شفق نيوز/ جلال طالباني هو أول رئيس كوردي للعراق، انتخب سنة 2005 وأعيد انتخابه لولاية ثانية 2010، وهو مؤسس الاتحاد الوطني الكوردستاني وأمينه العام.
المولد والنشأة
ولد جلال الطالباني (وهو ابن الشيخ حسام الدين الطالباني شيخ الطريقة القادرية) يوم 12 نوفمبر/تشرين الثاني 1933 في قرية كلكان على سفح جبل كوسرت المطلة على بحيرة دوكان في محافظة السليمانية العراقية، ويعرف بين الكورد باسم مام جلال (العم جلال)، أطلقت عليه هذه التسمية منذ أن كان صغيرا.
الدراسة والتكوين
دخل كلية الحقوق في بغداد عام 1953 لكنه اضطر لترك الدراسة حينما كان في السنة الرابعة عام 1956 هربا من الاعتقال بسبب نشاطه في اتحاد الطلبة الكردستاني.
وفي يوليو/تموز 1958، وعقب الإطاحة بالملكية الهاشمية، عاد طالباني إلى كلية الحقوق وتابع -في الوقت نفسه- عمله صحفيا ومحررا لمجلتي خبات وكوردستان. وبعد تخرجه عام 1959 استدعي لتأدية الخدمة العسكرية في الجيش العراقي حيث خدم في وحدتي المدفعية والمدرعات، وكان قائدا لوحدة دبابات.
التجربة السياسية
أصبح عضوا في الحزب الديمقراطي الكردي عام 1947، وتميز بنشاطه وكفاءته في أداء الواجبات والمهمات الحزبية التي كان مكلفا بها، وعندما اندلعت الثورة الكوردية ضد حكومة عبد الكريم قاسم في سبتمبر/أيلول 1961 كان الطالباني مسؤولا عن جبهتي القتال في كركوك والسليمانية.
وفي منتصف الستينيات، تولى عددا من المهام الدبلوماسية التي مثل فيها القيادة الكوردية في اجتماعات في أوروبا والشرق الأوسط. وعندما انشق الحزب الديمقراطي الكوردستاني عام 1964 كان الطالباني عضوا في مجموعة المكتب السياسي التي انفصلت عن قيادة الملا مصطفى بارزاني.
وقد أدى انهيار الثورة الكوردية في مارس/آذار 1975 إلى أزمة كبيرة في كوردستان العراق. وأسس حينها مع مجموعة النشطاء الكورد الاتحاد الوطني الكردستاني.
وفي عام 1976 بدأ تنظيم المعارضة المسلحة داخل العراق. وخلال الثمانينيات قاد المعارضة الكوردية للحكومة العراقية من قواعد داخل العراق إلى أن قام صدام حسين بحملته العسكرية المسماة بالأنفال لسحق هذه المعارضة في 1988.
بعد ذلك سعى الطالباني إلى إيجاد تسوية تفاوضية للتغلب على المشاكل التي اجتاحت المنطقة الكوردية. وقد استفاد هو وزعيم الحزب الديمقراطي الكوردستاني مسعود بارزاني من خسارة الجيش العراقي في حرب الخليج الثانية عام 1991 بإقامة إقليم كوردي شبه مستقل في كوردستان العراق.
وبدأت حقبة جديدة في حياة الطالباني السياسية بعد حرب الخليج الثانية وانتفاضة الكورد ضد الحكومة العراقية. ومهّد إعلان التحالف الغربي عن منطقة حظر الطيران -شكلّت ملاذا للكورد- لبداية تقارب بين الحزب الديمقراطي الكوردستاني بزعامة مسعود بارزاني والاتحاد الوطني الكوردستاني بزعامة جلال طالباني.
ونظمت انتخابات في إقليم كوردستان العراق، وتشكلت عام 1992 إدارة مشتركة للحزبين. غير أن التوتر بين أقوى فصيلين سياسيين في كوردستان العراق أدى إلى مواجهة عسكرية بينهما عام 1996.
وبعد جهود أميركية حثيثة وتدخل بريطاني، ونتيجة اجتماعات عديدة بين وفود من الحزبين، وقع بارزاني وطالباني اتفاقية سلام في واشنطن عام 1998.
وبعد غزو العراق في مارس/آذار 2003، دخل طالباني وبارزاني العملية السياسية في العراق وشغلا مواقع قيادية بارزة تعززت إثر فوز تحالفهما الكوردستاني بالمرتبة الثانية بعد الائتلاف الشيعي في انتخابات 2005، حيث شغل طالباني منصب رئيس للعراق.
وقد انتخب البرلمان العراقي في نوفمبر/تشرين الثاني 2010 الطالباني -وهو مرشح ائتلاف الكتل الكوردستانية- رئيسا للعراق في ولاية ثانية بعد حصوله على غالبية الأصوات.
وعانى الطالباني منذ سنوات من مشاكل صحية، حيث أدخل إلى مدينة الحسين الطبية في الأردن في 25 فبراير/شباط 2007 بعد وعكة صحية أصابته، وأجريت له عملية جراحية للقلب في الولايات المتحدة في أغسطس/آب 2008، وفي نهاية عام 2012 غادر العراق للعلاج في ألمانيا من جلطة أصيب بها ودخل على إثرها في غيبوبة، ومكث هناك نحو عام ونصف حتى عاد للعراق في يوليو/تموز 2014. وكان يسافر دوريا لألمانيا لتلقي العلاج لحين توفي اليوم الثلاثاء.