شفق نيوز/ كشف تقرير استخباراتي، عن سلوكيات تنظيم داعش في المناطق التي يسيطر عليها في محافظة نينوى شمالي العراق، وعن مراكز قوته وضعفه وعن أوضاع أهالي تلك المناطق ونظرتهم للتنظيم.
ويدعو التقرير المبني على معلومات مصادر استخبارية دقيقة من داخل مدن المحافظة الى الأخذ بنظر الاعتبار ما ورد فيه في حال شن أي معركة لاستعادة هذه المدن من التنظيم لاحقا.
حزام نينوى .. مراكز القوة
يشير التقرير إلى أن مراكز قوة تنظيم داعش في محافظة نينوى تتمثل بمناطق حزام نينوى حيث أن التنظيم يكثف من وجوده فيها لجعلها خطوط دفاع فضلا عن أن هذه المناطق تضم حاضنة جيدة لداعش خلافا للمناطق الأخرى داخل المحافظة.
كما يصف التقرير مناطق قضاء تلعفر بأنها مناطق سكن أهالي مقاتلي التنظيم والتي تعتبر أيضا من مراكز قوته.
ويقول التقرير إن "التنظيم لا يستطيع السيطرة على مناطق مركز نينوى لأن اعداد الاهالي التي لا تؤيد التنظيم تشكل نسبة كبيرة جدا والتنظيم يعرف جيدا أنه مع تقدم القوات الامنية سيخسر اماكن كثيرة جدا منها في بداية المعركة وستتركه عناصر كثيرة لأن أغلبهم انضم الى التنظيم من اجل المال والسلطة".
ويصف التقرير هذا الأمر بأنه "نقطة ايجابية" ينبغي للقوات الامنية المحررة التركيز عليها.
ويضيف التقرير إن "هنالك من هو مؤمن بفكر التنظيم من العراقيين والمهاجرين وهؤلاء من سيظلون مع التنظيم وهم منتشرون في مناطق حزام نينوى والمكان الثاني هو قضاء تلعفر حيث مناطق تجمعهم هم وعوائلهم".
كما يصف التقرير الدواعش داخل نينوى "بالفزاعات" لكون أن سيطرتهم غير كاملة وهمهم الاكبر جمع الاموال وتصنيع الاسلحة وإرسالها الى مناطق صلاح الدين والانبار وحزام نينوى.
الخلاصة أن قوة داعش تكمن في حزام نينوى فقط وإذا ما خطط لنينوى بشكل صحيح فإن معركة نينوى ستنتهي إعلاميا لخوفهم الدواعش الكبير من اهالي نينوى أولا.
جنوب الموصل .. ثورة مؤجلة
يقول التقرير إن مناطق جنوب الموصل ستكون النواة لثورة لا تزال مؤجلة ضد تنظيم داعش بانتظار دخول القوات الأمنية إليها وتكثيف الضربات الجوية.
حيث يسلط التقرير الضوء على الممارسات العدوانية لعناصر داعش في هذه المناطق ،وما تشهده من ممارسات يصفها بالمستهترة لعناصر التنظيم تتمثل بالاعتقالات والتصفية الجسدية بناءً على عداوات شخصية في أغلب الأحيان.
ويصف التقرير مناطق ناحية القيارة وناحية حمام العليل وناحية الشورة وقرية صف التوث وقرية صفية وقرية الخفسان وقرى كثيرة أخرى بأنها مناطق "منكوبة" لكثرة الاغتيالات والتهجير ومصادرة الدور ومعاملة اهلها بشكل تعسفي.
أسوء تلك المناطق من حيث المعاملة هي مناطق ناحية الشورة وناحية حمام العليل وقرية قبر العبد حيث أن فيها اشخاصا مجرمين بمعنى الكلمة "كما يصفهم التقرير".
يشير التقرير إلى أن هذه المناطق لم يتم استهدافها جويا بشكل مكثف لكي تشكل عند الدواعش ردة فعل ،مبينا أن الدواعش يحقدون على أهالي هذه المناطق لأنهم يعرفون أن الأهالي ومع دخول اول قوة امنية سيثورون عليهم.
يشار إلى أن اغلب سكان مناطق جنوب الموصل هم من قبيلة الجبور وهم على عداء كبير جدا مع الدواعش.
التركيز على البسطاء
وفقا للتقرير فإن أغلب عناصر تنظيم داعش الذين يعتبرهم ركيزته الأساس هم من البسطاء من أهل القرى والذين يعتبرهم التنظيم غنيمة له وذلك "لقلة فهمهم وثقافتهم" كما يقول التقرير ما جعل التنظيم يستغلهم أبشع استغلال.
فالتنظيم وفقا للتقرير اذا قال لأحد من هؤلاء اقتل سوف يقتل وإن قال له اذبح سوف يذبح والتبرير دائما أن هذا من اجل نصرة الدين.
اما مركز نينوى وهي مدينة الموصل فعدد الذين يؤيدون داعش يشكلون نسبة قليلة وذلك لان اغلبهم لديه الدراية والثقافة ويميز الخطأ من الصواب كما يؤكد التقرير.
