شفق نيوز/ أعد أكاديمي من الموصل ما قال إنها خارطة طريق ودراسة استراتيجية لتحويل محافظة نينوى الى اقليم قائم بذاته عبر تحويل أقضية فيها إلى محافظات يتقاسم حكمها العرب والكورد والمسيحيون وبقية المكونات ضمن اقليم نينوى عاصمته الموصل بعد انتزاعها من قبضة تنظيم داعش.
وقال الاستاذ الدكتور سيار الجميل وهو شخصية أكاديمية معروفة بالموصل على صفحته الشخصية في فيسبوك ان الدراسة التي اعدها حصيلة جملة كبيرة من آراء وافكار وحوارات استغرقت فترة ستة اشهر مع اهل الموصل بشأن تقرير مصيرهم بعد التخلص من داعش وقد اجمعوا على خطة عمل وخارطة طريق استراتيجية بشأن مدينتهم.
ويسيطر تنظيم داعش على الموصل منذ العاشر من حزيران 2014 بعد انسحاب قوات الجيش والشرطة منها وتمكنت القوات العراقية والبيشمركة من تحرير مناطق بأطراف مدينة الموصل ومنها متاخمة لاقليم كوردستان العراق.
وبدأت الحكومة العراقية في أيار/مايو الماضي، بالدفع بحشودات عسكرية قرب الموصل (أكبر مدينة عراقية يسيطر عليها التنظيم، منذ يونيو/ حزيران 2014)، ضمن خطط لاستعادة السيطرة عليها، كما تقول الحكومة إنها ستستعيد المدينة من التنظيم قبل حلول نهاية العام الحالي.
والجميل تدريسي سابق في جامعة الموصل كلية الاداب قسم التاريخ ويقيم حاليا في كندا، وأطلق على دراسته “مشروع الموصل / نينوى” استعرض في بدايتها تاريخ وحضارة الموصل منذ قديم الزمان.
ويضيف الجميل في خارطة الطريق انه في ظل المأزق التاريخي الصعب الذي تعيشه الموصل، وكل توابعها الادارية في اقليم / محافظة نينوى اليوم ، وفي ظل التخوّف على مصيرها ومستقبل سكانها من الضياع ، من الآجدى البحث استراتيجيا عن "مشروع واقعي " ، يجيزه الدستور العراقي ، ويقّره السكان بعد طول المعاناة ، من اجل أن يحفظ لها قيمتها ومكانتها ، ويحافظ على أهلها وخصوصيتها جغرافياً وتاريخياً وثقافياً وحضارياً ، ويدرأ عن الاقليم كلّ التحديات الصعبة التي يعيشها في الداخل والخارج ، ناهيكم عن ضرورة التفكير والتخطيط لما سيؤول اليه الوضع لما بعد التحرير من هيمنة داعش التي دامت اكثر من سنتين ، وخشية من نشوب حرب أهليّة.
وتتضمن هيكلية الإقليم الادارية التي اعدها الباحث الجميل انشاء عدة "محافظات" تتوزع على الشكل التالي:
1) سنجار ، وتضم قضاء سنجار مع المجمعات الايزيدية وناحية القحطانية ( أغلبية يزيدية ).
2) تلعفر ، وتضم مدينة تلعفر وضواحيها مع العياضية والمحلبية ( أغلبية تركمانية )، ويمكن فصل او اضافة ربيعة وزمار ( عرب وكورد ) حسب رغبة اَهالي المنطقة.
3) سهل نينوى ( مسيحيون " سريان وكلدان وآثوريين " - وايزيدية - وشبك - وعرب - وكورد ) ويمكن ان تكون محافظة واحدة او محافظتين ، حسب رغبة اَهالي المنطقة .
4) جنوب الموصل ( حمام العليل ، الشورة ، القيارة ، الحضر البعاج.. والغالبية عرب ) .
5) مخمور ( أغلبية كوردية) .
6) مدينة الموصل تكون محافظة وحدها، بجناحيها الايمن والايسر لنهر دجلة وتوابعهما من القرى والارياف والاديرة وسد الموصل والمناطق الاثرية القديمة. وهي عاصمة الاقليم.
