شفق نيوز/ تتوسع قاعدة المطالبين باعادة انتخاب رئيس الاقليم مسعود بارزاني لفترة رئاسية جديدة مع بقاء نحو شهر من انتهاء ولايته في 19 اب اغسطس المقبل.
ويرى الكثيرون ان بارزاني هو الانسب لقيادة الاقليم في ظل ظروف صعبة للغاية تعيشها كوردستان، حيث الحرب ضد تنظيم داعش والازمة الاقتصادية والخلافات المتفاقمة مع الحكومة الاتحادية في بغداد.
ويقول النائب السابق في مجلس النواب العراقي محما خليل، ان الخلافات السياسية التي برزت مؤخرا على سطح المشهد الكوردي حول مسالة منصب رئاسة اقليم كوردستان تعد مؤشرا صحيا على الممارسة الديمقراطية والسياسية في الاقليم، عادا اياها امرا طبيعيا في ظل وجود اكثر من قطب سياسي وحزبي في الاقليم.
واستدرك في تصريح مكتوب ورد لشفق نيوز ان "ما يهمنا هنا وبالدرجة الاساس هو الحرص على وحدة الصف في البيت الكوردي من اجل الحفاظ على المكتسبات والانجازات التي تحققت من خلال الاستقرار السياسي والامني والاقتصادي لاقليم كوردستان، وايضا للحفاظ على المكتسبات والحقوق الدستورية للشعب الكوردي في الحكومة الاتحادية".
واضاف خليل، وهو سياسي كوردي ايزيدي، ان "الخلافات السياسية الاخيرة تثير مخاوف كثيرة لكل الاطراف المعنية في المنطقة والتي قد تؤدي الى التجاوز على حقوق الشعب الكوردي في بغداد وتمثيلهم فيها".
واكد خليل ان "وحدة الصف الكوردي ضرورة تاريخية مهمة جدا في هذه المرحلة لاستقرار اقليم ملتهب، وللحفاظ على العلاقات الدولية ولانجاح الديمقراطية في المنطقة".
وشدد على ان "وحدة الصف الكوردي لا تقل اهمية على استمرار بقاء مسعود بارزاني في دفة القيادة لحساسية المرحلة، ولانه يحظى بقبول محلي واقليمي ودولي بفضل شبكة العلاقات التي رعاها وحرص على بنائها طوال الفترة الماضية من سني حكمه".
وعد خليل، ان بارزاني "صمام امان للديمقراطية، فضلا عن جهوده في توفير ملاذ امن لكل العراقيين، وخاصة الاقليات الدينية".
وتابع ان المكون الديني الايزيدي يناشد الاحزاب السياسية الكوردستانية ان تتحمل مسؤوليتها التاريخية ازاء تضحيات ودماء الپيشمرگة وكارثة سنجار ومآساة كوباني.
ورأى خليل ان عدم الاستقرار وعدم التوافق سيخلق مزيدا من المخاوف ويهدد بافراغ المنطقة من الاقليات ويدفعهم نحو الهجرة خارج العراق، مضيفا الى انه سيقود الى عدم تحقيق المطالب بعودة النازحين الى مناطقهم وعد ما اصاب الاهالي في سنجار بمثابة جريمة جينوسايد، وتعويض النازحين معنويا وماديا بالتزامن مع العودة الى مناطقهم.
ولفت الى ان كل هذه الاحداث تلوح في الافق ما لم يتحقق التوافق الكوردي الكوردي وتشرذم الصف الرصين في هذه اللحظات التاريخية التي تمر بها المنطقة.
وناشد خليل باسم شهداء كارثة سنجار الاطراف الكوردية ان يجنحوا الى التوافق وبذل الجهود وتقديم التنازلات من اجل وحدة الصف والابتعاد عن الفرقة، بغية تحقيق اقليم مستقر ومزدهر تسود فيه حقوق الانسان والمفاهيم الديمقراطية وتكافؤ الفرص للجميع وتحقيق العدالة الاجتماعية لمختلف مكونات الشعب الكوردستاني.
وتابع ان المكون الايزيدي يرى ان بقاء بارزاني بمنصبه بمثابة رسالة اطمئنان ايجابية، و"نعرف ان حقوقنا مصانة ونستقر باحضان الوطن"، لافتا الى ان عكس ذلك "سيبعث فينا الريبة والقلق لحساسية المرحلة ولكثرة المؤامرات على البيت الكوردي".
وقدمت احزاب كوردتحركت الاحزاب الكوردية في داخل البرلمان الكوردي ت
وتدور في الاروقة السياسية منذ فترة مناقشات حول امكانية او عدم امكانية تجديد ولاية رئيس الاقليم التي ستنتهي في 19 اب من العام الجاري.
وتولى بارزاني رئاسة الاقليم في عام 2005 واختير داخل البرلمان وبعدها في انتخابات مباشرة جرت عام 2009 وحصل على 69% من اصوات الناخبين، وفي عام 2013 وبعد انتهاء ولايته تم تجديدها لمدة عامين بعد ان حدثت خلافات بين الاحزاب الكوردستانية حول اجراء استفتاء على مشروع دستور الاقليم.
وكان الاتحاد الوطني الكوردستاني وافق قبل عامين على تجديد ولاية رئيس الاقليم امام مطالب حزب الديمقراطي الكوردستاني على ان يوافق الديمقراطي بدوره على اجراء بعض التعديلات على مشروع دستور الاقليم، لكن لم يجر لغاية الان اي تعديل على هذا المشروع ومازالت الخلافات مستمرة حوله بين الاطراف السياسية.
