شفق نيوز/ عامان من الأعمال التطوعية قضاهما الرجل الذي بلغ الـ 61 عاماً، والذي تميّز بأدائه الصامت.
حكيم العميدي.. الرجل الذي أنجز ما عجزت عن إتمامه الحكومة المحلية في محافظة بابل جنوب بغداد، بترميمه حُفر الشوارع العامة في المحافظة.
لم يطلب المساعدة من أي أحد، بل توقدّت فكرته بعد أن كان شاهداً على حادث مؤسف حصل بسبب حفرة عميقة وسط أحد الشوارع الرئيسية للمدينة.
القير والرمل كانا من أهم المواد المستخدمة لطمر الحفر في المحافظة.
خدمة أبناء محافظته كانت الغاية الأسمى التي دفعته بتعديل الشوارع، وبصورة طوعية، وقد شاركه تجار التراب والقير، بتسليمه المواد دون مقابل، للمشاركة في تقديم أفضل الخدمات الممكنة لمدينتهم.
وصف حكيم العمل التطوعي بأنه يمثل الهوية الوطنية لكل فرد، سواء كان شاباً أم شيخاً، لكن مع وجود البطالة والظروف الاقتصادية والمعيشية غير المستقرة، فهذه الأعمال قد تكون صعبة، لذلك أضحى الإقبال على مثل هذه الأعمال يقل شيئاً فشيئا، بحسب تعبيره.
ودعا العميدي الحكومة الاتحادية لتوفير الخدمات الأساسية اللازمة، وبنفس الوقت دعا الشباب للعمل على حل المشاكل بالاعتماد على أنفسهم.
آلام المفاصل والعمود الفقري أهم ما يعانيه حكيم العميدي، فهو بحاجة إلى السفر خارج البلاد من أجل العلاج، لكن فقدانه جواز سفره، بسبب تنقله بين المنازل المستأجرة حال دون ذلك. ورغم دفعه الغرامات المالية، إلا أن دائرة الجوازات العراقية إلى الآن لم تصدر له جوازاً بديلاً، مما دفع أبناءه لمناشدة وزارة الداخلية، لتسهيل عملية إصدار جواز والدهم، ليتم علاجه خارج العراق.
نظرة الحُب والاحترام.. هذا ما كسبه العميدي من خلال تعامله مع أقرانه من أبناء مدينته، الذين قد عرفوه من خلال أعماله التطوعية، كما تمنوا بأن يروه مسؤولاً في بلدية مدينتهم يوماً ما.