شفق نيوز/ قبيل ساعات من الانتخابات التركية تتجه الأنظار إلى حزب الشعوب الديمقراطي الذي حقق مفاجأة كبيرة في الانتخابات الأخيرة بحصوله على 13.12%، وتخطيه عتبة الـ10%، مما أهله لدخول البرلمان للمرة الأولى في تاريخه ومن ثم تغيير الخريطة السياسية التركية.
وغير حزب الشعوب الديمقراطي في تركيا عددا من مرشحيه في ثلاث مناطق يشكل فيها أغلبية عظمى واتبع أسلوب تبديل الوجوه لخوض جولة جديدة من الانتخابات الاحد.
ويرى مراقبون أن الخطوة قد تحرز تقدما وتحصد مزيدا من المقاعد، إلا أنهم لم ينفوا إمكانية أن تكون مغامرة تطيح بالإنجاز الذي حققه الحزب بجولته الأولى من الانتخابات في يونيو/حزيران الماضي.
فحزب الشعوب الديمقراطي الذي تخطى عتبة الـ10% غير الخريطة السياسية التركية، وعلى إثرها تغيرت حسابات حزب العدالة والتنمية الحاكم واحتمالات بقائه منفردا بالحكم رغم أن حزب الشعوب قد حصل على أقل عدد من المقاعد من بين الكتل الأربع المشاركة في الانتخابات.
مزيد من الأصوات المرشح عن دائرة مدينة ديار بكر (جنوب شرق تركيا) إمام تاشلير أكد في حديثه للجزيرة نت أن التغيير شمل حوالي 10% من أسماء المرشحين سابقا، وانحصر في ثلاث مناطق، هي وان وسيرت وباتمان.
وأشار إلى أن أعضاء الحزب درسوا جميع الجوانب المتعلقة بالانتخابات والخيارات المتاحة، وقرروا تغيير بعض الأسماء، لكسب المزيد من الأصوات التي عجز عنها الحزب في الدورة الماضية، مضيفا أن "التغيير كان بالاتفاق مع الأعضاء أنفسهم وهم حزبيون ويعملون حاليا في الحملة الانتخابية".
ويسعى حزب الشعوب من وراء تغيير أسماء مرشحيه للحفاظ على أنصاره ومؤيديه، وقال المرشح تاشلير إن ذلك "نتيجة تعرضنا لهجوم سياسي وإعلامي من خصومنا، لترهيب الكورد والمعارضة الديمقراطية، والغاية إخراجنا من ميدان السياسة عبر اللعبة الديمقراطية".
ويقدم حزب الشعوب نفسه بوصفه حزبا لكل مكونات وأطياف المجتمع التركي، ويستمد أصواته الانتخابية من الكثير من المناطق التي يتزايد فيها أعداد الكورد. وتعد مدينة ديار بكر من أكبر المدن الموجودة في جنوب شرق تركيا ويشكل الكورد حوالي 80% من سكانها.
برامج انتخابية بينما ترى المرشحة عن دائرة مدينة ديار بكر جاغلر ديمريل أن "الحزب لا يعتمد في حملته الانتخابية على أسماء ووجوه مرشحيه بقدر ما يعتمد على برامجه الانتخابية ومصداقيته بين الشعب التركي".
وقالت للجزيرة نت "للمرة الأولى في تاريخ تركيا تدخل كتلة برلمانية بـ32 امرأة، وكنا أكبر كتلة نسائية، كما رفعت نسبة مشاركة المرأة لتتجاوز 17%، ونعمل جاهدين على أن تكون نسبتنا نصف أعضاء الحزب المرشحين إلى البرلمان".
وتأسس حزب الشعوب الديمقراطي في أكتوبر/تشرين الأول 2012 كفرع سياسي لمؤتمر الشعوب الديمقراطي، ويرأس المحامي صلاح الدين ديمرطاش بالمشاركة مع السياسية الكوردية فيغان يوكسيك.
ولفتت المرشحة ديمريل إلى أن "الحزب يمثل الطبقة المهمشة والعاملين بالدرجة الأولى، وهم أصحاب القرار، ونمثل كل مكونات المجتمع التركي على اختلاف أديانهم ومعتقداتهم وتوجهاتهم السياسية والثقافية، كما نمثل الأقليات".
يذكر أن حزب العدالة والتنمية حصل على 40.86% وحصد 258 مقعدا بالبرلمان في الانتخابات الأخيرة، في حين حاز حزب الشعوب الديمقراطي على 13.12%، مما أهله لدخول البرلمان للمرة الأولى في تاريخه بثمانين مقعدا من أصل 550.