واجرى الحزب الديمقراطي الكوردستان في الاسابيع الاخيرة مفاوضات مع الاحزاب الاخرى لكنه لم يتوصل الى نتائج ملموسة لتبقى الازمة قائمة في الاقليم.
ويعتبر مراقبون ان الازمة تشكل تهديدا للاقليم في ظل الظروف القائمة وهو ما ولد قناعة لدى الكثيرين بضرورة اعادة انتخاب بارزاني لولاية ثالثة لحين توصل الاطراف الكردية الى توافق بشأن دستور الاقليم ومعه نظام الحكم.
وفي استفتاء جار على موقع شفق نيوز أيد غالبية المشاركين اعادة انتخاب بارزاني مرة اخرى رئيسا لاقليم كوردستان.
واجاب 22,606 مشاركا في التصويت اي بنسبة 69 في المئة بنعم على سؤال التصويت ومفاده هلي تؤيد اعادة انتخاب بارزاني رئيسا للاقليم، بينما صوت 10,063 مشاركا بنسبة 31 في المئة بكلا.
كما اظهر استفتاء اجراه موقع ايلاف بان غالبية المشاركين فيه رأت ان الحل الانسب للأزمة السياسية في اقليم كوردستان العراق يكمن في إعادة انتخاب بارزاني لولاية ثالثة.
وشارك في استفتاء الموقع الأسبوعي الذي طرح على القراء السؤال التالي: "ما الحل الانسب للأزمة السياسية في أقليم كردستان العراق؟" 4410 قارئا اختار كل مستفت منهم أحد الخيارات التالية: اعلان الاستقلال.. تجديد ولاية بارزاني.. تحويل النظام الرئاسي إلى برلماني.
واختار حل التجديد لبارزاني في رئاسة الاقليم 1553 قارئا بلغت نسبتهم 38% من مجموع المستفتين، ويبدو أن دافعهم لاختيار هذا الحل عدم وجود منافس قوي له وللظروف الصعبة التي تتحدى الاقليم حاليا في مجالي مواجهة تنظيم "داعش" الرابض على تخوم الاقليم ومحاولات انهاء الأزمة الاقتصادية مع الحكومة المركزية فيما يتعلق بايقافها لمرتبات موظفي كردستان ورفضها تسويق الاقليم لنفطه منفردا.
وربما كان الدافع لهذا الخيار أيضا هو عدم إصرار بارزاني على التجديد لولايته وتعامله مع هذه القضية بروح المسؤولية حيث دعا اواخر الشهر الماضي إلى توافق وطني حول التمديد او التجديد لولايته من عدمه والابتعاد عن المصالح الحزبية الضيقة ومراعاة المصالح الوطنية العليا والظرف الاستثنائي والحساس الذي يمر به الاقليم.
وقال "اننا نحتاج بهذه الفترة لوحدة الصف والاتفاق والتوافق اكثر من اي وقت مضى وقد قمت بدوري بما يمليه علي القانون ويقع على عاتق الجميع ان يتوصلوا لحل حول هذه المسالة حتى تاريخ العشرين من آب (أغسطس) المقبل ويستطيعون التوصل لحل عن طريق التوافق وان لم تتوصل الاحزاب السياسية إلى حل عن طريق التوافق ساعلن في حينها عن موقفي".
وفي هذا الاطار أشار مصدر كردي تحدث مع إيلاف حول هذا الموضوع إلى أنه "لظروف الاقليم الحساسة حاليا وهو يواجه خطر داعش والخلافات مع بغداد.. فأنه لابد للقوى الكوردية ان تتجمع وتصل إلى حل موحد حول جميع هذه المسائل وبشكل يصب في مصلحة التجديد او التمديد لولاية بارزاني في رئاسة الاقليم.. وترحيل الأزمة الرئاسية إلى مابعد انتهاء هذه الظروف الطارئة".
ولصالح خيار اعلان استقلال اقليم كوردستان لحل الأزمة السياسية فقد صوت 1288 قارئا بلغت نسبتهم 31 بالمائة من مجموع المشاركين في الاستفتاء.
وفي آخر تصريح له خلال تفقده مواقع قوات البيشمركة الكوردية على جبهات أربيل والموصل السبت الماضي فقد هدد بارزاني قائلا "أن الكورد أمام خياري الاستقلال أو الخضوع".. منوها أنهم لن يختاروا الخضوع بأي شكل من الأشكال ويفضلون الاستقلال.
وأضاف "أن نضال أمتنا على مر التاريخ لم يكن من أجل بقاء الكورد تحت نير الخضوع فلم نقدم الشهداء كي نبقى تحت إمرة أحد".
ولخيار تحويل النظام السياسي في اقليم كوردستاني من الرئاسي حاليا إلى النظام البرلماني فقد صوت 1269 قارئا وهو الاقل بين عدد المجموعات الثلاث فشكلت نسبته 31 % من مجموع عدد المشاركين في استفتاء إيلاف.
وقدم الاتحاد الوطني الكوردستاني وحركة التغيير والاحزاب الاسلامية مشاريع قوانين تحدد صلاحية رئيس الاقليم ونائبه مع سعيها لتحويل نظام الحكم في كوردستان من رئاسي إلى برلماني.
لكن الحزب الديمقراطي رفض المشاريع المقدمة واقترح تمديد ولاية بارزاني وهو زعيم الحزب اربع سنوات اخرى لنهاية عمر برلمان الاقليم للخروج من الازمة.