شفق نيوز/ قبل عامين اخترق مسلحو داعش الخطوط الدفاعية لقوات البيشمركة الكوردية وأحكموا قبضتهم على قضاء سنجار في محافظة نينوى والذي تقطنه غالبية من الكورد الإيزيديين.
ولم يكن تمدد داعش نحو المناطق الكوردية هو المأساة بحد ذاتها، لكن الفاجعة تمثلت بتعرض أبناء أحد أقدم الديانات في المنطقة لأسوأ عملية إبادة جماعية على يد المسلحين المتشددين.
ويعتبر تنظيم داعش الايزيديين “كفارا من عبدة الشيطان”. وعند اجتياح سنجار في الثالث من آب/أغسطس 2014 ارتكب مجازر جماعية بحق الرجال وخطف النساء باعتبارهم “سبابا” للاستعباد الجنسي، فضلا عن خطف عشرات الأطفال للزج بهم في الحروب.
ويقول خيري بوزاني مدير المديرية العامة لشؤون الايزيدية التابعة لوزارة الأوقاف في حكومة إقليم كوردستان، إن عدد الايزيديين في العراق كان نحو 550,000 نسمة قبل اجتياح داعش لنواح وقرى شنجار التي يسميها الكورد شنكال.
وأضاف بوزاني، أن نحو 360,000 إيزيدي نزح من قضاء سنجار ومناطق أخرى عند اجتياح تنظيم داعش للمنطقة، فيما لقي 1293 ايزيديا مصرعه خلال فاجعة اجتياح داعش لسنجار.
وأوضح أن عدد الأطفال الذين تيتموا من الأب يبلغ 1759 طفلا، بينما يبلغ عدد الأطفال الذين تيتموا من الأم 407 طفلا. أما الأطفال الذين فقدوا كلا الأبوين فيبلغ عددهم 359 طفلا، في حين يبغ عدد الأطفال الذين لا يزال كلا والديهما بيد داعش 220 طفلا.
وأشار بوزاني في إطار سرده لأرقام الفاجعة، إلى أن عدد المقابر الجماعية المكتشفة في سنجار حتى الآن يبغ عددها 30 مقبرة. بينما فجر تنظيم داعش 44 مزارا ومرقدا لأبناء الديانة الايزيدية.
وقال بوزاني إن مسلحي تنظيم داعش اختطفوا عند اجتياح المنطقة 6413 إيزيديا، 3543 من الإناث، و2870 من الذكور.
أما من تمكن منهم من الفرار داعش خلال العامين الماضيين، فقد أوضح بوزاني أن 2652 شخصا من المختطفين تمكن من النجاة من داعش، مبينا أن 956 منهم من النساء، و328 من الرجال، و678 من الأطفال النساء، و690 من الأطفال الذكور.
ولفت إلى أن 3761 مختطفا ومختطفة لا يزالون في قبضة التنظيم المتشدد، 1909 منهم من الإناث، و1852 من الذكور.
وفي الذكرى الثانية للفاجعة قال تقرير للأمم المتحدة إن داعش يرتكب إبادة جماعية ضد الإيزيديين في سوريا والعراق، في مسعى لإفنائهم من خلال القتل والإستعباد الجنسي وجرائم أخرى.
وجاء في التقرير الذي استند إلى مقابلات مع عشرات الناجين أن مسلحي داعش ينتهكون في شكل منهجي الإيزيديين في العراق وسوريا، منذ آب/أغسطس عام 2014 سعياً لمحو هويتهم في إطار حملة، تحت تعريف الجرائم الواردة في ميثاق الإبادة الجماعية الموقع عام 1948.
وأكّد التقرير أن الإبادة الجماعية للإيزيديين مستمرة. وحدد في 40 صفحة في عنوان “جاؤوا ليدمروا” جرائم التنظيم، من خلال تحليل قانوني لنياته وأفعاله التي تهدف إلى محو الايزيديين.
وقال باولو بينهيرو، رئيس لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة إن “جرائم الإبادة الجماعية يجب أن تدفع إلى أفعال أكثر حزماً على المستوى السياسي، بما يشمل مجلس الأمن”.
وأكدت عضو اللجنة فيتيت مونتاربورن أنها حصلت على “معلومات مفصلة عن الأماكن والانتهاكات وأسماء الجناة”، وبدأت بتبادلها مع عدد من السلطات المحلية التي تقاضي المقاتلين الأجانب.
وسعى داعش إلى محو هوية الإيزيديين عبر إجبار الرجال على الاختيار بين اعتناق الإسلام أو الموت واغتصاب الفتيات ممن تزيد أعمارهن عن التسعة، وبيع النساء في سوق النخاسة، وتوجيه الصبيان إلى القتال في صفوفه، على ما أفاد التقرير الذي جاء فيه وجوب معاملة النساء على أنهن “سبايا” في سوق للعبيد في الرقة وحمص وأماكن أخرى وبيع بعضهن إلى عائلاتهن مرة أخرى مقابل مبالغ تراوح بين عشرة آلاف و40 ألف دولار بعد الأسر والإغتصاب المتكرر.
وأضاف أن “الإرهابيين بدأوا يقيمون مزادات لبيع العبيد على الإنترنت باستخدام تطبيق تلغراف مشفر لتوزيع صور الأسيرات الإيزيديات مع ذكر تفاصيل عن أعمارهن وحالتهن الإجتماعية وأسعارهن”.
وتابع “لم تتعرض أي جماعة دينية في المنطقة التي يسيطر عليها التنظيم في سوريا والعراق إلى الإفناء الذي عانى منه الإيزيديون”.
وتابع “إن مقياس الفظائع التي ارتكبت وطبيعتها العامة وحقيقة استهداف الضحايا عن عمد في شكل ممنهج لانتمائهم إلى جماعة معينة في مقابل استبعاد أفراد من جماعات أخرى عوامل تمكنت اللجنة من خلالها من استنتاج نية ارتكاب الإبادة الجماعية”.