شفق نيوز/ ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، أن فقدان داعش لأراض واسعة من سوريا والعراق، سيؤدي إلى حرمانه من عائدات مالية مهمة، مما يعني تراجع قدرته على استقطاب مقاتلين جدد.
وبحسب المصدر، فإن تنظيم داعش كان يسيطر في عام 2014 على مساحة تعادل بلجيكا، كما أمسك بزمام الأمور في منطقة يصل عدد سكانها إلى ثمانية ملايين نسمة، استفاد من أموالهم وأرهق كاهلهم بالضرائب للحصول على أبسط الخدمات.
وبما أن التنظيم خسر معقله في مدينة الموصل بالعراق قبل عدة أشهر، وأعلن عن اندحاره الكامل في عاصمته السورية بمدينة الرقة، فإن داعش قد يغير استراتيجيته ويلجأ إلى تنفيذ هجمات مباغتة بعدما كان مستقرا في رقعة جغرافية محددة.
ويقول الأستاذ والباحث في العلاقات الدولية بكلية لندن للاقتصاد، فواز جرجس، إن التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن نجح في تفكيك الإمبراطورية المالية لداعش، الأمر الذي أحدث عجزا لدى التنظيم عن تسديد رواتب مقاتليه أو تقديم أدنى الخدمات للمدنيين الخاضعين لسيطرته، بما في ذلك الغذاء.
وتبعا لذلك، فإن الهالة الكبيرة التي أحيط بها تنظيم داعش بعدما حقق انتصارات عسكرية مهمة في البداية، لم يعد من الممكن استعادتها، بحسب الباحث.
نضوب النفط وقيود المتعاطفين
وإلى جانب ما حصل عليه داعش عن طريق النهب وفرض الضرائب، جنى التنظيم مبالغ مهمة من بيع النفط، عقب سيطرته على حقول في سوريا والعراق، وتشير تقديرات الخزانة الأميركية إلى أنه حصل على 500 مليون دولار من "الذهب الأسود" في عام 2015 وحده.
ويؤكد مسؤولون أميركيون، أن أعمال الخطف وطلب الفدية شكلت بدورها مصدرا من مصادر الدخل لدى التنظيم الذي يوصف بالجماعة الإرهابية الأغنى في العالم.
ولأن داعش قد يفكر في مطالبة المتعاطفين معه خارج العراق وسوريا بالتبرع لفائدته في هذا الظرف الحرج، فقد استبقت واشنطن مع حلفائها الأمر، وشددت السلطات الأميركية إجراءات لوقف تمويل الإرهاب.
وتقول الصحيفة الأميركية إن الخسائر المذكورة ستجعل مهمة الاستقطاب معقدة في المستقبل، ذلك أن التنظيم المتشدد عمل في السنوات الماضية على تسويق صور محفزة، إذ قدم نفسه بمثابة سلطة صارمة لتحقيق الأمن، بل إنه روج لصور تقديمه عصيرا للأطفال في الشوارع.
ومما يصعب استقطاب داعش لمزيد من الأتباع بعدما جلب إلى صفوفه نحو 25 ألفا، تشديد تركيا إجراءات الأمن على حدودها الجنوبية مع سوريا بعدما كان المتطرفون يدخلون بكل سهولة في الماضي، كما أن الحكومات الغربية تحركت بدورها حتى تحول دون التحاق المزيد من المقاتلين بداعش، خشية أن يعودوا مؤهلين ومدربين لتنفيذ هجمات في الداخل.