2020-05-13 10:00:49

شفق نيوز/ يشكو الكورد والتركمان في كركوك من "التهميش والإقصاء" فيما يتعلق بتوزيع المناصب الادارية في المحافظة "رغم استحقاقهم السكاني"، متهمين المكون العربي بـ"الهيمنة الواضحة" على المؤسسات التنفيذية في المحافظة الغنية بالنفط، في حين اشار عضو عربي في مجلس المحافظة الى أن تغييرات المناصب بعد احداث 2017 كانت "مؤذية للعرب أكثر من غيرهم" كونها اعتمدت على "مصالح شخصية وفئوية“.

إلا ان المحافظ وكالة راكان الجبوري وهو من القومية العربية نفى ذلك وطالب عبر وكالة شفق نيوز بدليل لإثبات التهم الموجهة اليه.

واقتحمت القوات الامنية العراقية مدعومة بالحشد الشعبي محافظة كركوك، يوم 16 أكتوبر/تشرين الأول 2017، إبان حكومة رئيس الوزراء الاسبق حيدر العبادي،  وذلك بعد انسحاب قوات البيشمركة منها، وادت تلك الاحداث الى تغييرات سياسية وادارية واسعة في المحافظة، بينها اقالة المحافظ السابق.

وطبقت السلطات العراقية جملة اجراءات وُصفت بـ"العقابية" ضد الكورد في كركوك ومناطق النزاع بين بغداد واربيل، عقب استفتاء الاستقلال في ٢٠١٧، وتضمنت تلك الاجراءات ابعاد مسؤولين كورد عن مناصبهم واقالة ضباط واحالتهم على التقاعد فضلا عن اصدار مذكرات اعتقال بحق اخرين.

اقصاء المديرين الكورد

يقول عضو مجلس محافظة كركوك السابق عن الاتحاد الوطني الكوردستاني، جمال شكور لـوكالة شفق نيوز، إنالمحافظة شهدت بعد احداث تشرين الاول/ اكتوبر 2017 حملة اقصاء للكورد في كثير من المناصب بعيدا عن استحقاقهم الانتخابي والسكاني والتوازن الاداري المفقود حالياً"، مشيرا الى  "اقصاء كثير من المديرين الكورد من مناصبهم  وتوزيعها لمصلحة مكون واحد هو المكون العربي على حساب المكونين الكوردي وحتى التركماني".

ويرى شكور ان "نسبة التمثيل الكوردي في مؤسسات كركوك لا تتجاوز 30% ، كما أن التعيينات للكورد لم تتخط 15%"، لافتا الى ان "النظام السابق حرم المواطنين الكورد من التعيينات في كركوك  الا من غيّر قوميته".

ويؤكد عضو مجلس المحافظة عن الوطني الكوردستاني، على ضرورة "متبنيات المكون الكوردي في احلال التعايش السلمي بين جميع المكونات بعيدا عن الهيمنة القومية والصراعات التي تضر بوحدة كركوك ومكوناتها".

 

التركمان: الجبوري ينفذ عمليات استبدال للمديرين

بدوره ذكر عضو مجلس كركوك سابقا، والقيادي التركماني قاسم حمزة البياتي لوكالة شفق نيوز إن "المكون التركماني لا يتجاوز تمثيله في السلطة الادارية لكركوك 20%، في حين تجاوز التمثيل العربي 32% بعد عمليات استبدال المديرين"، متهما المحافظ الحالي راكان سعيد الجبوري "بتنفيذ عمليات الاستبدال تلك".

ويشير البياتي الى أن "قسما من الدوائر منحت للعرب على حساب الكورد،  فيما لم يحصل التركمان على استحقاقهم السكاني والسياسي في ادارة كركوك بعد حل مجالس المحافظات اواخر العام الماضي"، داعيا الى "معالجة جادة لملف التوازن الاداري في المحافظة ونبذ مخلفات الفترات السابقة والعمل على بناء منظمة ادارية قوية في كركوك تضمن لجميع المكونات حقوقها".

 

عرب كركوك: المناصب لم تنفعنا

من جانبها عدت عضو مجلس كركوك عن المكون العربي، رملة العبيدي، أن "تغيير بعض المناصب  كان بعيدا عن أي منفعة للعرب", مبينة في حديثها لـوكالة شفق نيوز، أن الاختيارات للمديرين جرت بحسب المصالح الشخصية والفئوية".

وترى العبيدي، أن "نتائج تغيير المديرين" في اشارة للمكون العربي، "لم تكن مناسبة وبعيدة عن الطموح ونتائجها كانت مؤذية للمكون العربي اكثر من غيره"، كاشفة أن "التفاوض بين المكونات بعد احداث تشرين الاول 2017 لتحقيق التوازن الاداري بحسب النسب السكانية كان جزئيا، ولم يحقق طموح أي مكون واستحقاقه".

وترفض الحديث عن "تفرد العرب بالمناصب على حساب المكونات الاخرى"، معتبرة أن "اغلب التغييرات الادارية في كركوك جرت خارج معايير الشخص المناسب في المكان المناسب، ولم تجلب لنا الكفوئين والمهنيين الا بنسب قليلة".

وبحسب مراقبين فأن الاحداث التي شهدتها محافظة كركوك بعد الاستفتاء على استقلال كوردستان عام 2017، ادت الى تغييرات ادارية كبيرة في عموم المؤسسات، تسببت بتعطيل مجلس المحافظة والسلطة التشريعية، ولم تحسم المشكلات العالقة في المحافظة حتى الان.

بدوره نفى محافظ كركوك راكان سعيد الجبوري الاتهامات الموجهة له بتهميش الكورد والتركمان بالقول"الارقام افضل من الادعاءات  ومن لديه أي اتهامات لنا فليثبتهامؤكدا ان المكون الكوردي لازال المهيمن على اغلب الدوائر وخاصة الاساسية“.

واضاف لوكالة شفق نيوز" الحديث عن تعيين اقاربي أو المقربين لي في المناصب لا اساس له من الصحة وابواب الدوائر والمؤسسات مفتوحة لدحض الاتهامات“.