شفق نيوز/ تتزايد وتيرة الإصابات والوفيات اليومية بفيروس كورونا في أرجاء العراق منذ أسابيع، رغم إجراءات مشددة تفرضها السلطات لاحتواء الجائحة.
وفيما تحظى تطورات الوباء في العراق والعالم باهتمام شريحة واسعة، يتساءل عراقيون في محافظة البصرة جنوبي البلاد عن سبب عدم إصابة المسؤولين بفيروس كورونا.
ويتصور عراقيون أن الجائحة تطارد الفقراء بصورة خاصة وزادت من أعبائهم سواء على مستوى المعيشة أو تهديد حياتهم، في وقت يختبى المسؤولون الرفيعون في الدولة وراء "باجات الحياة".
ويقول صاحب عربة لبيع الشاي يدعى أبو حسن لوكالة شفق نيوز، إن كبار المسؤولين في العراق يستوردون "باجات خاصة" لتقيهم من فيروس كورونا.
ويضيف، "قد تكون الباجات سبب عدم إصابتهم بالفيروس، بينما نرى أن الفيروس يصيب رؤساء كبرى الدول والوزراء والمسؤولين الرفيعين في أرجاء العالم".
ويتابع، أبو حسين، الذي يبيع الشاي على قارعة الطريق في مدينة البصرة وهو يضحك، إن "الفيروس يهرب من مسؤولي العراق".
"وباج الحياة" الذي تحدث عنه أبو حسين هو بطاقة "air doctor" التي تستخدم للحماية من الفيروسات والجراثيم وحتى الفطريات.
وتحتوي هذه البطاقة على غاز ثاني أكسيد الكلور الذي يلعب دوراً في تعقيم محيط الشخص وتُشكّل درعاً ضد الجراثيم والفيروسات والفطريات، وبالتالي تحمي الشخص من العدوى لأنها تقضي على الجراثيم والفيروسات التي تكون محيطة بالشخص.
إلا أن كل ما يُقال عن أهمية هذه البطاقة ليست مثبتة علمياً وإنما مجرد مزاعم لم تؤكدها أي دراسة بحثية أو علمية.
ويقول الصيدلاني في مدينة البصرة أحمد علي إن "هناك إقبالاً واسعاً على شراء الباجات الخاصة بتنقية الهواء في المدينة".
ويضيف أن "بعض الموطنين يسمونها باج الحياة"، مبيناً أن "أغلب المقبلين على شراء الباجات من الأثرياء وكبار موظفي الدولة".
وتعد البصرة من البؤرة الرئيسية لتفشي كورونا في العراق، إذ سجلت المحافظة ألف و511 إصابة مؤكدة بينها 25 وفاة و622 حالة شفاء، ولا يزال 864 مريضاً يتلقون العلاج.
وفي المجمل، سجل العراق 17 ألفاً و770 إصابة بينها 496 وفاة و6 آلاف و868 حالة شفاء، فيما يبلغ عدد الراقدين في المراكز الصحية 10 آلاف و406 بينهم 111 في العناية المركزة.
وتتزايد وتيرة الوفيات والإصابات بالعراق رغم اتخاذ السلطات إجراءات مشددة بينها حظر التجوال وإغلاق الأسواق ومنع إقامة التجمعات وغيرها.
وتثير الإصابات المتزايدة مخاوف الكثيرين من كيفية حماية أنفسهم. ويجد الفقراء أنفسهم عاجزين عن توفير وسائل الحماية من بينها "باجات الحياة".
وترى أم حسام، وهي موظفة حكومية، إن "بعض الموظفين الكبار بإمكانهم شراء هذه الباجات، أما المواطن أو الموظف البسيط فليس بمقدوره ذلك".
وتضيف، في حديثها لوكالة شفق نيوز، أن "المواطنين والموظفين، محدودي الدخل، يلجأون إلى الكمامات والمواد المعقمة لوقاية أنفسهم من الفيروس"، منوهة إلى أن "الإقبال يتزايد على الباجات نتيجة تزايد الإصابات".
ويعتقد الصحفي صفاء الفريجي أن "العوائل الفقيرة هي الأكثر ضرراً من كورونا، سواء من حيث الإصابات أو توفير قوتهم اليومي".
ويقول لوكالة شفق نيوز، إن "المسؤولين يشترون، من خارج البلاد، باجات السلامة والتنقية أو قلادات باهظة الثمن تحمل في داخلها اقراص، تحافظ على حياتهم من الفيروس".
وبحسب حديث الفريجي، فإن "هناك مسؤولين يرتدون الكمامات أمام شاشات الاعلام، أما خلف الجدران والكواليس فانهم لا يرتدونها لأن هناك قلادات غالية الثمن تحميهم من الفيروسات، وهذا الأمر لا يعرفه الكثير من العراقيين".