شفق نيوز/ بعد أن أرتفع أسهم المواقع الالكترونية وتحولها لصوت الصحافة الأعلى والأكثر انتشاراً وحرية، ظهرت عدة معايير مهمة لتقييم المواقع وترتيبها حسب شهرتها وقوتها.
ويعد ترتيب موقع اليكسا احد تلك المعايير والتي يعتمد عليها لتقييم المواقع وعلى أساسه تُحدد أسعار الإعلانات على هذه المواقع. أي من جانب تجاري ولا يخضع لمعايير فنية.
وموقع أليكسا www.alexa.com هو موقع إلكتروني تابع لشركة أمازون الأمريكية واسعة الانتشار، ومتخصص في حصر إحصائيات وترتيب المواقع الالكترونية وتحليل الاحصائيات الخاصة بها من حيث عدد الزوار والبحث عنها، وسمي بهذا الاسم تيمناً بمكتبة الاسكندرية القديمة كأول مكتبة عرفتها البشرية.
وبسبب الاهمية القصوى لدى الكثير لترتيب المواقع على موقع اليكسا، لجأ اصحاب مواقع إلى إتباع طرق غير شرعية لزيادة ترتيبه وباتت اليوم تحتل مواقع متقدمة جدا على ترتيب العراق.
وبعد زيادة أهمية ترتيب إليكسا لأصحاب المواقع، نشأت بعض الشركات التي تبيع ”زيارات وهمية” للمواقع بعدة طرق أشهرها ربط الموقع المراد زيادة عدد زياراته بأحد مواقع تخزين الملفات والتي تعرف بـ"السيرفرات” والتي تسجل عددا هائلا من الزيارات.
ويقول الخبير بالمواقع الالكترونية وتسويقها على نجم لشفق نيوز، "لجأ بعض المواقع الالكترونية الخبرية والترفيهية الى الاشتراك بالمواقع التي تؤمن زيارات وهمية وترفع الرانك على موقع اليكسا، وبدأنا نلاحظ مثلا مواقع ... تصدت الصدارة من الناحية العراقية المحلية والعالمية وهو امر واضح لاصحاب الخبرة".
وذكر انه بوجود اكثر من مليار موقع الكتروني في العالم من غير المعقول ان تبلغ مواقع عراقية عتبة الالف او الالفين او حتى العشرة الالف ضمن هذا الحيز ومعلوم ان مستخدمي شبكة الانترنت في العراق محدودة.
وقال إن اكثر المواقع التي تلجأ لهذه الحيل هي ضمن اطار اقليم كوردستان.
ففي تقصي لشفق نيوز، عن المواقع التي تضمن زيارات وهمية تبين وجود موقع يبيع زيارات وهمية يبدأ من 100 دولار وصلا الى حدود 3000 دولار بالشهر.
وبحسب نجم فأن اغلب المواقع اصحاب تقييمات عالية في اليسكا تشترك ضمن الخطة السنوية والتي يتوجب عليها دفع اشتراك يصل الى اكثر من 30 الف دولار.
فيما اشر سامان جاف الخبير ببرمجيات المواقع لشفق نيوز، وجود اختلاف كبير بين غوغل للاحصائيات وموقع اليكسا التابع لامازون.
وقال انه في موقع غوغل وهو الاكثر دقة عالميا، نلاحظة ان المواقع المصنفة افضل عشرين من حيث الزيارة وفق اليكسا تترواح قوة مركزها مابين صفر الى 3، وهو الامر الاكثر منطقيا وواقعيا، اذا ما اخذنا بنظر الاعتبار ان غالبية المواقع هذه ضمن نطاق اقليم كوردستان ذي الملايين الخمسة قياسا بالعراق.
ويلاحظ ان المواقع الكوردية اخذت بتغطياتها الجانب المحلي كونها تقدم خدماتها على الاكثر باللغة الكوردية اللهجة السورانية، وبسبب التشكيل السياسي المعقد في كوردستان فان رواد هذه المواقع وحتى الفضائيات اصبح مناطقيا يتبع كل مؤسسة وحسب تبعيتها وتوجهاتها.
ويقول الجاف ان احد المواقع الكوردية والذي يتبوأ ترتيبا من ضمن اكثر عشرة مواقع زيارة في العراق يحتل له تصنيف على موقع غوغل الخاص بتقييم المواقع درجة صفر.
وتساءل "هل من المعقول ان تسجل مواقع الكترونية مراتب اكثر تقدما من موقع توتير العالمي او عشرات المواقع الاباحية؟
وعن السبب بوجود العديد من المواقع تحصلها على درجات ضئيلة بتقييم غوغل خلافا لموقع اليكسا وغيرها، يقول الجاف "موقع غوغل اعتمد معايير خاصة لتقييم المواقع من ضمنها الا يكون يتعامل مع شركات خاصة بالزيارات الوهمية ورفع الرانك على اليكسا، إلا ان غالبية المواقع الكوردية وبعض العراقية الاخرى تعتمد هذا الطريق منهجها للتنافس ومحاولة كسب اعلانات.
واستدرك كلامه بالقول "ان الشركات الرصينة التي تبحث عن اعلانات تستند على معرفة قوة الموقع من خلال تقييم غوغل او من خلال سيرفر- الخادم- الخاص بالموقع والذي يعطي تفاصيل دقيقة عن الزوار الداخلين الى الموقع بعيدا عن شركات الزيارات الوهمية".