شفق نيوز/ أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تشرين الأول الماضي، مقتل زعيم داعش أبو بكر البغدادي في عملية نفذتها القوات الأميركية الخاصة في سوريا، معلنا بذلك انتهاء فصل آخر من فصول الحرب على الإرهاب في 2019.
وأطل ترامب في تغريدة على تويتر ليزف خبر انتظره ملايين الأشخاص، خاصة في سوريا والعراق، حيث كان التنظيم المتطرف يؤرق حياة الناس.
الرجل الذي تفنن أتباعه في توثيق تطرفهم بالصوت والصورة، وتمكن من "خلق" ذئاب منفردة في عدد من بلدان العالم، انتهى يطارده كلب داخل نفق قبل مقتله، وكُرم الكلب في البيت الأبيض على إنجازه.
وقال ترامب، في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض، إن البغدادي دخل إلى نفق ولاحقته الكلاب وكان يصرخ ويبكي خلال هروبه، مشيرا إلى أنه "مات كالكلب والجبان" مع "عدد كبير" من أنصاره.
مقتل أبو دجانة - القيادي مخطط المجازر في داعش
وقبل مقتل البغدادي، كان زعماء التنظيم يتساقطون واحدا تلو الآخر في هجمات للتحالف الدولي.
ولعل أبرز قيادي داعش القتلى كان أحمد العبيدي، الملقب أبو دجانة الزر. قتل في فبراير.
كان عنصر بارز في التنظيم وعرف بدمويته وعنفه، كما أنه كان المخطط للمجازر ضد السوريين.
ولم يعرف كيف قتل أبو دجانة، إلا أن الترجيحات تفيد بأنه قتل بنيران عناصر قوات سوريا الديمقراطية "قسد".
وفي الأيام الأولى من شهر ديسمبر الجاري، استخدمت القوات الأميركية صاروخ هيلفاير النادر والفتاك لاستهداف القيادي في حركة تحرير الشام أبو أحمد المهاجر.
ولم تستعمل القوات الأميركية هذا الصاروخ الذي يحتوي على 6 شفرات قابلة للطي بدلا من رأس حربي، إلا مرات قليلة.
وبحسب صحيفة "تليغراف" البريطانية، كان المهاجر مدربا في الأكاديمية العسكرية المركزية لـ"هيئة تحرير الشام" التي تصنفها الولايات المتحدة الأميركية منظمة إرهابية.
وبمقتله يكون التنظيم تلقى ضربة قاصمة تضعف جهوده لتنشئة متطرفين.
وللقاعدة نصيب
رغم أن داعش تصدر العناوين وبات مهيمنا على ساحة الإرهاب الدولي في 2019، ظلت تنظيمات أخرى تشكل تهديدا رغم تراجع تأثيرها.
وتلقى تنظيم القاعدة ضربة قوية بمقتل حمزة بن لادن في سبتمبر الماضي، في عملية لمكافحة الإرهاب نفذتها الولايات المتحدة في منطقة بين أفغانستان وباكستان.
ويعد حمزة، بالإضافة إلى كونه ابن زعيم القاعدة أسامة بن لادن، مسؤولا كبيرا في التنظيم.
وقال البيت الأبيض إن حمزة "كان مسؤولا عن التخطيط والتعامل مع باقي المجموعات الإرهابية"، واعتبر أن مقتله "يقوض قدرة القاعدة على إدارة عملياتها ويحرمها من مهارات قيادية، ورمزية والده".
وكانت وزارة الخارجية الأميركية كشفت أن حمزة حث في رسائل على الإنترنت، على شن هجمات ضد الولايات المتحدة وحلفاء غربيين.
2019 عام نقل المعركة ضد الإرهاب إلى الإنترنت
لعل أبرز ما ميز داعش عن باقي التنظيمات الإرهابية هو قدرته على استغلال الإنترنت في الدعاية لفكره المتطرف.
ولعب عناصر التنظيم لعبة القط والفأر مع أجهزة مكافحة الإرهاب العالمية، في العالم الافتراضي.
وفي 2018 تمكنت السلطات البلجيكية من إغلاق عدد من مواقع التنظيم على الإنترنت، لكن سرعان ما تمكن من استعادتها.
ووجهت الشرطة الأوروبية في نوفمبر الماضي، ضربة قاصمة لداعش على الإنترنت، بعد أن أغلقت عددا من الخوادم التي كان يستخدمها.
وتمكنت السلطات البلجيكية بتعاون مع الشرطة الأوروبية، من إغلاق خادم موقع وكالة أنباء "أعماق"؛ المنصة التي كان داعش يستخدمها لترويج جرائمه.
العقوبات... لتجفيف منابع تمويل التنظيمات الإرهابية
وفي 2019 بات جليا أن العمليات العسكرية لن تكون كافية ضد التنظيمات المتطرفة، طالما استمرت في الحصول على التمويل المالي للقيام بأنشطتها.
وبالتوازي مع العمليات الخاصة ضد قادة التنظيمات الإرهابية، شهد 2019 تشديد المراقبة على مصادر تمويل هذه التنظيمات.
وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على عدد من الجماعات الإرهابية من بينها داعش، وحماس، والقاعدة وحزب الله والحرس الثوري الإيراني.
وشملت العقوبات قياديين في هذه الحركات المتطرفة، كما شملت شركات ومكاتب صرافة ساعدت التنظيمات الإرهابية، ووفرت لها غطاء لتحويل الأموال والحصول على الدعم المالي.
وتأتي الخطوة، بحسب ما أعلنت واشنطن، من أجل تحديد هوية مرتكبي الإرهاب في جميع أنحاء العالم ومعاقبتهم وردعهم.
هل ينهي مقتل البغدادي خطر الإرهاب؟
تعتقد البلدان التي تشكل التحالف الدولي ضد الإرهاب، أن مقتل زعيم داعش لن ينهي الخطر الإرهابي.
وقال الجنرال كينيث ماكنزي قائد القيادة المركزية الأميركية، إن التنظيم الذي سيطر في وقت من الأوقات على ثلث سوريا والعراق المجاور ما زال يمثل خطرا.
ويجمع مراقبون على أن مقتل البغدادي يشكل نهاية مرحلة، لكن لا يزال الخطر قائما.