ويقول سياسيون عراقيون وعسكريون ان الاستعدادات لمعركة تحرير الموصل قد اكتملت لكن هناك اتفاقات سياسية لم تكمتل بعد اولها من يحكم الموصل ما بعد تحريرها.
وتشارك الحكومة العراقية واقليم كوردستان اجتماعات منها معلنة واخرى سرية ترعاها الولايات المتحدة للبحث عن حلول ومستقبل الموصل ما بعد تحريرها.
ويسيطر الكورد على اراضي ضمن الحدود الادارية لمحافظة نينوى وقاتلوا ضد داعش في سبيل تحريرها لكن لم يحسم مصيرها بعد على الرغم من كونها من المناطق المتنازع عليها بين حكومة الاقليم وبغداد ومشمولة بتطبيق المادة 140 من الدستور العراقي.
ويقول الباحث ان مشروعه بتوافق مع الدستور العراقي ويستند إلى مواد وارة في القوانين العراقية النافذة على النحو الموضح:
اولاً : يستند انشاء الإقليم الى المواد ( 116 , 117 , 119 , 120 , 121 ) من الدستور العراقي ، وباتباع الخطوات العملية الواردة في قانون الإجراءات الخاصة بتكوين الأقاليم رقم ( ١٣) لسنة ( ٢٠٠٨ ) .
ثانياً : حسب المادة 120 من الدستور العراقي ، يقوم الإقليم بوضع دستور للإقليم ، يحدد فيه هيكل سلطات الاقليم، وصلاحياته، وآليات ممارسة تلك الصلاحيات، على ان لا يتعارض ذلك مع هذا الدستور العراقي
وكانت الموصل ، تاريخياً وعبر العصور ، عاصمة دول متعدّدة ، فان كانت نينوى أعظم عاصمة للامبراطورية الآشورية في الازمنة الكلاسيكية، ثم غدت من اقدم مراكز الديانة المسيحية في الشرق ، على امتداد الفي سنة ، ثم غدت ثاني اكبر مدينة بعد دمشق ابان العهد الاموي (41 - 132 هـ / 662 - 750 م) اذ انطلقت منها الفتوحات الاسلامية نحو الأناضول وبلاد القوقاز وأرمينيا والشرق البعيد .. ثم غدت عاصمة لدول ودويلات اسلامية كالدولة الحمدانية 317 - 394 هـ/929 - 1003 م والدولة العقيلية 386-489هـ/966-1096م. ودولة الاتابكة الزنكيين ( 521- 660 هـ / 1127- 1261م ) ، وصولا الى كونها عاصمة لحكومة الجليليين ابان العهد العثماني ( 1724 – 1834م ) ، ومن ثم ثاني اكبر مدينة عراقية في العراق حتى اليوم . وعليه ، فهي تمتلك مشروعية تاريخية في تأسيس اي كيان فيها ضمن مجال العراق اللامركزي.
وأكمل الجميل دراسته الأولية في الموصل ودخل كلية الآداب والعلوم الإنسانية (الآداب حالياً) قسم التاريخ وتخرج فيها عام 1974. سافر إلى انكلترا للدراسة وحصل على الدكتوراه في التاريخ الحديث للشرق الأوسط من جامعة سانت أندروز عام 1982. عاد إلى العراق وانتسب تدريسياً للتاريخ الحديث في كلية الآداب عام 1984، غير أنه عمل محاضراً في العديد من الجامعات العربية، منها جامعة تونس الأولى وجامعة وهران في الجزائر وجامعة الحسن الثاني في المغرب.
سافر عام 1992 لحضور مؤتمر في الأردن ولم يعد إلى العراق. دّرس في الجامعات الأردنية ثم انتقل للتدريس في جامعة قطر. وقد زار الجامعات الجزائرية والتونسية وشارك في العديد من المؤتمرات العلمية في العراق وانكلترا وفرنسا والنمسا وتونس والمغرب والجزائر ومصر وتركيا. وله أكثر من 25 بحثا علميا أكاديميا.