ويرجح التقرير أن تكون هذه المناطق أولى المناطق التي ستتهاوى عند دخول القوات الامنية بشكل سريع مع مناطق جنوب الموصل والسبب يعود لكون التنظيم قسى بشكل كبير على هذه المناطق وأهاليها باتوا مهيئين نفسيا بشكل كبير للتعاون مع القوات الأمنية والخلاص من التنظيم.
الاحتقان الشعبي وتراجع التأييد
يقول التقرير إن هالك حالة من الاحتقان الشعبي داخل مدن محافظة نينوى بسبب كثرة عمليات القتل والاعتقالات والاستفزاز للمواطنين فيها الذين ينتظرون الخلاص من هذا "المرض الخبيث" والخلاص من هؤلاء "المجرمين" ما أدى إلى تراجع تأييد الأهالي للتنظيم.
ويعامل التنظيم الأهالي معاملة سيئة تتمثل بقتل رجالات نينوى ونساءها ومثقفيها وصحفييها وكل شخص يتكلم عنهم بسوء فضلا عن قلة العمل والتدخل في شؤون الرجال والنساء والمضايقات للأهالي على الصغيرة والكبيرة وهذا ولد امتعاضا كبيرا من الاهالي ضد التنظيم الذين باتوا يعرفون التنظيم على حقيقته المتمثلة بالقتل والسلب والنهب.
حيث لم يبق للتنظيم اي تعريف لدى اهالي نينوى غير انه تنظيم دخل من اجل اجندات معينة تتلخص بتصفية رموز المدينة وسرقة اموالها وقتل ابنائها وإشعال الفتنة الطائفية التي يعيش عليها.
ويشدد التقرير على أن الحكومة المركزية في حال كسبت الاهالي فان داعش انتهى في نينوى لان بقاءه يكمن في تأييد الاهالي وهذا التأييد انتهى عند اغلب الاهالي وهم الاكثرية ،اما المؤيدون فهم فقط الذين لا يزالوا مستفيدين من وجود داعش وهم اعداد قليلة سيتركون التنظيم مع دخول القوات العراقية لكون أكثرهم كما يذكر التقرير يعمل مع التنظيم لمصالح شخصية ومادية ستنتهي مع دخول القوات الامنية.
الطائفية .. لضمان البقاء
يلعب التنظيم على وتر الطائفية لإبقاء أهالي مدن نينوى على جانبه لأطول فترة ممكنة وضمان ولائهم أمام القوات الأمنية في حال دخولها.
ويقل التقرير إن هناك امورا يلعب عليها داعش لكي يجعل الاهالي في صفه وهي الوتر الطائفي.
وينقل التقرير عن بعض الأهالي قولهم أن مقاتلي التنظيم حذروهم بأن الحشد الشعبي إذا دخل سينتقم منهم لأنهم ساندوا داعش ووقفوا معهم ضده وأنهم سيعرفون قيمة التنظيم وقتها.
يركز التنظيم وفقا للتقرير على وسائل الإعلام الداخلية لإظهار مقاطع مصورة عن كيفية قيام الحشد الشعبي بقتل رجال وهم يسألونهم عن الاسلحة ويقومون بقتلهم بعدها ومقاطع أخرى كثيرة عن ضرب الاهالي والرجال ليصوروا لأهل نينوى بان هذا مصيرهم أيضا.
ولا يخفي التقرير أن هنالك من بات يصدق بهذه الإدعاءات وأن هنالك من لا يزال حائرا وآخر يعرف أن الخلاص في دخول القوات الامنية.
ويدعو التقرير إلى أن تكون هذه المعلومات دافعا لطمأنة الأهالي بان القوات الامنية جميعا هي للتحرير وليس للانتقام لان الاهالي ينتظرون موقفا للحكومة يكون موقفا حازما من خلال دخول نينوى ودعم الاهالي والخلاص من التنظيم.
كما أن هناك من انتمى الى داعش من صغار السن ويريد الخلاص وإذا وجد فرصة للعفو سينقلب ضده لان هناك من انتمى من اجل الراتب الشهري والمميزات التي تمنح لعناصر التنظيم وهو غير مؤمن بفكر التنظيم كما ينقل التقرير عن بعض العناصر.
الوضع الاقتصادي .. التباين الكبير
يتميز الوضع الاقتصادي لأهالي المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش بانه متدهور بصورة كبيرة حيث قلت الأعمال بشكل كبير مع تراجع موازٍ للقدرة الشرائية للأهالي فضلا عن احتكار اغلب الاعمال الصناعية والتجارية من قبل عناصر التنظيم حصرا.
فمن يريد العمل وكسب المال تتوجب عليه مبايعة التنظيم ،وهذا ما ولد كرها وبغضا كبيرين لدى الاهالي كونهم ينظرون لوضع موالي التنظيم المادي الجيد جدا والى وضعهم الذي تدهور بشكل كبير وفقا للتقرير.
وبالمقابل لا يأبه الدواعش للوضع المعاشي الصعب للأهالي مما ولد حاجزا كبيرا بين الاهالي وعناصر داعش.