شفق نيوز/ تناول مراسل صحيفة "غارديان" في الشرق الأوسط بيثان ماكرنان أوضاع السجون في العراق، قائلاً إن صوراً كشفت الاكتظاظ "المهين" في مراكز الاحتجاز العراقية التي تضم آلاف الرجال والنساء والأطفال الذين يشتبه في صلتهم بتنظيم داعش.
وقالت منظمة "هيومان رايتس ووتش" إنها حصلت على صورٍ نادرة لظروف تعتبر أقل من معظم المعايير الدولية الأساسية في ثلاثة سجون بمحافظة نينوى، وقالت المنظمة إن هذا الوضع يمكن أن يؤدي إلى تطرف السجناء.
وأضاف الكاتب أن إحدى الصور الملتقطة من سجن تلكيف تظهر عشرات النساء والأطفال في زنزانة ضيقة جداً لا تظهر أرضيتها فيما الأمتعة والثياب معلقة على الجدار. وفي زنزانة صغيرة أخرى، بحر من المراهقين الذين أجبروا على النوم في وضع الجنين.
أوبئة وأمراض
وأشار إلى أن مراكز الاحتجاز ومراكز الشرطة والسجون في أنحاء العراق تغص بالموقوفين منذ عامين، تاريخ إعلان النصر على داعش.
وتسلمت "هيومان رايتس ووتش" ومنظمات إنسانية أخرى الكثير من التقارير عن تسبب الإكتظاظ في تفشي الأوبئة والأمراض ومشاكل صحية أخرى. وتوفي على الأقل أربعة أشخاص في السجن بينما بترت أرجل إثنين آخرين.
وتقول مديرة فرع "هيومان رايتس ووتش" في الشرق الأوسط لمى فقيه إن "القلق من الإكتظاظ لا يؤثر على الموقوفين فقط، وإنما على كامل المنشأة. على السلطات أن توفر ظروفاً في السجون لا تتسبب في مزيد من المآسي في المستقبل".
4500 سجين
ولفتت إلى أن مراكز الاحتجاز الثلاثة التي سمتها "هيومان رايس ووتش" هي تل كايف، وتسفيرات، والفيصلية. وتضم هذه المراكز الموقوفين الذين سيقدمون للمحاكمة، وكان من المفترض أن تستوعب 2500 شخص، لكن يوجد فيها الآن 4500 شخص، بينهم 1300 مثلوا أمام المحاكم، وصدرت ضدهم أحكام، وكان يفترض نقلهم إلى سجون أقل اكتظاظاً في بغداد.
اتهامات بالإرهاب
وأوضح الكاتب أن معظم المحتجزين متهمون بالإرهاب بموجب قانون مكافحة الإرهاب العراقي، لكن لا أحدٍ منهم يمكنه التواصل مع محامين، كما أن لا دلائل تدعم التهم الموجهة إليهم، وفق "هيومان رايتس ووتش".
وقال إنه إلى جانب القلق من ظروف الاحتجاز غير الإنسانية في مراكز الاحتجاز التي تسبق المحاكمات، فإن المنظمات التي تعنى بحقوق الإنسان، اتهمت في السلبق القوات العراقية بالتورط في إعدامات غير قانونية، وتعذيب رجال وأطفال يعتقد أنهم كانوا مقاتلين في صفوف داعش، وأن هذا السلوك قد يرقى إلى جرائم حرب.
المصالحة الوطنية
وقالت بلقيس ويلي الباحثة في مكتب "هيومان رايتس ووتش" في العراق: "طالما أن السياسة هي توقيف كل من يكون قد ساعد داعش، حتى ولو كان مجبراً على ذلك، أو حتى لو كان يعمل في الفريق الطبي أو الديني للتنظيم، فإن هذه المشكلة ستستمر. ولا يوجد نقاش حول المصالحة الوطنية أو أي استراتيجية بديلة".
وأشار الكاتب إلى أن مراكز الاعتقال التي يديرها الكورد في سوريا ليست أفضل حالاً للمشتبه في انتمائهم إلى داعش. وفي مخيم الهول يوجد 74 ألف محتجز، 65% منهم أولاد تحت سن الـ12.