علي حسين فيلي
يقال ان الطريقة الوحيدة لفهم الموت هي ان تموت لكي تعرف معناه! لذلك فان الشيء الذي نكون دائما بانتظاره لا يقال لنا ولا يمنح لنا! والفيليون يعلمون جيدا ان الشخص الذي يصبح يتيما لمرة واحدة في حياته فانه سيبقى يتيما الى الابد. في الانتخابات المقبلة اذا لم يكن تميزنا وخصوصيتنا عاملا للتنافس فانه يجب الا نشارك فيها اصلا، فالسير على منوال الاخطاء الماضية سيتسبب بكتابة خسارتنا الابدية.
في مرحلتنا هذه لن ننجح في ميدان العشائر والعشائرية لان اوشاجنا العشائرية قد سملت بشكل تام ولم يبق لها اي ثقل" وفي الاقتصاد لسنا محورا ثقيلا يحافظ على التوازن وفي السياسة ليس لدينا اي حراك حي يكون رقما بارزا وسط كل هذه الاحزاب السياسية. والذي عندنا هو فقط شخصيات سياسية وتجار ومثقفون ورياضيون وشخصيات اجتماعية لكن افرادا لا جماعات! نحن بالظاهر يطلق علينا المذهبيون المتمسكون والقوميون اليائسون، ولكن بسبب موت عصب الالم والالتزام " يجب ان نعترف انه بعد فترة الوحدة والعزلة تتكرر اخطاؤنا باستمرار؛ والانكار والتغطية ليسا علاجا؛ ومجتمعنا بحاجة الى عملية جراحية عميقة وعاجلة. ولكن من الافضل ان نفكر ايضا في ان هذا العهد يجب ان ينتهي ولكن ليس على مسار الخسارات.
صحيح اننا لم نكن مستعدين لكل تلك الكوارث والمآسي التي حلت بنا في الماضي على حين غرة والتي لم تترك لنا مجال للدفاع عن انفسنا وو.. ثم منحنا دورا في ان يقوم نظام وحشي مثل النظام البعثي، بدل قتلنا، بانزال اللعنة علينا ويهجرنا. فرضينا ايضا ان نكون ضحايا ذلك العهد لا اصحابه.
العراق هو ذلك المكان الذي يقتل فيه الالاف لكي يتحكم دكتاتور ما بمقاليد السلطة وان يستمر ظالم ما في ظلمه. لم نستطع ان نجيب عن هذا السؤال بعد اربعين سنة من ابادتنا الجماعية بانه لماذا علينا ان نكون رمزا للمضطهدين والخاسرين؟!! علينا ان نعلم ان التفتت والتراجع عن بذل المساعي والنضال من اجل الانتخابات القادمة هو "افضل" طريق لضمان الخسارة.