علي حسين فيلي/ الاكتشاف الاهم للإنسان عبر التاريخ الطويل هو معرفة الفرق بين ان يحيا وان يعيش، فاذا لم ينهار ايماننا فان الحياة لن تصل لطريق مسدود. وفي الحياة العراقية التي يعيش فيها الفيليون، تستقصى الارقام الرسمية لنفوس هذا البلد بناء على البطاقة التموينية حيث الحاجة لموادها لم تنقطع، وحاجة الاحزاب لسجل انتخابي فلكي متعكز عليها، فمن الطبيعي لم تصدر شهادة وفاة طفل، فهو ورقة اقتراع رابحة للمستقبل مع وصوله للسن القانونية، اما غالبية الكورد الفيليين الاحياء هم محرومون بحجة المستمسكات الثبوتية من المشاركة الانتخابية ونيل الحقوق.
هناك ايام يجب ان نضع خطاً تحتها لتظهر جلية اكثر ويجب ان نستنسخ منها نسخا كثيرة ونحتفظ بها في مكان مناسب. وخصوصا عندما تضيع بين الايام الاخر لكي نستطيع العثور عليها بسهولة من اجل تعيدنا الى تلك العهود التي كنا نعيش فيها بشكل طبيعي وكانت لنا مكانة وحقوق، لتعود بنا الى ما قبل حلول الكوارث.
منذ عهود طويلة تعود الانسان الفيلي على ان يضع الخطوط على ماضي ايامه وتعبه الذاتي ليشطبها، مازال وقت الانتخابات لم يأتِ ولكن بدأ بعضهم بتسقيط البعض الاخر، ويتحدثون في خيالهم عن بطولة اناس لم يروا ساحة الوغى لحد الان، في حين عندما تبدأ العواصف السياسية والدعاية الانتخابية فان الشجاعة تكمن في كسر حاجز الخوف والانبعاث من جديد.
النجاح والخلاص لا ينالان بالصدفة ويحتاجان الى بذل المساعي، وتلك المساعي هي من تمنح قضيتنا الوان الخلود لا الامنيات، في الدورة النيابية الاولى في العراق اصبح 9 من الكورد الفيليين اعضاء في البرلمان الا ان الحقوق لم تستحصل بشكل كامل، واليوم وخوفا من عدم الحصول على الاصوات ننتشي بمقعد (كوتا) وحيد ويتعالى زعيقنا سعيا الى برلمان لا يكترث لتطلعات شرائح واقليات على شاكلتنا!
الانتخابات ليست نهاية الطريق او المآسي، يجب ان نصبر لحين انتهائها وعودة الحياة لطبيعتها. حينها ينكشف لنا كم عملنا معا بانسجام واتحاد والا وكما يقول الرائد الرياضي الكوردي الفيلي صمد اسد والذي كان بمعترك قضية شريحتنا: ان ظلم صدام كان يجمعنا وبزواله تشتتنا!! فهل يجوز ان ننتظر ظلم دكتاتور اخر من اجل ان نجتمع ونتحد؟! في وقت كل الطرق معبدة امامنا لكنها بحاجة الى بصيرة.