شفق نيوز/ قال الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، إن طهران تسعى لنشر اللغة الفارسية بين أبناء مناطق دير الزور الحدودية مع العراق.
وذكر الائتلاف في بيان نشره على موقعه الرسمي، أن سعي إيران لنشر اللغة الفارسية بين أطفال دير الزور، هو "محاولة لفرض ثقافتها الطائفية المذهبية" على حد ما قاله البيان الذي أكد أن مسعى إيران لنشر لغتها، بين أطفال المحافظة المحاذية للعراق، جاء بعد إحساس داعش المتشددة "بخطر يحوم حل وجودها العسكري" في سوريا، فعملت على "إيجاد باب آخر لتثبيت احتلالها لسورية".
وحدّد بيان الائتلاف السوري المعارض، أعداد الأطفال السوريين الذين "التحقوا بمدارس إيرانية لتعلم اللغة الفارسية" في محافظة دير الزور، وقال إن وسائل إعلامية محلية تحدثت عن التحاق 250 طفلا سوريا، في تلك المدارس، مؤكداً أن أعمارهم تتراوح بين 8 و15 سنة.
ودعا بيان الائتلاف المعارض، منظمات حقوق الانسان ومؤسسات الأمم المتحدة، لحماية "الأطفال ووقف جرائم إيران" معتبراً أن "غسل عقول الأطفال وتغيير طريقة تفكيرهم بطريقة طائفية، وتجهيزهم ليكونوا مقاتلين في المستقبل" هي "جرائم حرب جديدة" ترتكب في سوريا، بحق الشعب السوري.
ونشاط ملحوظ لمؤسسات إيرانية أخرى
إلى ذلك، شهدت إحدى أكبر المؤسسات الإيرانية في سوريا، وتدعى "المجلس الجعفري الأعلى" نشاطاً متزايدا في شهر رمضان الأخير. حيث ركّزت نشاطها على أطفال محافظة حمص التي تتوسط البلاد، والتي تعتبر الخط البرّي الذي تتنقل فيه الميليشيات الإيرانية ما بين دمشق وحدود لبنان وحدود العراق، من خلال البادية السورية التي تسعى إيران إلى توسيع سيطرتها عليها، وتأمينها كخط عبور يربطها بسوريا ولبنان عبر حدود الجمهورية العراقية.
وقام مسؤول مكتب المجلس الجعفري الأعلى في سوريا، ويدعى الشيخ حسين دريع، برعاية نشاط استمر 25 يوماً من أيام شهر رمضان الماضي، جمع فيه طلابا صغار السن، وتم إجراء مسابقات أطلق عليها اسم "مسابقات قرآنية وثقافية" وزعت فيها مكافآت مالية على المشتركين من الطلاب والطالبات.
خميني يلقب بآية الله أسس مجلسا إيرانيا في سوريا
وحسين دريع، هو وكيل رئيس المجلس الإسلامي الأعلى في سوريا، بمنطقة حمص، والذي يدعى محمد المسكي. فمن هو المسكي؟
محمد علي المسكي، هو مؤسس ورئيس ما يعرف بالمجلس الجعفري الأعلى في سوريا، وهو من أبناء العاصمة السورية دمشق، ويعتقد أنه ينحدر من منطقة "الصالحية" على وجه الخصوص.
أسس المسكي الذي يطلق عليه لقب "آية الله"، ولقب "السيد" كأمين عام ميليشيات حزب الله، المجلس الجعفري الأعلى، عام 2012، أي بعد عام من اندلاع الثورة على نظام الأسد. ويعترف نظام الأسد بالصفة التي يحملها المسكي، ويقدمه على وسائل إعلامه، بصفته التي يحملها، كرئيس للمجلس الجعفري الأعلى، واضعاً لقب "آية الله" إلى جانب اسمه.
ويذكر أن مقر المجلس الجعفري الأعلى المذكور، هو في منطقة "السيدة زينب" في ريف العاصمة السورية، وهي المنطقة التي تدير منها إيران، جميع ميليشياتها وقواتها التي أرسلتها إلى سوريا، للدفاع عن رئيس النظام السوري بشار الأسد، وتعزيز نفوذها، هناك.
وتوصف علاقة المسكي، بإيران، بالوثيقة، إذ غالباً ما ينقل المواقف الإيرانية السياسية المعلنة، في خطاباته، ويهاجم في مواقفه، كل الأشخاص والدول التي تهاجمها إيران، وتعمل وسائل الإعلام الإيرانية على تسليط الضوء عليه، بشكل دائم، وهو ضيف على جميع الفضائيات ووسائل الإعلام الإيرانية الناطقة بالعربية.
ويقول الكاتب والسياسي السوري المعارض مهند الحاج علي، في موضوع له عام 2017، إنه منذ العام 2012، برز "تطور الشيعة على الصعيد المؤسسي" عبر سلسلة خطوات، كإطلاق حركات كشفية خمينية، في حمص ودمشق، وصولاً إلى "إنشاء سلطة دينية" تتمثل "بالمجلس الإسلامي الجعفري الأعلى في سوريا"، معرّفاً رئيسه بأنه "دمشقي" يتولى رئاسته.
ويقول علي، إن تلك المؤسسات، ظهرت مع بدء التدخل الإيراني وحزب الله، في النزاع السوري، مؤكداً أن إيران "أدت دوراً أساسيا في إنشاء المجلس" الجعفري الأعلى في سوريا، والذي قد يكون قصد من إنشائه "تطبيق النموذج اللبناني لتوحيد القوى الشيعية في سوريا" في "خطاب مؤيد للخميني"، بحسب الباحث السوري الذي تساءل: "يبقى أن نرى ما إذا كان (آية الله) المسكي، سيؤدي دورا قيادياً في التيار الخميني السوري؟" أم سيكون دوره فقط، في المسائل الدينية والسياسية، كما أضاف.
ويتنقل المسكي على الميليشيات الإيرانية في سوريا، ويظهر في مقارها ملتقطاً الصور مع عناصرها وقادتها، خاصة قبل وأثناء الهجوم الذي شنه نظام الأسد على مجمل الغوطة الشرقية لدمشق.
والمسكي، يزور المدن الإيرانية في شكل متواصل، لحضور مؤتمرات تنظمها الحكومة الإيرانية، أو بزيارات خاصة يقوم بها بين الوقت والآخر، وعادة ما يقيم في إيران لفترات طويلة، خاصة في سنوات الحرب السورية الحالية.