علي حسين فيلي/ عقلاء هذه الشريحة خلال العقود الماضية خاصة في السنوات الأخيرة لم يتفهموا او يتعاملوا بشكل صحيح مع متطلبات أبناء شريحتهم، ولم يعيروا أهمية في إيجاد الطمأنينة لان في تاريخ شريحتنا لم تحاكم أي شخصية على تجاوزاتها على أبناء هذه الشريحة، وما احدثت من اضرار بها، ولم يقيم بالشكل الصحيح من خدم وقدم الصالح لها، بل يستغلون الظروف السلبية التي كانت مرافقة للقضية على الدوام وبعد انتظار دام عقودا من الزمن بات جليا ان حرب الفيلي مع نفسه لم تنته والجيل الحالي لا يتحاكى مع تاريخه بعيدا عن تكرار التجارب المرة التي مزقت اطر التلاحم فيما بيننا. نحن من الزمن القديم والى الان عاتبنا بشدة اولئك الذين اصبحوا رواد اليساريين وبعدها من لازم الحركات التحررية والقومية ومن ثم عشاق المذهب ومدمني الطائفية، كونهم لم يكونوا على تماس مطلوب بقضية شريحتهم او يقدموا لها ما يلزم، في كل الاحوال لو لم نعد الاخطاء ونتذكرها لن يتغير شيء. حسب مفهوم المشاركة لدى الشعوب وشرائح المجتمعات نرى ان هذه النظرية صحيحة، فالناس عندما يتوادون ويكونون أوفياء فيما بينهم تتهيأ لهم ظروف التعايش والعمل المشترك، وشريحتنا كانت على الدوام مرحلة ومهجرة كيف يمكن لهم ان يستوعبوا هذا المفهوم، وفي الطرف الاخر الحكومات لا تعي معاناة الناس الا عن طريق الضجيج والاحتجاج واللجوء الى الشارع، وفي حال لم يكرس هذا التوجه لدى الشريحة فبأي سبيل آخر يمكن ممارسة الضغط وايصال ما تريده للمعنيين. نحن الفيليين ابتلينا باتباع أسلوب نقد ليس له اول ولا اخر ولا يأخذ بالاعتبار الأدلة والمصادر، ونمتلك خبراء بالمجالات كافة كالسياسية والاجتماع والدين ... الخ، ولدينا ملفات ملفقة، بكل اسف نستعين بما هو موجود وبما هو متاح ومتداول لأستخدامه بتسقيط بعضنا لبعض. بعد عقود من الزمن، الحق يقال من المفترض ان يتمّ تدارس وضع الشريحة ما الذي حدث وما يحدث، ونحن بأمس الحاجة الان لإعادة تقييم، لكي نقتل هذا البعبع الذي سد بوجهنا جميع الأبواب التي تخرجنا من غربة الوحدة، ولابد ان نقر ان اكثر مشاكلنا قبل ان تدخل في اطر القانون والمجتمع يمكن تحديدها بكيفية التعامل، وثقافة الخطاب فيما بيننا، ولا ننسى هنا نحن جزء من شعب وبعبارة أخرى، وعلى غرار هذا من المفترض ان يتعامل المعنيون معنا. لا يوجد تاريخ محدد لهكذا اسلوب وطرح من النقد والاسقاط ولا نعلم هل هم من العلمانيين ام القوميين او الطائفيين بدأوا بذلك، ام الطرف المتفرج وهم بلا كيان فكري واخلاقي محدد، اما من الواضح خلق وتجميع ودمج افتراءات وتهم بدون مصدر بكميات كثيرة مقتبسة مستوردة وحسب اجواء وافواه نشرت وتنتشر، وهذا ليس اختلافا وتنوعا في الرأي كما يقال بل هو تسقيط وتجاوز صارم وتوسيع الشرخ فيما بيننا والتقليل من شأن قضيتنا، فنحن الفيليين الى يومنا هذا اذا لم نكن صادقين مع الاخرين نحسبه ذنباً لا يغتفر، واذا نكذب على انفسنا نتصور انه يجب ان نُكَّرَم من اجل ذلك لذا كثير من مدعي تبني هذه القضية قد دخلوا سباتاً لا خروج منه، وحتى كتّاب هذا التوجه انتهت عرى الاخوة بين اقلامهم ونشاطاتهم بتحقيق المبتغى من رواتب وعناوين وظيفية كانت الكفيلة بجفاف احبارهم، وبدا هذا الامر نسخة معادة ومكررة لدينا، الالتزام المؤقت العيش بالاطلال، وتقدس الشخوص، والاجتهادات الفردية كل هذا أسباب لنتائج كارثية، ولو تعمقنا بماضينا حتى بما يسمى بالنسبة لنا بالعصر الذهبي كانت هناك ثغرات حجبت الرؤية نحو افاق أخرى لنا. حرية التعبير المرادة لنا، تناط بها حرية الرأي والديمقراطية وصولا لاطفاء نهج التجاوز واسكات صيحات التشهير واغلاق مكاتب نفي واغتيال الاشخاص والرؤى، والابتعاد عن معتقدات التوبة من ادمان لتلك الهلوسة. والعبرة من ذلك، يجب الا نخاف من النقد، فالنقد البناء خصوصا سيخلق اصدقاء حقيقيين، ونحن اكثر من اي وقت اخر بحاجة لذلك.