2018-07-19 07:49:00

شفق نيوز/ ذهبت طفلة في مقتبل العمر ضحية خلافات وأطماع الكبار من أقاربها في حادثة قتل غريبة وشنيعة شهدتها محافظة بابل، وتكمن غرابة الحادثة في تعدّد المتهمين بالقتل واختلاف أسبابهم وذرائعهم التي دفعتهم لارتكاب هذه الجريمة.

في حي نادر أحدى ضواحي مدينة الحلة ذهبت الطفلة "رقية" إلى دار عم والدها في مشوار قصير إلا أنها لم تعد حتى بعد يومين.

شريط لاصق

التحقيقات جرت للبحث عن الطفلة في أماكنها المعتادة ودار عمّ والدها ولم يتم العثور عليها، أثناء ذلك استفسر الشرطة عن وجود شريط لاصق في سطح الدار المقصود، فأخبرهم ابن صاحب الدار (الطفل حارث) أن عمّ المجنى عليها (مرتضى) كان قد طلب منه شراء شريط لاصق وأعطاه المبلغ إلا أنه طلب منه عدم إخبار أي أحد.

لوحظ وجود رائحة غريبة تنبعث من داخل المنزل واستمروا في البحث عن مصدرها حتى وجدوا الجثة في مخزن المياه الثقيلة في دار عمّ والدها (فؤاد).

أثناء التحقيق مع (مرتضى) اعترف بأن المتهمين (هدى) وشقيقها (علاء) طلبوا منه إحضار الطفلة إلى دارهم ليقتلوها ويدسوها في مخزن المياه الثقيلة في دار عم والدها (فؤاد) كون الأخير طليق المتهمة (هدى) وبسبب الخلافات بينه وبين طليقته أرادت الأخيرة الانتقام عبر اتهامه بقتل الطفلة بوضع الجثة في داره.

وواصل (مرتضى) شقيق والداها، اعترافه عن الأسباب التي دفعته للقبول بجلب الطفلة وقتلها متذرعا بأن "والديها يسيئون معاملته وهو يعيش معهم في الدار نفسها فانتقاما منهم أراد أن تقتل ابنتهم، لذلك وافق على عرض (هدى) وشقيقها".

فلاش باك

بالعودة إلى تفاصيل الحادثة فأن عمّ الطفلة جلبها إلى دار المتهمين (هدى وعلاء) وإلى هنا اقتصرت مهمّته على المراقبة فقط خارج الدار.

المتهم علاء مع متهم آخر مفرقة قضيته تولّوا إنهاء عملية القتل بصورة بشعة، فكما يروي أحد المتهمين أمام المحكمة إن "علاء أعطاه مشروبا تعاطاه قبل تنفيذ عملية وصعدوا بالطفلة إلى سطح الدار جردوها من ملابسها ثم أدخل أحدهما أصبعه في فرجها ومارس الآخر فعل اللواطة معها".

يذكر المتهم أن الطفلة بدأت بالصراخ وفي محاولة لإسكاتها قام المتهم علاء بخنقها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة.

وضعوا الجثة في كيس طحين فارغ ثم نزلوا بها إلى هدى شقيقة المتهم وبدأوا بالتفكير في كيفية إيصالها إلى دار (طليقها) وهو عم والد الطفلة.

في الأثناء تأتي (زهور) والدة المتهمين لتسأل عمّا في الكيس فيخبروها أنها جثة الطفلة (رقية).

 

وتروي أوراق القضية التي حصلت عليها "القضاء" أن الأم بدأت بالصراخ والسب واللوم لكنها تقبلت الأمر الواقع في النهاية ليبدأوا بالبحث عن مخرج أو وسيلة لإيصال الجثة إلى دار (فؤاد) طليق ابنتها وعم والد الطفلة.

خطت المتهمة هدى بضع خطوات الى دار طليقها وهي تحمل الكيس إلا أنها سرعان ما تراجعت خشية من أن يروها، بعد ذلك ذهبت "الأم" معها حاملة الكيس برفقة المتهمين الآخرين و(مرتضى/ عم الطفلة) فدسوا الجثة من تحت الباب أثناء ما كان البيت فارغا لانشغال الجميع بالبحث عن الطفلة الغائبة.

تكفل مرتضى بفك الكيس وربط الجثة بشريط لاصق ثم رماها في مخزن المياه الثقيلة، لتنتهي حياة رقية وسط بحث والديها عنها بلا جدوى.

المحاكمة

إلى ذلك، نظرت الهيئة الأولى في محكمة جنايات بابل القضية وفي الدعوى التي تتعلق بالمتهم علاء ووالدته فقد وجدت أن الأدلة المتحصلة بحق المتهم هي أقوال المدعين بالحق الشخصي وشهادة المتهم الحدث المفرقة قضيته (مرتضى) وأقوال المخبر والتقرير الطبي التشريحي ومحضر الكشف عن محل الحادث اضافة الى اعتراف المتهم ، وجدتها أدلة كافية لإدانته.

ووجدت أن الاعتراف جاء مطابقا من حيث الزمان والمكان وطريقة التنفيذ لما ورد بالتقرير الطبي المتضمن وجود آثار لتكميم فتحتي الأنف والفم وأن غشاء البكارة ممزق من مدة حديثة وأن سبب الوفاة هو الاختناق إثر التعرض للخنق الرباطي واليدوي مع كسر عظم اللامي في الرقبة.

ولم تلتمس المحكمة عذرا لتخفيف العقوبة لبشاعة الجريمة لاسيما أنها طالت روح طفلة بريئة مع استعمال طرق وحشية لتنفيذ الجريمة.

محكمة جنايات بابل بهيئتها الأولى حكمت على المدان علاء بالإعدام شنقا حتى الموت استنادا لأحكام المادة 406 من قانون العقوبات العراقي عن جريمة قتل الطفلة رقية، فيما قضت حكما آخر على المدانة والدته بالحبس الشديد لمدة أربع سنوات استنادا لأحكام المادة 420 من قانون العقوبات العراقي عن جريمة إخفاء جثة المجنى عليها بعد قتلها بدوافع دنيئة واستعمال طرق وحشية.