شفق نيوز/ أفاد تقرير صحافي بأن تنظيم داعش الإرهابي يعتمد أساليب عديدة لجلب المناصرين المحليين، وفيما ذكر أن التنظيم غالباً ما يمارس عمليات غسيل أدمغة لإقناع الشباب بالانضمام، قلل التقرير من أهمية الإغراء المالي في عملية جلب المناصرين.
ونقل التقرير المنشور في صحيفة القضاء الشهر الحالي أن قادة التنظيم فقط من يستأثرون بالأموال، فيما يكتفي الجنود الصغار بـ"مبالغ طفيفة وثواب أخروي مزعوم" بحسب قضاة متخصصين بملفات الإرهاب أشاروا إلى أن "داعش" يقوم بتشكيل كتائب ظل غير قتالية لتعويض قتلاه، ويبتز عناصره الذين ينوون ترك العمل بنشر فيديوهات وصور تثبت تورطهم، ويهددهم بالقتل.
ويرجع قاضي التحقيق المتخصص بملفات الإرهاب قيس عبد السجاد دوافع الانتماء إلى تنظيم داعش الإرهابي لأسباب عقائدية وثقافية.
يقول عبد السجاد في حديث إلى "القضاء" إن "التنظيمات الإرهابية تستغل الجهل والفقر في استقطاب عناصرها، فغالباً ما يتم جلب الشباب العاطلين عن العمل من غير المتعلمين ويجري بث الروح الطائفية في عقولهم، ثم دعمهم بالأموال".
ويتبع تنظيم داعش آليات ومراسيم تقليدية بحجة أنها موروثات إسلامية عندما يستقطب عناصر جديدة بغية إيهامهم بتطبيق المنهج الإسلامي وفق المأثور، لكن هذا يتم بشكل سرّي ووفق مفهوم "البيعة".
يضيف عبد السجاد إن "التنظيم الإرهابي عالي الدقة في ما يخص التقسيم المناطقي والشبكات الخيطية في طريقة توزيع خلاياه"، مشيراً إلى أن "داعش يقسم المناطق إلى عدة كتائب، ويولّي أميراً على رأس كل كتيبة، وهو من يستقبل المنضمين الجدد الذين يأتون لمبايعته بدءاً".
ويتابع أن "البيعة تتم بترديد القسم من قبل المنتمي الجديد أمام الأمير على أن يبايعه في السراء والضراء، ومن خلاله يبايع زعيم التنظيم".
ولفت عبد السجاد إلى أن "كل كتيبة من هذه الكتائب تحتوي على كتيبة ظل أخرى تستأنف عمل الكتيبة الأصلية حال إلقاء القبض على أفرادها وتمدّها بالمقاتلين حال احتياجها"، وأشار إلى أن "كتيبة أسامة بن لادن مثلاً، وهي إحدى كتائب تنظيم داعش التي يتركز نشاطها الإجرامي في شمالي بابل، تم تفكيكها وإلقاء القبض على أفرادها مراتٍ عدة".
ولا يترك التنظيم الإرهابي الحبل على غاربه لأفراده، فأنه يشدد القبضة ببث الرعب في نفوس مقاتليه بناءً على مفهوم "الردة"، كما ويستخدم هذا الأسلوب أيضاً عند استجلابهم، بحسب قاضي التحقيق الذي يقول إن "عمل التنظيم عمل عصابات، إذ يقوم بإشاعة الخوف في قلوب عناصره، فما أن يبايع الفرد التنظيم لا يمكن له الرجوع، ويكون القتل مصيره باعتباره مرتداً، حسب مفاهيمهم".
وذكر عبد السجاد أن "بعض التحقيقات كشفت أن عدداً من عناصر التنظيم كانت لديهم الرغبة بتركه إلا أن خوفهم من القتل كان حاجزاً أمامهم".
وعن أساليب داعش الأخرى في ضم المناصرين فأنه يروي أن "تنظيم داعش عند احتلاله لبعض المناطق يقوم بانتخاء الشباب للوقوف بالسلاح فقط، ثم يبدأ بتصويرهم وابتزازهم، إلى أن ينخرطوا فعلياً بالعمل المسلح".
ورداً على سؤال بشأن وضع المشرع العقوبة لمجرد الانتماء إلى داعش يقول عبد السجاد إن "مجرد الانتماء إلى تنظيم إرهابي هو مشروع لجريمة مستقبلية، فمن ينتمي يكون لديه استعداد نفسي وعقائدي للقتل، فالمشرع وضع العقوبة لقطع الطريق منذ البداية".
ويرجح قاضي الجنايات في بابل عماد الفتلاوي أن تكون أسباب انتماء الشباب إلى داعش مالية بحتة، متشهدا بعشرات الدعاوى المنظورة أمامه.
وقال الفتلاوي إن "الإغراء المالي للجماعات الإرهابية يكاد ينحصر بالقادة الكبار فقط، فيما يمنّي هؤلاء أتباعهم الشباب بغايات أخروية جذابة ويدفعون لهم مبالغ زهيدة جداً تتراوح أحياناً بين 50 – 100 ألف دينار عن تفجير سيارة أو عبوة مثلاً".
وتابع أن "ساحات القضاء لم تشهد ثمناً عالياً لعملية إرهابية، لأن القادة يقومون بعمليات غسيل أدمغة للشباب بعيدا عن المال فيما يستأثرون هم بالأموال والامتيازات الكبيرة التي تصلهم من المموّلين الرئيسيين للإرهاب".