شفق نيوز/ بدأت حكومة اقليم كوردستان وبوتيرة متصاعدة بتشديد الاجراءات على المواقع الخاصة بالنوادي الليلية والاجتماعية وبخاصة من يقدم لزبائنه المشروبات الكحولية.
ويعتبر إقليم كوردستان وجهة مثالية للسياح وبخاصة في فصل الربيع والصيف، ومن العوامل المساعدة هو وجود اماكن خاصة توفر فيه المشروبات الكحولية وبعض النوادي الليلة، فضلا عن وجود ما يزيد على ٢٠٠ فندق سياحي من ضمنه أكثر من ١٠ فنادق خمس نجوم، وعدد كبير من المطاعم والكافتريات، والتي يقدم في اغلبها ذلك النوع من المشروبات.
إلا ان الازمة الاقتصادية الاخيرة والهجوم الكاسح الذي نفذه ارهابو داعش على محيط كوردستان حجم بشكل لافت الحركة السياحية في عموم كوردستان.
وبالنسبة لاربيل عاصمة اقليم كوردستان فتوجد مثلا مدينة عنكاوا ذات الاغلبية المسيحية، حيث تنتشر فيها الحانات والنوادي الليلة، منها المرخصة وغير المرخصة.
يقول مسؤول في هيئة سياحة كوردستان، لشفق نيوز، إن 13 محلا خاصا بالمشروبات الكحولية خارج ناحية عنكاوا مرخص فقط، مع وجود اماكن اخرى داخل المدينة غير مرخصة.
وكثيرا ما يشبه السياح وبعض الاهالي مدينة عنكاوا بلاس فيغاس الامريكية التي يتنشر فيها النوادي الصاخبة واماكن القمار والكحوليات.
إلا ان ذلك بدا واضحا بروز تيار معترض من اهالي الناحية وبعض رجالات الدين باربيل، حيث نظموا مؤخرا وقفة احتجاجية طالبوا فيها حكومة الاقليم باغلاق محال المساج والنوادي الليلة.
وقال ممثل محافظة اربيل ومسؤول اللجنة العليا لمتابعة الخروقات والتجاوزات بالمحافظة، هيرش حسين، لشفق نيوز، ان اللجنة باشرت بغلق العديد من محال المساج والقمار ومحال بيع المشروبات الكحولية وبأمر وزارة الداخلية، مبينا ان اللجنة تتضمن اعضاءً من الاسايش والشرطة والضربية.
إلا ان المسؤول في سياحة كوردستان يقول ان الموضوع اصبح خارج نطاق محافظة اربيل، وبدأت الحكومة باجراءات جادة للحد من الانتشار السريع لهذه الظاهرة.
ويعرف عن اهالي محافظة اربيل بالتحديد مجتمع محافظ، في وقت يمثل الاسلام الدین الرسمي لأغلبیة الکورد في کوردستان.
ويضيف المسؤول بسياحة كوردستان، لشفق نيوز، ان الحكومة بدأت باجراءات مشددة عن اندية النقابات باربيل في محاولة للحد من تقديم المشروبات الكحولية فيها. عدا ذلك انها تفرض مقابل كل رسم لافتتاح موقع للكحول 25 مليون دينار للسنة الاولى، مع تجديد 12 مليون دينار عراقي.
ويشير الى ان السبب الرئيس الذي دفع حكومة الاقليم بهذه الاجراءات هو اصرار رجال الدين بعدم تحول كوردستان بقعة منفتحة تنتشر فيها نواد ليلية واماكن تقديم المشروبات الكحولية.
ويقول ان الحكومة تقوم بمسايرة رجال الدين بهذه اجراءاتها بالرغم من انها تعي جيدا حجم تأثير تلك الاماكن على اقتصاد الاقليم.
وشهدت اغلب مدن اقليم كوردستان في 2011 احتجاجات قادها رجال دين وانتهت بتدمير اكثر من محل للمساج وبيع المشروبات الكحولية.
واسهب المسؤول بسياحة كوردستان لشفق نيوز، ان حجم المبيعات الخاصة بانواع المشروبات الكحولية وفق اخر احصاء كالتالي: 30% لمشروب ويسكي، 20% فودكا، 20% بيرة، 20 مشروبات متفرقة. اتجه مؤخرا وبسبب الازمة المالية نحو 90% للمشروبات من النوعيات الرخصية بينما فقط 10% مازالوا يهتمون بالمشروبات العالمية المرخصة.25% من الذي يشربون الكحوليات يرتادون حاليا النوادي الشعبية والنوادي الليلة المرخصة، مقابل 75% يقبعون بالمنازل او يفضلون الطرقات الخارجية.
وفيما يخص الازمة المالية التي ضربت كوردستان منذ سنتين ومدى تأثير ذلك على حركة بيع المشروبات الكحولية، يقول المسؤول، "مانسبته 20% فقط من حجم المبيعات شهدت تراجعا، اي ان الاتجاه الديني بهذا الخصوص لا تأثير له".
ويضيف ان الفئات العمرية التي ترتاد الاماكن الخاصة للكحوليات او تقوم بشرائها تتراوح ما بين 25-40 عاما. وحسب التعليمات والقوانين يمنع بيعها لمن لا يتجاوز 18 عاما.
وبالرغم من اربيل تعد عاصمة الاقليم واكثر الاماكن رغبة لرواد السياحة، الا ان محافظتي السليمانية ودهوك تعدان اكثر انفتاحا فيما يخص المشروبات الكحولية ومرتادي مواقعها، بحسب داود يوسف صاحب حانة بمدينة عنكاوا.
ويقول يوسف وهو مسيحي لشفق نيوز، ان اغلب رواد الحانات والنوادي الليلة من الرجال، واما العنصر النسوي قليل جدا، ولا يتعدى الاجانب او من خارج مدن كوردستان.
ويقول بهذا الصدد الخبير الاقتصادي مظهر علي لشفق نيوز، "على حكومة الاقليم ولتعويض الازمة الاقتصادية وانهيار اسعار النفط الاهتمام بتطوير النوادي الليلية وانشاء موقع خاص لمرتادي كونه استثمار لا ينضب".