شفق نيوز/ اقتحمت القوات العراقية صباح اليوم الإثنين 30 أيار/مايو مدينة الفلوجة، التي توجد تحت سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية"- داعش، منذ أكثر من عام ونصف، وتعمل القوات العراقية على التقدم خطوة بخطوة مع حرصها على سلامة آلاف المدنيين الذين لا يزالون عالقون داخل المدينة.
ولم تواجه القوات العراقية حتى الآن أي مقاومة من قبل مقاتلي التنظيم، وفق ما قاله الصحافي العراقي عصام سادة الذي يرافق القوات العراقية، في تصريح لفرانس24. وأكد سادة أن القوات العراقية في تقدمها بالمدينة تحاول أن تتجنب وقوع ضحايا في أوساط المدنيين.
وقال سادة إن تنظيم "الدولة الإسلامية" يسعى لاستخدام المدنيين كدروع بشرية، موضحا أن عدم تقدم القوات العراقية نحو شمال المدينة كان بهدف حماية أرواح المدنيين، كما تحاول توفير ممرات آمنة لها للخروج من المدينة.
ومعركة الحسم ضد التنظيم لتحرير المدينة بأكملها لم تتم بعد، ويمكن القول إن القوات العراقية تقدمت بنحو 6 بالمئة داخل المدينة، وفق سادة، والساعات القادمة يمكن أن تحقق تقدما أكبر على مستويات أخرى من المدينة.
وتعي القوات العراقية أنها ستلاقي مواجهة عنيفة من قبل عناصر التنظيم أثناء تقدمها. وأكد سادة أن أهمية تحرير مدينة الفلوجة "تكمن اليوم في الحفاظ على سلامة المدنيين". وكانت الأمم المتحدة أعربت عن قلقها حيال مصير المدنيين في الفلوجة، وقدر عدد العالقين بنحو 50 ألف شخص.
مكانة الفلوجة ورمزيتها
وقال وسيم نصر، صحافي بفرانس24 متخصص في الحركات الجهادية، إنه "كثر الكلام حول الموصل والرقة، ولم تحظ الفلوجة باهتمام الإعلام رغم أنها أول مدينة دخلها وسيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية" في يناير/ كانون الثاني 2014 أي منذ أكثر من عامين".
القوات العراقية تدخل مدينة الفلوجة أحد أكبر معاقل تنظيم "الدولة الإسلامية"
وأشار نصر إلى أن الفلوجة هي مدينة رمز قصفت خلال حرب الخليج الأولى من قبل طيران التحالف الذي أخرج الجيش العراقي من الكويت، أدت لدمار كبير وخسائر كبيرة للجيش الأمريكي ناهزت المئة قتيل".
وأضاف أن "للمدينة رمزيتها الدينية حيث يوجد فيها أكثر من مئتي مسجد"، لافتا إلى أن التنظيم "تناغم مع عدد من وجهاء المدينة، الذين والوه أو أيدوه في التحكم في مفاصلها وترسيخ حكمه كأول تجربة في ما يعرف بالعودة إلى المدن، ذلك أشهر قبيل سيطرته على مدينة الموصل في نينوى شمالا".
ماذا يعنيه فقدان الفلوجة بالنسبة للتنظيم؟
اعتبر وسيم نصر أن "فقدان الفلوجة سيكون له وقع معنوي وإداري وكذلك عسكري على تنظيم "الدولة الإسلامية". معنوي بسبب مكانة المدينة ورمزيتها، عسكري بسبب قرب الفلوجة من العاصمة بغداد، وإداري وهو الأهم، لأنه كلما فقد التنظيم مدينة، يفقد مكانته "كإدارة وكدولة" وجزء من قاعدته الشعبية والاقتصادية".
وتابع موضحا أنه "في آخر تصريح له أشار أبو محمد العدناني"، وهو أحد أمراء التنظيم، إلى "فترة انكفاء الجهاديين لصحراء الأنبار في نوع من التهيئة لفرضية خروجهم من المدن، بالرغم من إصراره على القتال".
ويخلص نصر إلى القول إنه "طالما هنالك مسببات وحاضنة شعبية، وإن زادت وخفت من فترة لأخرى، لا يمكن القضاء على تنظيم "الدولة الإسلامية" أوأي حركة أو تنظيم جهادي آخر والأمثلة كثيرة".