شفق نيوز/ بالرغم من نفي الكرملين، أفاد مصدر عسكري دبلوماسي في موسكو بأن روسيا وسوريا والعراق وإيران قررت إنشاء مركز معلوماتي في بغداد يضم ممثلي هيئات أركان جيوش الدول الأربع.
وأشار المصدر إلى أن الوظائف الأساسية للمركز المذكور ستتلخص في جمع ومعالجة وتحليل معلومات عن الوضع في منطقة الشرق الأوسط في سياق محاربة تنظيم "الدولة الإسلامية"، مع توزيع هذه المعلومات إلى الجهات ذات الشأن وتسليمها إلى هيئات أركان القوات المسلحة للدول المشاركة في المركز.
وذكر المصدر نفسه أن إدارة المركز ستكون بالتناوب بين ضباط من روسيا وسوريا والعراق وإيران على أن لا تتجاوز فترة إدارة كل طرف ثلاثة أشهر. وخلال الأشهر الثلاثة الأولى، سيقوم الجانب العراقي بهذه المهمة وفقا لما تم الاتفاق عليه بين الدول الأربع.
وأعرب المصدر العسكري الدلبوماسي الروسي عن اعتقاده بأن إنشاء المركز المعلوماتي سيصبح خطوة مهمة طريق جمع جهود دول المنطقة في مواجهة الإرهاب الدولي وتنظيم "داعش" في المقام الأول.
وأضاف أن نجاح عمل المركز سيخلق في الأفق القريب ظروفا مواتية لتشكيل لجنة تنسيق على أساسه لضمان التخطيط العملياتي وإدارة قوات روسية وسورية وعراقية وإيرانية في محاربتها لـ"داعش".
خبير عسكري روسي: قرار إنشاء مركز معلوماتي في بغداد كان متوقعا
من جانبه، اعتبر ليونيد إيفاشوف، المدير السابق لقسم التعاون العسكري الدولي في وزارة الدفاع الروسية، أن قرار إنشاء مركز معلوماتي في بغداد جاء نتيجة لاتفاقات تم التوصل إليها بين الدول الأربع منذ زمن طويل.
وفي تصريح لوكالة "إنترفاكس" قال إيفاشوف إنه "كانت ثمة خطط لضمان تنسيق معين في إجراء عمليات عسكرية، وخاصة بين سوريا وروسيا وإيران، أما الآن فجرى توزيع الوظائف، الأمر الذي يسمح بالحديث عن إنشاء مركز للتخطيط العملياتي".
وأشار الخبير إلى أن دور روسيا وإيران سيتلخص في بلورة توصيات تخص خوض عمليات قتالية للدولتين المحاربتين هما العراق وسوريا. وذكر إيفاشوف أن مشاركة روسيا في عمل المركز لا تعد خرقا لأي معاهدات دولية.
وأردف الخبير العسكري الروسي قائلا: "يجب ألا نهتم أكثر من اللازم بموقف الأمريكيين. إن الحق في الدفاع الفردي والجماعي مسموح به وفقا لميثلاق الأمم المتحدة. والجميع يدركون أن الأمريكيين هم الذين يقفون وراء كل هذه الطبخة ضد سوريا والعراق، ومن المستبعد أن يساهموا (في عمل المركز) بأي شكل من الأشكال".
تشكيك روسي برغبة واشنطن الانضمام لمركز المعلومات في بغداد
ومن جانبه، قال فرانتس كلينتسيفيتش، نائب رئيس كتلة حزب "روسيا الموحدة" البرلمانية عضو لجنة الدوما (البرلمان) للدفاع، إنه ينظر إيجابيا إلى قرار إنشاء المركز المعلوماتي في بغداد وخصوصا أن التعاون فيه سيتم على مستوى الاستخبارات والوحدات الخاصة منها والتي تتعامل مع مثل هذه المشاكل.
وأضاف "اعتبر أن هذا الأمر عظيم لأن هذه الوحدات ستحصل على إمكانية الحصول على المعلومات وتبادلها والأهم من كل ذلك استخدامها على الشكل المناسب".
وعبر كلينتسيفيتش عن قلقه بشأن أن هذا المركز سيتشكل خارج دول التحالف الدولي الذي تترأسه الولايات المتحدة، حيث شكك بانضمام واشنطن إلى المركز مستقبلا بسبب "ارتباط للولايات المتحدة خطط أخرى، وأن ليس كل ما يتعلق بسوريا والسلطات الحالية هناك يلقى رضا لدى واشنطن، وأنها ستعمل كل شيء للإطاحة بالسلطات هناك".
يذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عرض في نهاية شهر يونيو/حزيران الماضي على قادة سوريا ودول المنطقة، ومن ضمنها تركيا والأردن والسعودية، تشكيل تحالف في الحرب ضد "داعش".
وأعربت روسيا مرارا عن استعدادها للمساهمة في إرساء حوار بين هذه الدول في حين تسعى الولايات المتحدة إلى رحيل الرئيس السوري بشار الأسد ولهذا فإنها تعترض على تقديم أي مساعدة لدمشق.
لكن روسيا دعت التحالف الدولي ضد "داعش" إلى التعاون مع السلطات السورية تحت إشراف الأمم المتحدة.
يذكر أن قناة "فوكس نيوز" الأمريكية قالت في وقت سابق من الجمعة نقلا عن معلومات من وكالات استخبارات غربية جاء فيها أن العسكريين الروس والسوريين والإيرانيين نظموا مركز تنسيق في بغداد في محاولة لبدء "التعاون مع الشيعة" (حسب "فوكس نيوز") في الحرب ضد تنظيم "داعش" الإرهابي.
وفي السياق ذاته، أكد وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري، خلال اجتماع لمجلس العلاقات الخارجية على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة أنه "لا يعلم" بوجود خبراء عسكريين روس في العراق للتنسيق مع القوات العراقية.
أما الرئيس الإيراني حسن روحاني الموجود في نيويورك لحضور جلسات الجمعية العمومية للأمم المتحدة، فنفى أن تكون إيران وروسيا جزءا من تحالف سيتصدى لتنظيم داعش الارهابي وغيره من الجماعات المتشددة. وقال الرئيس الإيراني "لا أرى تحالفا بين إيران وروسيا في القتال ضد الإرهاب في سوريا".