علي حسين فيلي/ هناك سؤالان قديمان يعادان الى الاذهان لماذا برغم وجود كم هائل من الاستعداد والطاقة البشرية الذي تتمتع به بغداد ومناطق الوسط والجنوب فان الشعور بوحدة الصف ضعيف الادراك والمنال إضافة الى ما يرافقه من مشكلات طويلة الأمد، والتساؤل الثاني ما هي الوسائل لتجاوز هذه الدوامة والرسو الى بر الاستقرار؟
طبيعي ان الانتقادات والمقترحات والتقييمات هي نتاج اعمال قد تم انجازها مسبقا؛ والشيء الغريب يكمن في التذرع بانتظار منح الحكومة الفرصة لترميم العلاقات الداخلية في وقت لا يصب عدم وجود او انقطاع العلاقات والتواصل في مصلحة قضيتنا. وفي ضوء مثل هذه النظرة التي تهتم بجانب واحد وتلحق الاضرار بقوميتنا، فان الفيليين المعاصرين هم اكثر الناس تضررا من هذا النوع من التفكير لانه في حالة عدم وجود النتاج الجماعي فان العمل الفردي يبدو اكبر من حجمه.
كثيرون من ابائنا واجدادنا الذين كانوا اميين؛ الا ان تفكيرهم كان يعج بالاف الحقائق، لان الية العلاقات كانت بعيدة عن نفوذ وهيمنة اصحاب المصالح الفردية ، وكانوا رافضين التسليم والاستسلام.
خلافا لذلك فان اميي هذا العصر ليسوا الذين لا يحسنون القراءة والكتابة ، بل الذين لا يتمكنون من التخلي عن أفكارهم واساليبهم القديمة ويتعلمون من جديد انه فضلا عن وجود القدرة الانسانية، فان الكورد الفيليين اصحاب الملف المغدور والابادة الجماعية لم يستطيعوا ان يحصلوا على حقوقهم؟!
الموجة التي تعم العالم اليوم فتحت ابوابها بوجه الجميع ليكونوا نشطاء وتكون علاقاتهم واتصالاتهم افضل واكثر واقرب، والمستسلمون من شريحتنا هم دوما الأغلبية، ولكن المستقبل ملك للذين لا يستسلمون والمشكلة في العراق لا احد يملك برنامجا للتقارب لا القوميات ولا المذاهب ولا العنصر ولا الاقارب ولا شركاء اللغة لهم ابواب مشرعة امام الاخرين .
في عراق اليوم ليس للكورد الفيليين راس مال للتقارب ما يمكنهم حتى من اتاحة سويعات للتحاور الداخلي، لان العلاقات المنتظمة ليست افضل مما كانت عليه في السابق ولا اكثر منها.
مع وجود كل تلك الساحات العامة فان انتظار بناء حديقة خاصة بالفيليين يجعل من عالمنا اصغر والتواصل والمودة فيما بيننا رغبة بعيدة المنال. من اجل أي طرح يجب ان تكون هنالك استعدادات ، وانه لافتخار اجوف ان يعد عدم التزاور وعدم التحاور نقطة قوة.
يجب ان نتعلم من الاحزاب السياسية انها تذوب جليد العلاقات فيما بينها بكل سهولة ويسر ولا مشكلة لها في اصلاح ذات بينها، لانها تعلم ان ضعف العلاقات يعني عدم تكامل الفهم السياسي والاجتماعي وعدم الوصول لمرحلة ما بعد الازمة التي لم يستفد منها الكورد الفيليون ولم يحسبوا لأضرارها ايضا.
في المرحلة الحالية، يعد تضخيم مشكلة عدم التلاقي وعدم الاتفاق بالنسبة لنا يبرز انه ليس لدينا اي شيء جدي لنقوم بالتكلم عنه بجدية ويقوم الاخرون بتلقيه منا.
في دنيا الحداثة هذه فانه من دون استذكار الماضي كورقة عمل للتحاور للخروج من الوضع المحلي واستغلال الوضع الجديد للحياة والعمل فان من الافضل الا نفكر في حصولنا على الفرصة اذ انه علينا ان نخلق الفرصة لأنفسنا، ان الوضع الحالي يقوي شعور الثقة بالنفس من جهة ومن جهة يتيح فرصة جديدة للانخداع والاستمرار في العمل الخاطئ.