شفق نيوز/ عاش المصور الصحفي يوري كوزيريف في محيط الحرب العراقية، حيث عاش في بغداد منذ 2002 إلى 2009، ووثق الدخول الأمريكي للعراق، ونقل أحداث ليلة سقوط بغداد عام 2003، وتواجد في تكريت عندما عثرت القوات الأمريكية على صدام حسين في مخبأه تحت الأرض.
ذكرت مجلة "التايم" الأمريكية أن كوزيريف عمل في الخطوط الأمامية، وكان كأي عراقي ينمو بداخله كره ورفض التواجد الأمريكي في بلاده، وشهد المجاميع التي التحقت بالمقاتلين للقتال ضد القوات الأمريكية.
استطاع كوزيريف، بحسب المجلة، التقاط صور يوما بعد يوم لكل شيء يحدث في المنطقة، حيث تحول التمرد إلى حرب طائفية أهلية، فتسبب ذلك في زرع بذور التطرف وظهور الجماعات المتطرفة التي دمرت البلاد الآن، واستطاع بذلك المصور الصحفي أن يصبح شاهد عيان على ما حدث في العراق.
يستدعي كوزيريف ما حدث في إحدى ليالي ديمسبر 2003، عندما كان مع جماعة من المقاتلين الأمريكان بالقرب من مطار بغداد، فألقى عليهم متمردين قذائف الهاون، ويقول "كان الأمر جنوني وخطير، وانتشرت الجثث حولنا".
وبعد يوم أو يومين، ذهب لالتقاط صور لجماعة من المتمردين، فأدرك أنهم يخططون لشن هجوما على نفس المطار، فأصيب بصدمة كبيرة ويقول "أمر جنوني أن تكون فجأة مع العدو، وتراهم يستهدفون المطار، ولكن لا يوجد أي شيء استطيع فعله".
من بين الصور التي التقطها كوزيريف، كانت لمقاتل عراقي يحمل قاذفة صواريخ، ويغطي وجهه بوشاح، وتشير المجلة لمقابلة المصور لذلك المقاتل وجماعته أكثر من مرة، ولكنه في النهاية منعه من الاحتكاك أو الاختلاط بهم مرة أخرى، وأخبروه بأنهم لا يحتاجون تغطيته للأحداث.
ويتذكر أيضا عندما أخذت السلطات الأمريكية قرارا بحل الجيش العراقي في مايو 2003، يقول "كل الرجال فقدوا وظائفهم، لم يكن لديهم أي مستقبل، كانوا مرضى، بعضهم التحق بالمتمردين، والبعض الاخر انضم لتنظيم القاعدة، ثم داعش".
زار كوزيريف معسكر بوكا، السجن الأمريكي العسكري الكبير، في 2009، ويروي للمجلة كيف عاش حوالي 26 ألف مسجون بداخل المبني الذي يقع في الصحراء على بعد حوالي 340 ميل جنوب غرب بغداد، فكانوا يرتدون البذلات الصفراء، ويتلون القران ويصلون، ويتحدثون مع بعضهم البعض.
وتشير المجلة إلى أن معسكر بوكا معروف عنه الآن بأنه المكان الذي ولد فيه تنظيم داعش، فالعديد من سجنائه تولوا أعلى المناصب داخل التنظيم من بينهم زعيمه أبو بكر البغدادي، ويقول كوزيريف "كان خطأ كبيرا، ابقاء العراقيين في مكان واحد من أجل لا شيء".
يرى كوزيريف أن السنوات التي قضاها في العراق كانت تجربة مدهشة لها عواقب مروعة، عاد في شهر مايو إلى بلده، ثم سافر مرة أخرى برفقة مجلة التايم لكي يوثق المعركة الجديدة التي تشنها أوروبا ضد داعش، ويقول "الجهاديين يحرزون تقدما بطئيا، لسوء الحظ، ولا يوجد أي دليل على اصلاح المشاكل في وقت قريب".