شفق نيوز/ يستعد تنظيم داعش للدفاع عن مدينة الرمادي التي استولى على المجمع الحكومي فيها صباح الجمعة ثم استكمل السيطرة عليها الأحد.
ويأتي هذا التطور في ظل تجمع قوات الحشد الشعبي في الأجزاء الشرقية من المدينة استعدادا لاقتحامها في إطار مساندة القوات الامنية العراقية.
ويقول شهود من الرمادي إن عناصر داعش أقاموا حواجز دفاعية وزرعوا ألغاما بعد استكمال السيطرة على الرمادي.
وبينما يسعى داعش إلى تعزيز سيطرته على مدينة الرمادي، وصل آلاف من قوات الحشد الشعبي إلى قاعدة عسكرية قرب الرمادي استعدادا لبدء عملية عسكرية لاستعادتها، فيما وصف بـ "معركة الأنبار"، حسبما قالت التقارير وشهود عيان.
ونقل عن عدد من سكان الرمادي قولهم إن عناصر "داعش" يفتشون الدور بحثا عن أي مؤيدين للحكومة ويلقون بالجثث في نهر الفرات.
وتصف التقارير الواردة من المدينة شوارعها بأنها باتت مهجورة، بينما لا يخرج السكان من دورهم الا لفترات قصيرة للبحث عن طعام.
ونقلت وكالة أسوشييتيدبرس عن عدد من السكان قولهم إن المسلحين يداهمون مساكن رجال الشرطة ورجال العشائر الموالين للحكومة، كما احرقت ونهبت الدور والمصالح العائدة للموالين للحكومة.
وقال سعيد حماد الدليمي (37 عاما) وهو مدرس مازال موجودا في المدينة "استخدمت الدولة الإسلامية مكبرات الصوت لحث من لديهم أقارب في السجن على التجمع في المسجد الرئيسي بوسط المدينة لاستلامهم. رأيت رجالا يهرعون إلى المسجد لاستلام ذويهم السجناء."
وقال سامي عبيد (37 عاما) وهو صاحب مطعم في الرمادي إن تنظيم داعش وجد 30 امرأة و71 رجلا في مركز الاحتجاز. وكانت النيران أطلقت على أقدامهم لمنعهم من الفرار مع هروب محتجزيهم.
وقال شهود إن العلم الأسود لتنظيم داعش يرفرف الآن فوق المسجد الرئيسي بالرمادي والمكاتب الحكومية وغيرها من المباني البارزة في المدينة.
وقال جاسم محمد (49 عاما) والذي يملك محلا لبيع الملابس النسائية إن عضوا في التنظيم المتشدد أبلغه أنه ينبغي عليه من الآن فصاعدا بيع الأزياء الإسلامية فحسب.
وأضاف "اضطررت إلى إزالة تماثيل عرض الأزياء واستبدالها بوسائل أخرى لعرض الملابس. أخبرني بأنني يجب ألا أبيع الملابس الداخلية لأنه أمر محرم".
ووعد التنظيم المتشدد أيضا بتوفير الغذاء والدواء والأطباء قريبا.
وشاهد الدليمي عناصر من التنظيم يستخدمون روافع لإزالة جدران خرسانية من الشوارع وجرافات لإزالة حواجز رملية أقامتها قوات الأمن قبل فرارها.
وقال "أعتقد أنهم (داعش) يحاولون كسب تعاطف الناس في الرمادي ومنحهم لحظات من السلام والحرية.
"لكننا متأكدون أن هذا الوضع مؤقت ولن يستمر طويلا لأن الأسوأ لم يأت بعد وسينتهي بنا الأمر محاصرين وسط تبادل إطلاق النار عندما تبدأ الحكومة وقوات الحشد (الشعبي) هجومها لاستعادة الرمادي".
وفي وقت لاحق، أكد قائد شرطة الأنبار اللواء الركن كاظم الفهداوي أن القيادات الأمنية لديها قطاعات مدربة من الجيش والشرطة وجهاز مكافحة الإرهاب ومقاتلي العشائر من الأنبار إضافة إلى خطوط صد متكاملة في منطقة حصيبة الواقعة على مسافة 7 كيلومترات الى الشرق من الرمادي، مشيراً إلى أن حصيبة "ستكون نقطة انطلاق لعمليات عسكرية لاستعادة السيطرة على جميع مدن الأنبار".
ولكن العميد في الجيش العراقي علي المجيدي قال لوكالة فرانس برس إنه الهجوم لاسترداد الاراضي التي سقطت لن يبدأ قبل احتواء الهجمات المتواصلة التي يشنها مسلحو (داعش) شرقي الرمادي.
كما ذكر مصدر أمني في قيادة عمليات المنطقة الغربية أن 15 من عناصر تنظيم (داعش) قتلوا في ناحية البغدادي التي تبعد عن الرمادي بمسافة 90 كيلومترا الى الغرب في غارات جوية لطيران التحالف الدولي استهدفت نحو 40 منزلا يتخذ منها التنظيم مقرات له.
كانت طائرات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة قد كثفت هجماتها على مواقع التنظيم قرب الرمادي.
وكانت الرمادي قد سقطت في قبضة التنظيم المتطرف يوم الأحد الماضي. وحث رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قوات الحشد الشعبي على التحرك لمساندة القوات الحكومية "لتحرير أحياء الرمادي".
وحذرت الأمم المتحدة من وقوع كارثة انسانية بينما أخذ الآلاف من سكان الرمادي يفرون منها.
وتقول المنظمة الدولية إن نحو 25 ألفا من سكان الرمادي قد نزحوا عنها بالفعل في الأيام الأخيرة علاوة على الآلاف الذين نزحوا من المنطقة في السابق والذين ينام كثيرون منهم في العراء.
وتقول الأمم المتحدة إنها تحاول أن توفر متطلبات المعيشة للنازحين، ولكنها تشكو من شح الموارد المالية ونفاد مواد الاغاثة تقريبا.
ووصفت سيطرة التنظيم على المدينة بأنها أكبر انتكاسة للحكومة العراقية منذ سيطرته منتصف عام 2014 على مدينة الموصل.
وكان تنظيم الدولة قد تمكن من السيطرة على مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى، في أوائل عام 2014.
وقال متحدث باسم التحالف الدولي إن طائرات التحالف وجهت 19 ضربة جوية خلال الـ 72 ساعة الماضية في المنطقة بناء على طلب قوات الأمن العراقية.
ونقلت وكالة رويترز عن شهود عيان قولهم إنهم رأوا طابوا طويلا من السيارات المدرعة والشاحنات محملة بالآليات والصواريخ وتحمل أعلام كتائب حزب الله، أحد التشكيلات المسلحة المتجهة نحو قاعدة عسكرية قريبة من الرمادي.
ونقل عن متحدث باسم التشكيلات المسلحة قوله إن عمليات استطلاع وتخطيط تجري حاليا انتظارا "لمعركة الأنبار" القادمة.
وتعهدت الولايات المتحدة بمساعدة القوات العراقية على استعادة الرمادي من أيدي تنظيم "داعش".
غير أن متحدثا باسم وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" رفض الإشارة إلى توقيت حدوث ذلك. وقال إن قرار تحديد توقيت شن هجوم مضاد على تنظيم الدولة في الرمادي بيد الحكومة العراقية.