس من التهميش في وطنهم ومدنهم.
كما ان لمسألة الوقت عامل حاسم في اتخاذ القرار بهذا الموضوع، وكلما بدأت اجراءات تطوير نفط خانة كلما اخرجنا انفسنا من عنق زجاجة الازمة الاقتصادية بصورة أسرع، اما التسويف والمماطلات وتأخير الاجراءات الادارية والفنية والقاء الاطراف المعنية اللوم على بعضها البعض فهذا سيضر بالجميع، وستستغلها الاطراف التي تنتظر بفارغ الصبر ان تزداد الخلافات ويتعمق الشرخ أكثر بين الاطراف الكوردية، فيما ينتظر أهالي خانقين بفارغ الصبر من ينتشلهم مما هم فيه، قبل ان يفوت الاوان وتفقد كورديتها.