شفق نيوز/ كشف الجنرال الأميركي، مايك ناغاتا، أن آلاف المقاتلين من تنظيم داعش الإرهابي هربوا من المناطق التي خسرها التنظيم في سوريا والعراق، وهم الآن متسترون في المناطق التي لجؤوا إليها.
وحذّر الجنرال الأميركي من أن هؤلاء المقاتلين يمكن أن يعودوا ويشكّلوا خطراً جديداً يشبه تماماً خطر داعش.
وأكد الجنرال ناغاتا أن عدد مقاتلي داعش وصل إلى 40 ألفاً خلال مرحلة سيطرة التنظيم على أجزاء واسعة من سوريا والعراق، إلا أن الآلاف قتلوا خلال المعارك، لكن ما زالت هناك جيوب للتنظيم في سوريا والعراق، ويجب القضاء عليها وإنهاء المهمة.
وأشار الجنرال بوضوح إلى أن ما حدث في العراق في ظل تنظيم القاعدة، عاد ونشأ بطريقة مختلفة على يد تنظيم داعش، ومن الممكن جداً أن يظهر تنظيم جديد كما حدث من قبل.
منع العودة
ويشغل الجنرال ناغاتا الآن منصب مدير التخطيط الاستراتيجي في مركز مكافحة الإرهاب، وكان حديثه أثناء محاضرة له بمعهد واشنطن للشرق الأدنى، ووجّه هذه التحذيرات من عودة تنظيم داعش خلال إجابته على سؤال حول ما يحدث لو انسحبت القوات الأميركية من سوريا الآن.
وأجاب الجنرال ناغاتا على السؤال بطريقة غير مباشرة، وشدد على ضرورة أن يقوم طرف من الأطراف بتثبيت الأوضاع على الأرض بما يمنع عودة داعش أو أي تنظيم آخر.
وأشار إلى أن الطرف الوحيد المؤهّل للقيام بهذا الدور هو الولايات المتحدة، لكن الجنرال الأميركي لم يخض في قضية سحب القوات بشكل مباشر، خصوصاً أن ذلك يحتاج إلى قرار من الرئيس الأميركي.
إلى ذلك، تحدث الجنرال الأميركي عن استراتيجية بلاده لمكافحة الإرهاب.
وأشار الجنرال إلى استراتيجية متعددة الأوجه، تشمل محاربة دعاية الإرهاب، والتعاون مع القيادات الاجتماعية على الأرض للمساعدة في تهديد مصادر الخطر، إضافة إلى قطع التمويل عن التنظيمات الإرهابية.
قتل الإرهابيين لا يكفي
ما يلفت الانتباه هو أن الجنرال ناغاتا الذي بذل عقوداً في مكافحة الإرهاب، أشار إلى أن أحد أساليب مكافحة التنظيمات الإرهابية إن كانت القاعدة أو داعش أو غيرها، هو قتل قيادات هذه التنظيمات، والقضاء على المتطوعين في صفوفها، لكنه شدّد على أن قتل الإرهابيين وحده لا يكفي، وأن من الصحيح القول إن الجهود منعت وقوع هجوم مماثل لهجوم الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001، لكن الإرهاب يثبت أنه يقاوم للبقاء.
ودعا الجنرال ناغاتا إلى مزيد من التمويل لبرامج مكافحة الإرهاب، وإلى حوار أكثر لمساعدة المجموعات السكانية في الولايات المتحدة وخارجها، وذلك لأنها تستطيع أن تكتشف المخاطر في صفوفها.
كما دعا إلى تطوير أساليب مواجهة فكر التطرف في الفضاء الإلكتروني الذي تستغله التنظيمات الإرهابية لنشر فكرها. وأشار إلى ضرورة منع التمويل عن هذه التنظيمات، ومنع سفر المنتسبين إليها بين الدول.
وكان من اللافت أيضاً أن الجنرال الأميركي شكّك في صوابية أي استراتيجية لمكافحة الإرهاب، ودعا إلى أن تكون المقاربة الأميركية لمكافحة هذه الظاهرة "تجريبية" لأن لا أحد يملك خطة أكيدة للوصول إلى نصر استراتيجي على الإرهاب.