شفق نيوز/ يرى محللون إن الرئيس السوري بشار الأسد وحلفاءه الإيرانيين تشجعوا مؤخراً ضد الكورد، اثر الأحداث التي جرت في العراق، ولاسيما بعد تجربة الاستفتاء الذي أجراه إقليم كردستان.
وبدأ يظهر النزاع بين قوات سوريا الديمقراطية الكوردية المدعومة من الولايات المتحدة، وبين الحكومة السورية التي تساندها إيران وروسيا مع اقتراب عدوهما المشترك داعش من الانهيار في سوريا.
ويأمل الكورد في سوريا بدء مرحلة جديدة من المفاوضات من شأنها أن تدعم حكمها الذاتي في شمال سوريا، لكن حكومة الأسد تؤكد على أحقيتها في السيطرة على المناطق التي انتزعتها قوات سوريا الديمقراطية من تنظيم داعش.
وذكر مسؤول سوري وقائد عسكري غير سوري في التحالف الذي يقاتل دعما للأسد أن حقول النفط الشرقية التي سيطرت عليها قوات سوريا الديمقراطية في تشرين الأول، ومن بينها أكبر حقل في سوريا، ستكون هدفا للحكومة بينما تحاول استعادة الموارد اللازمة لإعادة إعمار المناطق التي تسيطر عليها.
وقال القائد العسكري غير السوري الذي طلب عدم نشر اسمه ان "الرسالة واضحة جدا لمسلحي سوريا الديمقراطية ولداعميهم في التحالف وعلى رأسهم أمريكا أن كل الأراضي التي حرروها من داعش هي حق للدولة السورية".
بينما أفاد المسؤول السوري بأن قوات سوريا الديمقراطية لا يمكنها الاحتفاظ بالسيطرة على الموارد النفطية.
ولم توضح الولايات المتحدة حتى الآن كيف ستكون طبيعة الدعم العسكري لقوات سوريا الديمقراطية بعد هزيمة داعش، وهي نقطة تتسم بالحساسية بسبب مخاوف تركيا، التي تعتبر القوة الكوردية السورية تهديدا لأمنها القومي.
ويساعد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، والذي أقام عدة قواعد عسكرية في شمال سوريا، قوات سوريا الديمقراطية على تعزيز سيطرتها على حقل العمر النفطي في محافظة دير الزور.
ويعتقد محللون أن الحكومة السورية بصدد التقدم صوب بعض من هذه الآبار النفطية بنفس الطريقة التي تقدم بها العراق للسيطرة على نفط كركوك.
واثار استفتاء الكورد في العراق على الاستقلال الشهر الماضي معارضة بغداد وأنقرة وحلفاء الأسد الإيرانيين، فيما هدد مسؤول سوري بأن ذلك يجب أن يكون "درساً" في سوريا.
وتقول مصادر إقليمية إن عدم استعداد الولايات المتحدة لمنع القوات الحكومية العراقية، المدعومة من فصائل شيعية مسلحة، من استعادة كركوك بعث برسالة مشجعة للأسد وحلفائه الإيرانيين لاستعادة المناطق النفطية في سوريا التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية.
وفي ظل الدعم العسكري الحاسم الذي يحصل عليه من روسيا والفصائل المسلحة المدعومة من إيران استعاد الأسد السيطرة على مساحات من الأرض في وسط وشرق سوريا هذا العام بعدما هزم العديد من فصائل المعارضة في غرب البلاد.
وتسيطر وحدات حماية الشعب الكوردية، القوة المهيمنة في قوات سوريا الديمقراطية، على ثاني أكبر رقعة من الأراضي السورية والتي تقارب ربع مساحة البلاد، فيما يقول زعماء كورد سوريون إنهم لا يسعون للانفصال.
وتفادت وحدات حماية الشعب ودمشق إلى حد بعيد الدخول في صراع خلال الحرب الأهلية.
من جانبها، دعت موسكو إلى مؤتمر جديد للجماعات السورية ربما يبدأ العمل على دستور جديد، حيث نشرت وزارة الخارجية الروسية قائمة تضم 33 جماعة وحزباً سياسياً وجهت لها الدعوة لحضور اجتماع في منتجع سوتشي على البحر الأسود في 18 من تشرين الثاني الجاري.
وذكر مسؤول كوردي سوري أن الإدارة الكوردية في شمال سوريا تلقت دعوة لحضور المؤتمر، وإنهم بحثوا مطالبهم السياسية مع الروس الشهر الماضي.
ويعتقد محللون أن الجماعات الكوردية السورية ستضع بشار الأسد أمام خيارين لا ثالث لهما، إما مرحلة جديدة من التوتر والاستنزاف، أو بدء مرحلة حوار ومفاوضات.